الراحل فادي البطش

فشلت الصحافة "الإسرائيلية" التي تخضع لإملاءات المخابرات بفرض روايتها بشأن اغتيال العالم فادي البطش في العاصمة الماليزية كوالالمبو، وبدأت بالتحدث عن روايات أخرى لدوافع الاغتيال.

وتشير التحليلات  إلىأن الرعب "الإسرائيلي" من عقل العالم البطش، وما قد تتوصل إليه أبحاثه "المنشورة" بمجلات عالمية محكمة من تقنيات بارعة تتفوق على التكنولوجيا "الإسرائيلية" في مجاله العلمي، هو الذي عجل باستهدافه بعملية غادرة على حين غرة، فالقتيل العالم البطش لم يكن متخفيا، وكان يمارس حياته بشكل طبيعي.

الهدف من الاغتيال، كما يقرأه المختص في الشأن الإسرائيلي، صلاح الدين العواودة، كان أبعد بكثير من مسألة الصواريخ والطائرات دون طيار ومحاولة تطويرها أو وصول تقنيتها لحركة حماس، كما حاول الترويج لها بعد عملية الاغتيال مباشرة.
العواودة، المتابع للشأن الإسرائيلي وما ينشر عبر الإعلام العبري بشأن قضية اغتيال العالم البطش، رصد بما لا يدع مجال للشك مؤشرات تظهر مخاوف الاحتلال من "تكنولوجيا ومعارف حصرية كانت تستخدمها دول محدودة في العالم على رأسها "إسرائيل" والولايات المتحدة الأميركية، وعندما تمكن العالم البطش من اكتشافها والعمل على تطويرها، أصبح محل استهداف واضح.

هذه التكنولوجيا، كما يرى العواودة، كانت خطورتها بالنسبة إلى الاحتلال الإسرائيلي أن تصل إلى دول مثل تركيا وماليزيا، وليس فقط إلى قطاع غزة.

ومنذ وقوع جريمة اغتيال العالم الفلسطيني المهندس البطش، فجر السبت المنتهي في العاصمة الماليزية كوالالمبور، لا تتوقف وسائل الإعلام العبرية بشتى أنواعها، عن تفسير وتحليل الدوافع التي تقف خلف هذه العملية.. وتمارس عملية تضليل ممنهجة للرواية، وتسوق لبطولة زائفة، حيث كان المنفذون جبناء بما فيه الكفاية، ليقتلوا أعزلا في طريقه لصلاة الفجر، لا يحمل سوى جبته البيضاء النقية كنقاء وطهارة قلب الشهيد.

العقول.. ترعب "إسرائيل"
الخبير في الشأن الصهيوني صالح النعامي، يتوقع أن لا يكون اغتيال العالم البطش جاء لارتباطه بحركات المقاومة، مستندا بقوله: "إسرائيل اغتالت في الماضي كفاءات علمية دون أن يكون لها أي ارتباطات، فقط لأنها كفاءات".

وأضاف في حديثه لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" أنّ "إسرائيل اغتالت هذه الكفاءات بهدف عدم السماح للدول وحركات المقاومة من الاستفادة منها".

ونصح الكاتب النعامي، الكفاءات العلمية من هذا النوع "أن تحرص على عدم نشر أبحاثها المتعلقة بالاستخدام المدني والعسكري المزدوج للتقنيات المختلفة، في العلن"، مطالبا "كل جهة مسؤولة" تعلم بوجود مثل هذه الكفاءات، وحتى وإن كانت ليست علاقة مباشرة بها، توفير ظروف لتأمينها في الخارج أو الداخل.

وفي التحليلات الصهيونية التي نشرها رونين برغمان في صحيفة "يديعوت أحرونوت" ويوسي ميلمان في "معاريف" ويوآف ليمور في صحيفة "يسرائيل هيوم"، وهم الأكثر انتشارًا في "إسرائيل"، اتفق الثلاثة على الفائدة الاستراتيجية لـ"إسرائيل" من اغتيال البطش.

واستعمل الثلاثة ذات الأمثلة تقريبًا واتفقت روح تحليلاتهم، كما لو أنّ أحدًا لقنهم الرسائل التي يجب نقلها وصاغوها هم بطريقتهم، كما يفعل كل من يحاول صناعة رأي عام، ويعزز هذه الفرضية نشر التحليلات في ثلاثة صحف مختلفة.

والقتيل العالم الدكتور فادي البطش، هو باحث ومخترع فلسطيني، من مخيم جباليا، في قطاع غزة، ويقيم في ماليزيا، وحاصل على جائزة أفضل باحث عربي من منحة الخزانة الماليزية، ويعمل محاضرا في إحدى الجامعات الماليزية الخاصة، وكان من المفترض أن يغادر ماليزيا إلى العاصمة التركية إسطنبول قبل اغتياله بيوم واحد لرئاسة مؤتمر دولي بشأن الطاقة.​