غزة - فلسطين اليوم
أشاد عدد من نشطاء الحراك الشبابي والمقاومة الشعبية للتصدي للحزام الأمني ودعم الصيادين بالجهود التي يبذلها بعض المتضامنين الأجانب في دعم صمود المزارعين والصيادين الفلسطينيين في مواجهة صلف وعنجهية وانتهاكات الاحتلال المتكررة، خاصة جهود الناشط السويدي تشارلي أندرسون لإصراره على كسر الحصار عن غزة.
وقال النشطاء في أحاديث منفصلة مع «الأيام»: «إن تفجير مركب «فُلْك غزة» العام الماضي من قبل مجهولين أثناء عملية تجهيزه على شاطئ بحر غزة، وقتل المتضامنين الأتراك على متن سفينة «مرمرة»، واعتقال وترحيل متضامنين آخرين إلى بلادهم بطرق مهينة، لم تُثنِ الناشط السويدي عن المساهمة في كسر حصار غزة المستمر منذ أكثر من ثمان سنوات، عبر تجهيز سفينة أخرى تنطلق هذه المرة من أحد الموانئ في بلاده للإبحار نحو ميناء غزة.
يُذكر أن صحيفة «غوتبيرغ» السويدية أكدت أن طاقم أندرسون المكون من 13 شخصاً آخرين سينطلق الأحد المقبل في رحلة بحرية تنتهي على ميناء غزة، عبر المرور على عدة موانئ أوروبية؛ لحمل مساعدات طبية وألواح شمسية تستخدم في الإنارة المنزلية لسكان قطاع غزة.
وكان مجهولون فجروا في الخامس والعشرين من نيسان من العام الماضي، مركب «فلك غزة» الذي كان يرسوا في ميناء غزة، حيث كان من المقرر أن يغادر الميناء تجاه موانئ أوروبية ويحمل على متنه مطرزات ومنتجات محلية مثل الفخار والخيزران، في خطوة تهدف لكسر الحصار البحري المفروض على القطاع.
ونقلت الصحيفة عن الناشط السويدي أن سفينته التي أطلق عليها اسم «ماريان غوتبيرغ» استغرق تجهيزها شهراً وستحمل مساعدات رمزية لأهالي غزة، بينها ألواح شمسية، لافتاً إلى أن تلك الألواح الشمسية يمكن أن تحل محل المولدات المحلية التي تعمل بالسولار والبنزين وتطلق عوادم سامة جداً في هواء غزة».
وفي هذا السياق رحب رئيس جمعية الصيد البحري في غزة محفوظ الكباريتي، بالمتضامن السويدي قائلاً: «إن أندرسون عاش في غزة ورأى مأساتها التي تتوالى وتزيد يوماً بعد يوم، إما بسبب الحصار أو العدوان أو البطالة أو الوضع الاقتصادي والمعيشي المتردي والصعب، أي أنه رأى وعايش الظلم الواقع عليهم، وهذا بحد ذاته ترك أثراً إيجابياً نحو القضية الفلسطينية وإصراره للتضامن مع الشعب بكل مكوناته.
وأضاف الكباريتي لـ»الأيام»: إن أندرسون كغيره الكثير من المتضامنين الأجانب تعرض للاعتقال والتحقيق والترحيل القسري والمنع من الدخول لغزة، ولكن هذا لم يثنه عن مواصلة تضامنه مع أناس يعيشون الظلم بعينه، لأن لغة الحق والسلام لا تعرف حدوداً، بل تربط كل شعوب الأرض ببعضها البعض رغم بُعد المسافات ورغم تأييد حكومات بعض هؤلاء المتضامنين مع إسرائيل ودعمها لها.
وأشار إلى أنه، أبحر أندرسون ومن معه بقاربه الصغير نحو ميناء غزة، وتم اعتراضه من قبل البحرية الإسرائيلية كما حدث مع سفن وقوارب كثيرة غيره، فهو في طبيعة الحال سيخدم القضية الفلسطينية؛ كونه سيبين للعالم أجمع ولمحكمة الجنايات الدولية انتهاك إسرائيل لحقوق الإنسان في السفر والتنقل ورفع الحصار وهذا لن يكون في صالحها بالمطلق، وإن تم السماح للقارب بالإبحار والوصول لشواطئ غزة، سيكون أيضاً أثره إيجابياً على الفلسطينيين؛ لأنه سيشجع متضامنين آخرين على الإبحار وتسيير القوافل البحرية والبرية لكسر الحصار عن غزة.
من جهته قال محمود الزق منسق لجنة الأنشطة والفعاليات في هيئة العمل الوطني بقطاع غزة، الناشط في الحملة الشعبية لمقاومة الحزام الأمني: إن القضية الفلسطينية أصبحت اليوم في ضمير جميع أحرار العالم، حيث أصبح لديهم إصرار على الوقوف مع الحق الفلسطيني في غزة ضد الحصار والحزام الأمني والاعتداء على المزارعين والصيادين، وفي الضفة ضد جدار الفصل العنصري والاستيلاء على أراضي المواطنين لصالح الاستيطان.
وأضاف الزق لـ»الأيام»: إن ما يؤكد أن القضية الفلسطينية أصبحت حاضرة وبقوة في وجدان شعوب العالم هو إصرار مثل هذا المتضامن السويدي الذي تعرض للعديد من الانتهاكات، وأيضاً المتضامنة الأميركية راشيل كوري التي قضت تحت جنازير جرافة إسرائيلية وهي تدافع عن منازل المواطنين التي كانت تُهدم، والمتضامن الإيطالي فيكتور أريجوني الذي قضى مغدوراً في غزة من قبل قوى الظلام والشر، والمتضامنة المالطية بيانكا زاميت التي أُصيبت برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء تضامنها مع المزارعين الفلسطينيين على الحدود الشرقية لمخيم المغازي ضد الحزام الأمني، وغيرهم الكثير من الصحافيين.