غرفة وايت دروينغ في قصر باكنغهام

يعد قصر باكنغهام حلمًا "بعيد المنال" يراود الكثيرين لرؤيته من الداخل فقط، ولكن الآن يمكن لهؤلاء الطامحين الإقامة في منازلهم الخاصة مع إضفاء لمسات ملكية تزيِّن هذا القصر بالفعل، فالخيارات أصبحت متوافرة للجميع ومن دون عناء، فقط كل ما تحتاجه هو الأموال الطائلة التي تنقلك في غمضة عين إلى حياة الملوك المترفة.

وللحصول مثلًا على أقمشة المفروشات الملكية هناك الكثير من الخيارات عبر موقع "ديساينرغويلد دوت كوم"، بينما يقدم محل زوفاني ورق جدران مشابه لنقوش جدران القصر، ويقدم سيمون إيدشونز أريكة بسعر 799 جنيه إسترليني تشبه أريكة ملكية، ويعرض متجر سيفر مجموعة من الخزفيات التي أثرت القصر.

وقد اعتلت الملكة فيكتوريا العرش العام 1837، وهي تبلغ من العمر 18 عامًا، وسُحرت كثيرًا بقصرها الجديد "باكنغهام"، وكتبت في مذكراتها "غرف قصر باكنغهام مرتفعة جدًا ولطيفة ومبهجة والحديقة كبيرة وجميلة جدًا"، ولكن للأسف فرحتها لم تدم طويلاً، فاختطفت مظاهر الإهمال فرحة الملكة وحاشيتها سريعًا.

دورات المياه في القصر الجديد لا تجف، وجرت عادة أهل لندن على إلقاء القمامة حول جدران القصر، والمداخن كانت سيئة، وممرات الخدم عبارة عن متاهة، وكانت التمديدات تؤدي إلى تبريد الماء الساخن لحين ووصوله إلى الغرف الملكية، فشكت الحاشية مرارًا وتكرارًا، وكتبت وصيفتها فريدا أرنولد "إنه يشبه القبر، لم أشعر بالبرد طوال حياتي مثل اليومين الذين قضيتهما في هذا القصر.

وتولى الأمير ألبرت الأمر وبنى كنيسة صغيرة للأسرة، إلا أن الزوجين ظلّا يريان منزلهما سيئًا وباردًا وضيقًا، وأي شخص ينظر إلى القصر اليوم لا يستطيع تصديق ما يقرأ، فمنذ ذلك الحين أضيفت عليه الكثير من التحسينات.

وتعمل مؤسسة رويال كوليكشن ترست الخيرية على إدارة القصر الآن، وعملت مع شركة غوغل لإتمام جولة تصوير 7 غرف في القصر، ويفتح الباب على مدخل كبير يؤدي إلى درج أكبر ثم قاعدة جرين دراوينغ، وقاعة العرش، وغرفة معرض الصور، وغرفة الرقص.

وكان المهندس المعماري جون ناش هو المسؤول عن التصميمات الداخلية الفخمة، وعينه الملك جورج الرابع العام 1822 لإعادة تصميم القصر، فقد امتلك الأخير طموحًا كبيرًا، وأعرب ذات مرة أن مثله الأعلى الزعيم الفرنسي نابليون بونابرت، لذلك أحضر الكثير من خصائص باريس إلى القصر، فغرفه تبدو فرنسية بالستائر والأبواب المعكوسة والجدران والمرايا، وتعتبر المرايا فكرة لجعل المنزل أكثر فخامة إلى جانب علّاقات الثياب.

ولم يعتبر المهندس ناش جيدًا في إدارة الموازنة ففي ذلك الوقت وافق البرلمان على تجديد القصر بتكاليف تصل إلى 150 ألف جنيه إسترليني، ولكن جورج أخذ منهم 450 ألف إسترليني، وفي النهاية تجاوزت العملية 500 ألف إسترليني، واتهمته لجنة برلمانية مختارة بالإهمال الجسيم في حفظ الموازنة.