تظاهرة جماهيرية دعماً للقدس المُحتلّة وأهلها

عيد جديد يهل على قطاع غزة، في ظل أوضاع مأساوية يشهدها القطاع مع استمرار الحصار الإسرائيلي للعام الثالث عشر، والعقوبات التي تفرضها السلطة، ما عمل على "تبهيت" أجواء العيد والفرحة.

وكان قطاع غزة يشهد قبل أعوام أضاحي في كل شارع وحارة تقريباً، إلا أنّها منذ بضعة أعوام بدأت تتلاشى في كل عام أكثر من ذي قبل، حتى الموظفون في القطاع لم يعودوا مقبلين على شراء الأضحية بسبب اشتداد الحصار والخنق المتواصل على القطاع، مع استمرار العقوبات التي تفرضها السلطة الفلسطينية منذ 2017.

وكما هو معلوم فإن الكثير من العائلات في قطاع غزة تنتظر عيد الأضحى لتأكل اللحم الذي لا تستطيع شراءه في أيام السنة في سياق إحكام الإغلاق والحصار، وتردي الأوضاع الاقتصادية يومًا بعد يوم، واتساع دائرة الفقر والعوز.

سياسة قطع الرواتب والخصومات التي تجددت خلال السنوات الأخيرة، أثّرت كثيرًا على القدرة الشرائية لعشرات آلاف الأسر في قطاع غزة، وهو ما انعكس على واقع الأضاحي هذا العام، وعلى مناحي الحياة كافة.

وانقطاع التيار الكهربائي عن المنازل لفترات طويلة كان له تأثيراته السلبية العميقة جداً على موسم الأضاحي.

كما أن هناك عوائل تستطيع شراء الأضحية بالتقسيط على عدة أشهر، من خلال جمعيات تعاونية وما شابه، رغم أن ثمن الأضحية ليس بالمرتفع إلى هذا الحد؛ لكن الواقع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه الناس دفعهم لذلك.

مزارعون تحدثوا لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" عن واقع صعب جدًّا، وأكدوا أن الإقبال على الأضاحي رغم انخفاض أسعارها هذا العام هو الأقل في سنوات الحصار الأخيرة، ما سينعكس سلبا على الموسم.

جبر النيرب -عنده مزرعة لتربية المواشي- يقول: "حتى الجمعيات التي كانت تأخذ نسبة كبيرة انخفض طلبها إلى النصف تقريباً".

يشير إلى أن حجم الطلب المتدني على المواشي ينذر بموسم صعب ومدمر، مؤكدًا أن هذا يرجع لسياسة الإفقار التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني بغزة.

ويتوفر لدى المزارع النيرب، حسب قوله، قرابة 100 رأس من العجول والأبقار، لم يحجز حتى اللحظة قبيل العيد بأيام إلا نصفها، في حين يتبقى نصفها، والذي ينذر بانخفاض أسعارها أكثر بعد انتهاء موسم العيد.

كما قال جمال الخضري، رئيس اللجنة الشعبية لكسر الحصار عن غزة: إن نسبة الفقر تجاوزت 85%، في حين نسبة البطالة تزيد عن الـ 60%، ونسبة دخل الفرد اليومي نحو دولاريْن، إضافة إلى أن عشرات آلاف الخريجين في الضفة الغربية وقطاع غزة يعانون البطالة وقلة فرص العمل.

وأكد في تصريح له أن أسواق غزة والضفة الغربية تشهد كساداً تجارياً عشية عيد الأضحى المبارك وموسم المدارس، حيث "تراجعت نسب البيع بما يصل إلى نحو 80% في غزة و50% في الضفة الغربية".

وبيّن أن واقع غزة يزداد كارثية مع تراجع المساعدات والمشاريع الدولية والعربية، والانخفاض الكبير في دعم وإسناد المؤسسات المانحة الإغاثية في القطاعات كافة.

وشدد على أن الحلول الجذرية المطلوبة فوراً تبدأ بإنهاء الحصار الإسرائيلي تمامًا، وفتح جميع المعابر التجارية والسماح بحرية الاستيراد والتصدير ورفع قوائم الممنوعات، وربط غزة بالضفة الغربية عبر الممر الأمن.

قد يهمك أيضا :

مئات الفلسطينيون يتظاهرون في رام الله دعمًا للقدس وغزة والأسرى واللاجئين في لبنان

مجمع الكرامة للثقافة والفنون في غزّة يكرّم أسر الفنانين الراحلين