ترامب يرفض نشر الأسلحة النووية في أوروبا الشرقية وتصاعد التوترات بين روسيا والغرب
الرئيس الأميركي دونالد ترامب

أكد نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يدعم فكرة نشر الأسلحة النووية الأمريكية في أوروبا الشرقية، مشيرًا إلى أنه سيكون "مصدومًا" إذا وافق ترامب على مثل هذا القرار. جاءت تصريحات فانس خلال مقابلة مع شبكة فوكس نيوز، حيث أوضح أنه لم يناقش هذا الموضوع بشكل مباشر مع الرئيس الأمريكي ، لكنه شدد على أهمية توخي الحذر في التعامل مع هذه القضايا الحساسة، مؤكدًا أن مثل هذه القرارات قد تشكل خطرًا على الأجيال القادمة وتؤثر على مستقبل الأمن الدولي.

تصريحات فانس جاءت ردًا على دعوة الرئيس البولندي أندري دودا لنقل بعض الرؤوس الحربية النووية الأمريكية إلى بولندا، معتبرًا أن هذه الخطوة ضرورية لمواجهة التحديات الأمنية المتزايدة في المنطقة، خاصة في ظل استمرار توسع حلف الناتو شرقًا منذ عام 1999. وفي حديثه لصحيفة فاينانشال تايمز، أوضح دودا أن ترامب، إذا عاد إلى البيت الأبيض، يمكنه نقل الرؤوس النووية الأمريكية الموجودة حاليًا في الولايات المتحدة أو أوروبا الغربية إلى بولندا لتعزيز الأمن الإقليمي.

في السياق نفسه، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن مخاوفه من التهديد الذي تمثله روسيا على أمن فرنسا وأوروبا، مشددًا في تصريحات أدلى بها في 5 مارس على ضرورة بدء مناقشة حول إمكانية استخدام الأسلحة النووية الفرنسية لحماية دول الاتحاد الأوروبي. وأشار ماكرون إلى أن موقف الولايات المتحدة بشأن أوكرانيا ودورها داخل حلف الناتو قد شهد تغيرات كبيرة، وهو ما يستدعي إعادة النظر في الاستراتيجية الأمنية الأوروبية.

لكن دعوة ماكرون هذه أثارت موجة من الانتقادات داخل فرنسا، حيث أعربت قوى المعارضة عن رفضها لمثل هذه التوجهات، معتبرة أن تصريحات الرئيس الفرنسي قد تؤدي إلى تصعيد خطير وغير محسوب مع روسيا. ووصف بعض السياسيين الفرنسيين هذه التصريحات بأنها دعوة إلى "تضحيات جديدة" في وقت تحتاج فيه فرنسا إلى التركيز على القضايا الداخلية بدلاً من تصعيد الأوضاع مع موسكو.

موسكو ترد بقوة على تصريحات ماكرون

من جانبه، رد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على تصريحات ماكرون، واصفًا إياها بأنها تمثل "تهديدًا مباشرًا لروسيا"، وقارنها بتصريحات كل من هتلر ونابليون، في إشارة إلى المخاطر التاريخية التي واجهتها روسيا من الغرب. كما وصف المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف تصريحات الرئيس الفرنسي بأنها "تصعيدية وغير مسؤولة"، مشيرًا إلى أنها تتجاهل حقيقة توسع البنية التحتية العسكرية لحلف الناتو بالقرب من الحدود الروسية، مما يزيد من التوترات في المنطقة.

أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فقد أكد في وقت سابق، خلال مقابلة أجراها مع الصحفي الأمريكي تاكر كارلسون، أن روسيا لا تخطط لمهاجمة أي من دول حلف الناتو، معتبرًا أن هذا السيناريو "لا معنى له على الإطلاق". وأوضح بوتين أن السياسيين الغربيين يستخدمون باستمرار "التهديد الروسي" كذريعة لصرف انتباه شعوبهم عن المشاكل الداخلية التي تواجهها دولهم، مضيفًا أن "الأشخاص الأذكياء يدركون أن هذا مجرد كذبة تستخدمها الحكومات الغربية لتحقيق أهداف سياسية داخلية".

وسط هذه التوترات المتزايدة، يظل مستقبل العلاقات بين روسيا والدول الغربية غامضًا، حيث تستمر التصريحات المتبادلة في تأجيج الصراع القائم، بينما تسعى بعض الدول الأوروبية إلى تعزيز قدراتها الدفاعية وسط مخاوف من أي تصعيد عسكري محتمل.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

ترمب يستبعد ماسك من قرارات الفضاء لتفادي تضارب المصالح

ترمب يرفض فرض خطته بشأن غزة ويتفاجأ من موقفي مصر والأردن وروبيو يدعو إلى خطة عربية بديلة