غزة ـ فلسطين اليوم
نددت حركة حماس بشدة بتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي قال فيها إن "الفلسطينيين ليس لديهم بديل سوى مغادرة قطاع غزة". واعتبرت الحركة هذه التصريحات بمثابة "تحريض عنصري" و"محاولة لتصفية القضية الفلسطينية"، مشددة على أن هذا الموقف يساهم في نشر الفوضى وزيادة التوترات في المنطقة. وفي بيان له، قال عزت الرشق، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، إن الحركة ترفض هذه التصريحات رفضًا قاطعًا، معتبرة إياها جزءًا من محاولة مكشوفة لتصفية حقوق الفلسطينيين وتجاهل حقوقهم الوطنية المشروعة.
الرشق أضاف أن الشعب الفلسطيني في غزة، رغم ما مر به من دمار وقصف استمر لأكثر من 15 شهرًا، قد أفشل جميع محاولات التهجير القسري التي سعى الاحتلال الإسرائيلي وبعض القوى الدولية لفرضها. وأكد أن الفلسطينيين في غزة لا يمكنهم قبول أي خطط تهدف إلى اقتلاعهم من أرضهم، مشيرًا إلى أن الشعب في غزة مغروس في أرضه ولن يقبل بالتهجير أو التصفية.
من جهته، قال القيادي في حماس سامي أبو زهري في بيان له إن الحركة ترفض تمامًا تصريحات ترامب حول مغادرة الفلسطينيين من قطاع غزة. ووصف أبو زهري هذه التصريحات بأنها "وصفة لإنتاج الفوضى والتوتر في المنطقة"، مؤكدا أن سكان غزة لن يسمحوا بتمرير مثل هذه المخططات. وأوضح أن المطلوب هو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي ووقف العدوان على الشعب الفلسطيني، وليس طرد الفلسطينيين من أراضيهم.
كما شدد الناطق الرسمي باسم حركة حماس، حازم قاسم، على رفض الحركة التام لتصريحات ترامب، مؤكدًا أن هذه التصريحات تعكس غيابًا كاملًا للمعايير الأخلاقية والإنسانية. واعتبر قاسم أن هذه التصريحات تشكل خطوة أخرى ضمن محاولات تشريع عمليات التهجير القسري للفلسطينيين، في وقت يواصل فيه الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة. وأضاف أن تصريحات ترامب تجاهلت الواقع المأساوي الذي يعيشه الفلسطينيون في غزة، حيث يواجهون الحصار والدمار المستمر.
قاسم أكد أيضًا أن هدف الاحتلال من حربه على غزة هو تهجير الفلسطينيين من القطاع، لكنه شدد على أن هذا الهدف لن يتحقق، حيث ستستمر المقاومة الفلسطينية في نضالها حتى يتحقق الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله.
وكان ترامب قد قال في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، إن الفلسطينيين لا خيار لهم سوى مغادرة قطاع غزة، مطالبًا الأردن ومصر باستقبالهم. وأشار ترامب إلى أنه لا يدعم بالضرورة الاستيطان الإسرائيلي في قطاع غزة، ما يبرز التناقض في مواقفه تجاه القضية الفلسطينية. وهذه ليست المرة الأولى التي تصدر فيها تصريحات مشابهة من ترامب، حيث سبق له أن تحدث عن تصورات مشابهة في فترات سابقة، مما أثار ردود فعل غاضبة من الدول العربية، وخاصة مصر والأردن.
وكانت السعودية أيضًا قد أصدرت بيانًا رسميًا أكدت فيه موقفها الثابت والراسخ من قضية فلسطين، مشددة على أهمية إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، معتبرةً أن تطبيع العلاقات مع "إسرائيل" لن يتم إلا بعد تحقيق هذا الهدف.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
ترامب يسعى للتوصل إلى صفقة دبلوماسية مع إيران وسط الأوضاع الإقليمية المتوترة