وزير العدل علي أبو دياك

احتفلت ممثلية رومانيا في دولة فلسطين في رام الله، بذكرى مرور مئة عام على اليوم الوطني لرومانيا.

ونقل وزير العدل علي أبو دياك خلال كلمته في الاحتفال، تحيات وتهاني رئيس دولة فلسطين محمود عباس، ورئيس الوزراء رامي الحمد الله، وكل شعبنا، للشعب الروماني الصديق ورئيس رومانيا السيد كلاوس يوهانيس، وللجالية الرومانية في فلسطين بالعيد الوطني لرومانيا.

وقال: "يسعدني أن أشارككم الاحتفال بذكرى مرور مئة عام على اليوم الوطني لرومانيا، وإننا على ثقة بأن رومانيا ستواصل جهودها في مساندة شعبنا حتى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وذلك من منطلق التزامها بالقانون الدولي، وبموقف الاتحاد الأوروبي القائم على رفض الاستيطان باعتباره غير شرعي، ودعم تحقيق السلام العادل على أساس الشرعية الدولية وحل الدولتين".

واضاف: "بهذه المناسبة فإننا نهنئ رومانيا على ترؤس الاتحاد الأوروبي مطلع العام القادم 2019، آملين أن تساهم من هذا الموقع بتعزيز دور الاتحاد الأوروبي وتكثيف جهوده لحماية الأمن والسلم الدولي وتحقيق العدالة الدولية".

وتابع: "إننا نقدر العلاقات التاريخية العميقة بين شعبينا الصديقين، حيث أن أبناء الجالية الفلسطينية في رومانيا يشاركون في كافة أوجه الحياة السياسية والاقتصادية ويساهمون في رفعة وازدهار البلاد، كما أن لدينا جالية رومانية فاعلة ومناصرة لقضيتنا العادلة، بالإضافة إلى العديد من الفلسطينيين خريجي الجامعات الرومانية الذين يساهمون في بناء مؤسسات الدولة وبناء الوطن، وفي نقل التجربة والمعرفة إلى فلسطين".

وبين أبو دياك أن رومانيا تميزت بعلاقاتها التاريخية مع منظمة التحرير الفلسطينية، منذ افتتاح مكتب المنظمة في بوخارست سنة 1974م، والاعتراف بدولة فلسطين فور إعلان الاستقلال سنة 1988م، ورفع مستوى التمثيل الدبلوماسي في رومانيا إلى سفارة دولة فلسطين.

وأشار إلى أن اللجنة الوزارية المشتركة عقدت اجتماعها الأول في بوخارست سنة 2014، والذي نتج عنه توقيع عدد من الاتفاقيات في المجالات الدبلوماسية والاقتصادية والزراعية المختلفة، واتفاقية تأسيس مجلس رجال الأعمال المشترك، واتفاقية اتحاد الغرف التجارية الفلسطينية والرومانية، وسيتم عقد الاجتماع القادم للجنة الوزارية في العاصمة بوخارست في الرابع عشر من هذا الشهر، آملين أن ينتج عنه المزيد من الشراكة والتعاون وتعزيز العلاقة بين البلدين في كافة المجالات.

وأوضح أن رومانيـا تقدم العديد من المنح الدراسيـة في مجالات الطب والهندسة وغيرها من التخصصات، والعديد من الدورات التدريبية في المجال الصحي والدبلوماسي والأمني والدفاع المدني، وتعتبر نسبة السياحة من رومانيا إلى فلسطين في السنوات الأخيرة من أعلى النسب على مستوى العالم، وقد شهدنا قبل أسبوع إطلاق المؤتمر الطبي الفلسطيني الروماني في جامعة القدس بالتعاون بين اتحاد الأطباء والصيادلة في رومانيا، وجمعية الصداقة الفلسطينية الرومانية، وذلك بهدف تعزيز التعاون البحثي والأكاديمي الطبي وتبادل المعرفة والخبرة بين رومانيا وفلسطين.

ولفت أبو دياك الى أن الاحتفال اليوم على أرض فلسطين المباركة "بالذكرى المئة لليوم الوطني لرومانيا"، الذي يصادف الذكرى الحادية والأربعين لقرار الجمعية العامة بيوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، ومرور عام على قرار ترمب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس في السادس من ديسمبر 2017، وما تضمنه هذا القرار من عدوانٍ سافرٍ على حقوقنا المشروعة، وانتهاكٍ صارخ للقانون الدولي، والذي تم تنفيذه في الرابع عشر من أيار هذا العام، في اليوم الذي أحيا فيه الملايين من الفلسطينيين الذكرى السبعين للنكبة والمأساة التاريخية التي حلت بشعبنا باحتلال أرضه واقتلاعه من وطنه ودياره وتهجيره القسري وإجباره على اللجوء إلى بقاع المنافي والشتات، وما زال شعبنا يناضل من أجل الحرية والاستقلال، ومن أجل تنفيذ قرارات منظمة الأمم المتحدة التي تحفظ حقوق شعبنا غير القابلة للتصرف وعلى رأسها حقه في العودة وفي تقرير المصير، وتستمر إسرائيل في الاحتلال والاستيطان والعدوان، وارتكاب الجرائم المتواصلة بحق شعبنا، وانتهاك القوانين والاتفاقيات والمعاهدات والمواثيق الدولية، وتهويد القدس واستباحة المقدسات، ومواصلة حصار قطاع غزة الصامد، وإصدار التشريعات العنصرية التي تتناقض مع أبسط أبجديات ومبادئ القانون الدولي والشرائع الدولية.

ودعا أبو دياك رومانيا وكافة الدول الصديقة، لتكثيف جهودها في دعم قضيتنا العادلة، والمساهمة في تحقيق السلام على أساس الشرعية الدولية وحل الدولتين، كما دعا منظمة الأمم المتحدة لتحمل مسؤولياتها التاريخية وتنفيذ قراراتها لإجبار إسرائيل على إنهاء الاحتلال والاستيطان، وتأمين الحماية الدولية لشعبنا وتمكينه من ممارسة حقوقه المشروعة بالحرية والاستقلال وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.

من جهته أكد رئيس ممثلية رومانيا لدى دولة فلسطين السفير كاتالين تيرلا، على علاقات الصداقة المتينة بين الشعبين الروماني والفلسطيني، وأعرب عن موقف رومانيا الثابت في دعم القضية الفلسطينية، وحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير والحرية والاستقلال.