ويتكوف يناقش مع المسؤولين الإسرائيليين مقترح الرئيس ترمب بشأن ترحيل الفلسطينيين من قطاع غزة
- مواطنون يتفقدون منازلهم المدمرة بعد قصف الاحتلال الاسرائيلي لمدينة غزة

على الرغم من الرفض الفلسطيني القاطع المدعوم بالموقف العربي الرافض، عادت إلى الواجهة مجددًا فكرة ترحيل أكثر من مليون فلسطيني من قطاع غزة إلى الخارج، وهي الفكرة التي طرحها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب خلال فترته الرئاسية. وقد جرت مناقشات جدية حول هذا المخطط بين مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، ومسؤولين إسرائيليين خلال زيارته الحالية إلى تل أبيب، ما يعكس وجود نوايا فعلية لدى بعض الدوائر السياسية والعسكرية في واشنطن وتل أبيب لدراسة تنفيذ هذا السيناريو.

وبحسب تقرير بثّته "القناة 13" الإسرائيلية، فقد خرج المسؤولون الإسرائيليون الذين التقوا ويتكوف بانطباع أن هذه الفكرة لا تقتصر على مجرد تصريحات إعلامية أو زلات سياسية عابرة، بل هي نتيجة بحث عملي لمجموعة من السيناريوهات المطروحة ضمن إطار التعامل مع القضية الفلسطينية، وتحديدًا في قطاع غزة. وعلى الرغم من قناعة بعض المسؤولين بأن ترحيل مليون أو حتى مليون ونصف فلسطيني يعد أمرًا شبه مستحيل، فإنهم يرون أن مجرد طرح الفكرة سيسهم في خلق دينامية تدفع باتجاه ترحيل مئات الآلاف من الفلسطينيين، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.

وفي سياق هذه التحركات، نشرت صحيفة "يسرائيل هيوم" اليمينية تقريرًا يشير إلى أن ترمب، الذي يُنظر إليه من قبل مؤيديه في إسرائيل باعتباره "قناصًا تاريخيًا للفرص"، يسعى إلى تقديم "وعد ثانٍ" لإسرائيل، قد يكون في أهميته موازياً لوعد بلفور، ما يعكس أهمية هذا المخطط في الحسابات الاستراتيجية لبعض التيارات الإسرائيلية المتشددة.

لقاءات مكثفة وتحركات دبلوماسية

خلال زيارته إلى إسرائيل، عقد ستيف ويتكوف سلسلة من الاجتماعات رفيعة المستوى، كان أبرزها لقاء مطوّل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استمر لأكثر من ساعتين ونصف الساعة، حيث ناقشا ضرورة إنجاح تنفيذ المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى في غزة والانتقال السريع نحو المرحلة الثانية.

وفي تطور لافت، قام ويتكوف الأربعاء بزيارة ميدانية إلى إحدى المناطق المحاذية لقطاع غزة برفقة قوات إسرائيلية، حيث أدلى بتصريحات اعتبر فيها أن "هذا يوم عظيم لدولة إسرائيل". وعند سؤاله عن المراحل المقبلة من الاتفاق، أكد أن نتنياهو ملتزم تمامًا بتنفيذ جميع الجهود الممكنة لضمان استعادة الرهائن الإسرائيليين.

وفي السياق ذاته، أفادت هيئة البث العام الإسرائيلية "كان 11" بأن ويتكوف نقل رسالة مباشرة من ترمب إلى نتنياهو، شدد فيها على ضرورة الإسراع في تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار مع "حماس"، مع التركيز على تبادل الأسرى، في خطوة تعكس رغبة الإدارة الأمريكية السابقة في التأثير على المشهد السياسي القائم.

عقبات أمام المرحلة الثانية من الاتفاق

رغم الجهود الدبلوماسية الجارية، فإن هناك انقسامات داخلية في إسرائيل حول مدى إمكانية المضي قدمًا في تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق تبادل الأسرى. فقد نقلت مصادر أمنية إسرائيلية، واسعة الاطلاع، أن هذه المفاوضات مرشحة للفشل حتى قبل بدئها، وأن الحكومة الإسرائيلية تتعمد إخفاء تفاصيلها عن الجمهور.

ويرى بعض المسؤولين الإسرائيليين أنه بمجرد أن تدرك "حماس" عدم وجود مرحلة ثانية فعلية من الاتفاق، فإنها لن تكون متحمسة لإكمال المرحلة الأولى، مما قد يؤدي إلى توقف تنفيذ بنود الصفقة بشكل كامل.

إحياء مخططات قديمة للترحيل الجماعي

في تطور مثير للجدل، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن دوائر عسكرية إسرائيلية بارزة أبدت حماسًا متزايدًا لفكرة الترحيل الجماعي للفلسطينيين، حيث أعادت النظر في مخططات قديمة مشابهة كانت قد أُعدت داخل أروقة الجيش والاستخبارات الإسرائيلية.

من بين هذه المخططات، الخطة التي وضعها رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" أهرون ياريف عام 1973، والتي كانت تقوم على استغلال حرب مستقبلية لترحيل ما بين 600 إلى 700 ألف فلسطيني من الضفة الغربية ومنطقة الجليل إلى خارج الأراضي المحتلة.

ووفقًا لمصدر عسكري كبير في رئاسة الأركان، فإن الطرح الذي كان يُعتبر في الماضي غير قابل للنقاش أصبح اليوم موضوعًا شرعيًا وقابلاً للتداول المهني داخل بعض المؤسسات العسكرية والسياسية، خاصة بعد أن أعاد ترمب طرحه ضمن سياق أوسع لإعادة تشكيل الواقع الجيوسياسي في المنطقة.

مخاوف وتداعيات مستقبلية

على الرغم من محاولات الترويج لهذه الفكرة داخل الأوساط اليمينية المتطرفة في إسرائيل، فإن المخطط يواجه معارضة فلسطينية وعربية ودولية واسعة، حيث يُنظر إليه باعتباره تهديدًا مباشرًا للوجود الفلسطيني في الأراضي المحتلة وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي.

كما أن طرح هذه المخططات في هذا التوقيت قد يخلق مزيدًا من التوترات في المنطقة، خصوصًا في ظل تعثر المفاوضات السياسية وتصاعد الغضب الشعبي الفلسطيني ضد السياسات الإسرائيلية. ويبدو أن أي محاولة جدية لتنفيذ مثل هذا السيناريو ستؤدي إلى تداعيات خطيرة، ليس فقط على المستوى الإنساني، ولكن أيضًا على استقرار المنطقة بأسرها.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

الأونروا تؤكد عزمها على مواصلة العمل في غزة والضفة رغم الحظر الإسرائيلي الوشيك

منظمة العفو الدولية تؤكد أن وقف إطلاق النار في غزة خطوة متأخرة ولن ينهي معاناة الفلسطينيين تحت الحصار