عمان - فلسطين اليوم
قال رئيس الوزراء الاسبق الدكتور عبد السلام المجالي ان ما تشهده المنطقة في المرحلة الحالية يتطلب من الاردنيين تحصين الجبهة الداخلية وحشد الطاقات والحفاظ على الوحدة الوطنية لدرء الخطر الناجم من اشتعال المنطقة عن الاردن.
واضاف خلال محاضرة نظمتها وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية، وجماعة عمان لحوارات المستقبل اليوم الثلاثاء في مسجد الشهيد المؤسس في اطار حوارات مبادرة "امة واحدة في مواجهة فتنة التكفير"، ان هناك توافقا وطنيا عاما على الثوابت الاردنية المتمثلة بالنظام الملكي الهاشمي والدولة الدستورية ووحدة المجتمع الاردني، وتجاوبا وطنيا مع ما ورد في الاوراق النقاشية الملكية الخمس وخطاب العرش في افتتاح الدورة الثانية للبرلمان السابع عشر.
وبين المجالي ان اليقظة والحذر والتوعية وتوجيه الرأي العام، هي السبيل لتحصين الجبهة الداخلية وتعزيز صمودها وجاهزيتها، ودعم القوات المسلحة واجهزة الامن والوقوف معها صفا واحدا للمحافظة على امن واستقرار الوطن وتعميق مفهوم الدين الحنيف البعيد كل البعد عن تكفير الآخر.
وأكد ان الاصلاحات الاقتصادية الشاملة والتوسع في المشاريع الانتاجية التي تغطي كافة المحافظات هي البوابة الرئيسة لتخفيض البطالة ومكافحة الفقر وما يتولد عنهما من يأس واحباط تسعى الفئات المتطرفة الى استغلاله وتوظيفه لمصالحها، مشيرا الى ان الحزم في تطبيق القانون بدون تهاون او محاباة، وتشديد العقوبات على المخالفين والخارجين عليه والذين يستغلون الظروف الراهنة او غيرها لتحقيق مكاسب غير مشروعة، هي أمور في غاية الاهمية.
واضاف ان الاسلام يهدف الى اعادة تهذيب النفس الانسانية وتوظيف طاقاتها نحو بناء مجتمع صالح يدين بالتوحيد لله ويطبق تعاليم الشريعة في واقع الحياة، ولتحقيق هذا الهدف لا بد من بناء الانسان الصالح واعادة تشكيل قوى الضبط الذاتي لديه بحيث يكون رقيبا على نفسه.
وقال وزير الاوقاف الدكتور هايل داود ان هناك تعاونا بين الوزارة وجماعة عمان لحوارات المستقبل، للتحاور مع الائمة والخطباء حول فتنة التكفير واخطارها، ودورهم في توعية الناس بهذه الفتنة، واشاعة الافكار الوسطية المستنيرة والمعتدلة للتصدي للتكفير، والتي تأتي من خلال استضافة كبار المسؤولين وأصحاب التجربة ممن لديهم الرؤية الكاملة للقضايا التي يتم تناولها لتقوية الفكر وبناء موقف قوي لمواجهة التكفير.
وقال رئيس جماعة عمان لحوارات المستقبل بلال التل ان الجماعة اصدرت مبادرة "امة واحدة في مواجهة فتنة التكفير" قدمت من خلالها خارطة طريق لكيفية إحياء النخب الثقافية والفكرية لمواجهة التطرف والافكار التكفيرية، ولتكوين رأي عام اهلي في مواجهة هذا الخطر الذي يهدد البنيان الاجتماعي، ويهدد وحدة الامة والمجتمعات، مشيرا الى التعاون والتشارك مع جميع الجهات الرسمية والاهلية لتنفيذ مضامين هذه المبادرة بالتشارك مع وزارة الاوقاف والتربية وجهات اخرى ذات علاقة.