نازحو غزة في مدارس الأونروا

إن العمل على تنسيق حمولة أكثر من ثلاثين شاحنة من المستلزمات الحيوية يعد العمل اليومي الذي تقوم به وفاء ناسمان التي تعمل مساعدة لوجستية لدى الأونروا في غزة وزملاؤها'.

بهذه الصفة، عملت وفاء على توسعة دورها ومسؤولياتها الاعتيادية من أجل تسهيل المتطلبات الجمركية والتنقل بين المعابر والمساعدة في تنسيق عملية توزيع الإمدادات كالغذاء والمياه والوقود والفرشات ومواد الطوارئ الأخرى داخل غزة وخلالها، وفق ما جاء في تقرير 'الأونروا' حول ' الوضع الطارئ في غزة - الإصدار رقم 56'.

وتقول وفاء: 'إنني مسؤولة عن تنسيق شحنة البضائع الغذائية وغير الغذائية من خلال الشاحنات إلى داخل غزة عبر معبر 'كرم شالوم'، وهو المعبر الحدودي الوحيد الذي يعمل مع إسرائيل، وعبر نقاط التفتيش في الضفة الغربية، من أجل الخبز على سبيل المثال والذي يتوجب علينا أن نجلبه من الخليل'.

وتضيف: 'تبدأ العملية من تقديم طلبات التخليص على البضائع وصياغة المراسلات من أجل السلطات المعنية ومتابعة الموافقات وتنسيق الطلبات مع الشاحنات التي تمر عبر البوابات في اليوم التالي'.

وحسب التقرير، لا يتوقف دور فريق الخدمات اللوجستية هنا فقط؛ بل هم مسؤولون عن تحميل ونقل الحمولة إلى داخل المستودعات في غزة وصولاً إلى توزيعها على المحافظات في نهاية المطاف.

ومنذ أن تم إعلان حالة الطوارئ يوم 8 تموز/يوليو، دأبت وفاء على العمل يوميا كجزء من فريق مؤلف من ثلاثة أشخاص في غرفة العمليات المركزية في مدينة غزة. ومع زميليها الاثنين، وهم من الذكور، تساعد وفاء في المحافظة على عملية تواصل ومتابعة مستمرة لضمان أن البضائع يتم تسليمها للنازحين الموجودين في ملاجئ 'الأونروا' بأكبر قدر ممكن من السرعة والكفاءة.

وتقول وفاء عن ذلك 'إنني أضطلع بمسؤوليات إضافية بسبب حالة الطوارئ؛ وذلك يشمل القيام بإعداد الموافقات الأمنية لحركة عربات الأونروا وشاحناتها داخل قطاع غزة في ذروة الأعمال العدائية، علاوة على متابعة وإدارة الشاحنات من أجل ضمان أن كل شاحنة تصل سالمة إلى وجهتها وتقوم بتسليم مواد الإغاثة في الوقت المناسب'.

ومن أجل تحقيق المستوى المطلوب من الاستجابة اللازم لإيصال المستلزمات الحيوية لحوالي 300,000 نازح في ملاجئ الأونروا، علاوة على الاستمرار بتقديم الخدمات الاعتيادية للوكالة لأكثر من 1,2 مليون لاجئ فلسطيني، بما في ذلك المساعدة الغذائية العادية لحوالي 830,000 منتفع، فإن ذلك يتطلب أكثر من 33 شاحنة إلى جانب 52 سائقا و 150 شخصا للتعبئة، إضافة إلى 160 شخصا للتحميل،  وجميعهم يعملون يوميا على حساب الاستجابة الطارئة لغزة، كما يقول التقرير.

ومن أجل دعم تموضع البضائع لغايات وصولها للملاجئ في كل محافظة، قامت الأونروا بتأسيس خيارات تخزين مؤقتة بهدف تمكين توسيع قدرات المخازن القائمة التي تقع في رفح ومدينة غزة.

وقال التقرير: إنه خلال الأعمال العدائية، تم العمل أيضا على تنسيق كافة التحركات بشكل مسبق مع السلطات الإسرائيلية في محاولة لتأمين عبور آمن بين النقاط. وإن الشواغل الأمنية قد عملت بشكل متقطع على الحد من قدرة الأونروا على التوزيع، وتحديدا خلال الأيام التي كانت فيها مناطق مثل بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا والتفاح ورفح وكامل قطاع غزة شرق شارع صلاح الدين  مغلقة بسبب انعدام الأمن.

وعلى الرغم من بعض التحديات، تجد وفاء أن دورها له مغزى كبير، وتقول 'إنني أجد أن إرسال البضائع الغذائية لملاجئ الأونروا حيث يتوقع الناس هناك أن يحصلوا على الحماية والرعاية يعد الجزء الأكثر أهمية في عملي؛ وإنني أفكر بكل واحد منهم وخصوصا الأطفال والنساء وكبار السن، وبحصولهم على الحد الأدنى مما يستحقون. وإن كل هذا يحفزني على الاستمرار وعلى الالتزام بمسؤولياتي تجاه لاجئي فلسطين'.

وانضمت وفاء ناسمان للأونروا في كانون الأول من عام 2008، قبل أسبوعين فقط من بداية عدوان 2008/2009 على غزة وقيام الأونروا بإيواء أكثر من 50,000 نازح.

وعملت وفاء مع فريق الاستجابة الطارئة بدور مشابه لعملها اليوم. واكتسبت وفاء الخبرة في عمليات التنسيق والعمليات اللوجستية منذ ذلك الوقت، ومرة أخرى في نزاع عام 2012.

وكما هو الحال مع كافة موظفي 'الأونروا'، فإن وفاء تأثرت بشكل شخصي من الحرب وتأمل بأن الأزمة ستنتهي قريبا.

'لقد تأثرت تماما مثلما تأثر كل الفلسطينيون في غزة. لقد واجهت وعائلتي نفس المخاوف ونفس المعاناة. إننا نعلم جميعنا بأنه عندما يشعر شخص ما بأنه غير آمن فإنه يركض عائدا لمنزله حيث أننا نؤمن بأن المنزل ينبغي أن يكون المكان الأكثر أمانا، إلا أنه بالنسبة لي ولكل شخص آخر في غزة، لم يكن هناك اي مكان آمن'، تقول وفاء.

وفقدت 'الأونروا' أحد عشر موظفا من موظفيها منذ الثامن من تموز. لقد خاطر العديد من موظفي 'الأونروا' بحياتهم عبر القدوم للعمل يوميا خلال الأعمال العدائية، ولم يكن فريق الخدمات اللوجستية استثناء لذلك.

وتضيف وفاء :'ذهبت يوميا للعمل، على الرغم من أنني كنت قلقة على حياتي. ونظرا لأنني من جهة أقوم بترك عائلتي وأمضي في طريقي إلى المكتب للعمل مع زملائي في مواصلة الجهود التي بدأناها سويا من أجل تجنب أي عملية تأخير في إيصال المساعدة الإنسانية. لقد تلقيت كل الدعم من عائلتي التي جعلتني مستمرة بأداء هذا الدور والتي كانت قلقة للغاية علي. ولا أزال في كل ليلة أعود فيها إلى البيت أشكر الله لأنه لا زال لدي بيت وعائلة آمنين وأتطلع قدما ليوم جديد من العطاء

وفا