القدس المحتلة ـ فلسطين اليوم
أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أنه سيقوم مساء غدٍ (السبت)، بزيارة رسمية لساعات عدة إلى جمهورية تشاد، حيث سيلتقي الرئيس إدريس ديبي إنتو، وسيحاول الإعلان الرسمي عن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وقالت مصادر سياسية: إن هذه الزيارة تأتي رداً على زيارة الرئيس ديبي إلى إسرائيل في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، التي اعتبرت تاريخية؛ كونها جاءت بعد قطيعة دامت أربعين سنة. وحسب مصادر سياسية، فإن الرئيس التشادي، طرح في زيارته المذكورة مطالب عدة شرطاً لاستئناف العلاقات، من ضمنها طلب مساعدات في المجالين العسكري والأمني، ومساعدات اقتصادية. وينتظر الرئيس ديبي أن يأتي نتنياهو وهو يحمل إجابات مقنعة. فإن فعل، سيعلن كلاهما استئناف العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين البلدين.
اقرا ايضا : ديبي يؤكد الحالف مع إسرائيل لمحاربة "النشاط الإرهابي"
وقالت تلك المصادر نقلاً عن مسؤولين في وزارة الخارجية الإسرائيلية: إن المطالب التي طرحها الرئيس التشادي تتضمن قائمة بالمعدات العسكرية التي تريد تشاد شراءها من إسرائيل.
وإنها فاجأت المؤسسة العسكرية والأمنية في تل أبيب وأثارت بعض المخاوف لديهم من ردود الفعل الدولية، فنصحوا نتنياهو في حينه ألا يعطي جواباً سريعاً عليها؛ حتى يتاح لهم فحص دوافعها وأهدافها. وأكد هؤلاء المسؤولون، أن الرئيس التشادي أظهر صرامة في كل ما يتعلق بطلبات المساعدة في المجالات الأمن، ولمح إلى أن تجديد العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين الجانبين مشروطة بالتجاوب الإسرائيلي مع تلك المطالب.
وأضافوا: إن مساومة الرئيس التشادي بالتجاوب الإسرائيلي الكامل مع مطالبه التي تتعلق بالشؤون العسكرية والأمنية، لتجديد العلاقات، أثار خلافاً بين المدير العام لوزارة الخارجية، يوفال روتيم، وبين رئيس مجلس الأمن القومي في ديوان رئيس الوزراء، مئير بن شبات، حيث اعتقد الأول أنه كان من المفترض أن يتم اشتراط زيارة ديبي لإسرائيل، باستئناف فوري للعلاقات الدبلوماسية الرسمية.
وتشير التوقعات إلى أن زيارة نتنياهو إلى تشاد تأتي في سياق المباحثات الثنائية المتعلقة بقائمة طلبات تشاد، حيث أكدت المصادر أن نتنياهو وبن شبات، لم يعطيا جواباً واضحاً لديبي، على أن يتم إجراء مناقشات مع تشاد في الأسابيع المقبلة. وعليه؛ فإن زيارة نتنياهو ليست مضمونة النجاح بعد.
المعروف أن العلاقات بين إسرائيل وتشاد كانت قد بدأت في سنوات الستين، ضمن خطة إسرائيلية شاملة سميت بسياسة «الطوق»، التي أقامت فيها علاقات مع الدول التي تحيط بالدول العربية في الشرق الأوسط، من إيران وتركيا في آسيا وحتى تشاد، والنيجر، ونيجيريا في أفريقيا.
لكن تشاد قطعت هذه العلاقات إثر حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973، سوية مع 30 دولة أفريقية أخرى. لكن تقارير صحافية إسرائيلية أكدت، أنه على الرغم من قطع العلاقات بين الدولتين، استمر خبراء إسرائيليون في تدريب قوات في الجيش وأجهزة الأمن التشادية، منذ سنوات الثمانينات، وذلك خلال الحرب الأهلية في تشاد؛ مما أثار عليها غضباً في الولايات المتحدة وأوروبا، فخففتها وصارت تلك علاقات ما بين الشركات الخاصة الإسرائيلية وبين الحكومة التشادية.
وفي السنوات الأخيرة، عاد نتنياهو يعطي للعلاقات مع أفريقيا أهمية خاصة؛ بغرض تحقيق أهداف عدة، أهمها: التعاون الأمني تحت يافطة مكافحة الإرهاب والاستثمار الاقتصادي، خصوصاً في مجال تطوير الزراعة، وكذلك بيع الأسلحة.
ويركز نتنياهو على دولة مثل تشاد كونها دولة إسلامية سنية، يريد للعلاقات معها أن تكسر وحدة العالم الإسلامي ضد إسرائيل، ويريد استغلال وجود تشاد على رأس مفوضية الاتحاد الأفريقي، وأن يساعدها على أن تُقبل من جديد في المنظمة عضواً مراقباً.
كما أن نتنياهو يريد من علاقاته مع تشاد بالذات أن توفر لها معلومات أمنية خاصة تتعلق بالإرهاب. فهي مشارك نشط في قوات حفظ السلام في أفريقيا، ونشاطها العسكري ضد المنظمات الإسلامي يمكن أن يوفر معلومات تفيد إسرائيل في جبهات عدة.
وكان نتنياهو، قد عبر خلال زيارة ديبي للبلاد، عن الأهمية التي توليها إسرائيل لتعزيز العلاقات مع دول أفريقية، وفي مقدمتها تشاد، فقال: إن «تشاد دولة أفريقية مهمة، وهي مهمة جداً بالنسبة لنا.
وفي العامين الماضيين، كنت في أفريقيا ثلاث مرات، شرق وغرب أفريقيا، آمل أن أصل إلى مركز أفريقيا بواسطتكم وأحضر معي رجال أعمال إسرائيليين وشركات كبيرة، كل شيء يمكن أن يحسّن ظروف المعيشة في أفريقيا. إسرائيل تعود إلى أفريقيا، وأفريقيا تعود إلى إسرائيل».
وتبيّن خلال تلك الزيارة أن إسرائيل تبني على العلاقات مع تشاد أن تكون خشبة قفز إلى السودان، على أمل أن يتاح لشركة الطيران «العال» الإسرائيلية الطيران عبور أجوائها، وتقصير زمن الرحلات إلى أميركا اللاتينية.
كما تبني عليها أن تساهم في تغيير الموقف المعادي لإسرائيل في دول القارة السمراء في المحافل الدولية، وصد محاولات إيران الحصول على موطئ قدم في هذه القارة. وقد وضع نتنياهو هذا الهدف نصب عينيه في سنة 2017 بشكل خاص، حيث قام بزيارات إلى كل من أوغندا، وكينيا، ورواندا، وإثيوبيا، وليبيريا. وخلال إحدى زياراته، في يونيو (حزيران)، أصبح نتنياهو الزعيم غير الأفريقي الأول الذي يخطب في مؤتمر دول غرب أفريقيا، التي يشكل المسلمون ثلث أعضائها.
قد يهمك ايضا : بنيامين نتنياهو يزور تشاد الأحد المقبل
بنيامين نتنياهو يزور تشاد الأحد المقبل ويلتقي الرئيس إدريس ديبي