القاهرة ـ فلسطين اليوم
في بداية كل يوم، قد يكون من الطبيعي أن يراجع الناس حالة الطقس من خلال النظر من النافذة أو متابعة التوقعات عبر هواتفهم المحمولة. لكن تأثير الطقس على حياتنا اليومية يتجاوز مجرد تحديد الملابس المناسبة أو الأنشطة التي سنقوم بها، إذ يشمل تأثيرات عميقة على صحتنا البدنية والنفسية. التغيرات في الطقس يمكن أن تؤثر بشكل خاص على المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة أو حادة، سواء كانت بدنية أو نفسية.
مؤشرات الطقس وتأثيراتها الصحية
الطقس هو مجموعة من الأحداث الجوية التي تقاس بقيم محددة في مكان معين وفي وقت معين. وتشمل هذه القيم عناصر الطقس التي تُمكّننا من فهم حالته بشكل أفضل. ومن بين هذه العناصر التي تشكل حالة الطقس، نجد درجة الحرارة، الرطوبة، سرعة الرياح، الضغط الجوي، الأمطار، الأشعة فوق البنفسجية، جودة الهواء، وغيرها من المؤشرات التي تؤثر على صحتنا.
1. درجة الحرارة وتأثيراتها
إحساسنا بالحرارة أو البرودة لا يعتمد فقط على درجة الحرارة المقرؤة، بل أيضًا على الرطوبة وسرعة الرياح. فعلى سبيل المثال، في الأيام الحارة، يزداد تأثير الحرارة كلما زادت الرطوبة، مما يصعب عملية تبخر العرق ويؤدي إلى زيادة الشعور بالحرارة. كما أن في الأجواء الباردة، يؤدي تأثير الرياح إلى زيادة شعورنا بالبرودة بشكل أكبر، حيث تزيل الرياح الطبقة الدافئة المحيطة بالجسم. وهذه التغيرات في درجات الحرارة تؤثر بشكل خاص على كبار السن، الأطفال، ومرضى الأمراض المزمنة.
2. الضغط الجوي وسرعة الرياح
الضغط الجوي يختلف من مكان إلى آخر، ويكون أقل في المناطق المرتفعة. كما يؤثر انخفاض الضغط على الصحة الجسدية والنفسية، حيث يمكن أن يؤدي إلى ما يُعرف بمرض المرتفعات، الذي يتسبب في صداع، غثيان، وضيق في التنفس. أما الرياح، فهي تؤثر على الحالة المزاجية حيث تزيد الرياح القوية من مشاعر القلق والتوتر، وقد تؤدي إلى الأرق وصعوبة التركيز. وعليه، فإن الرياح قد تكون عاملاً مهماً في تحديد نشاطاتنا اليومية.
3. الرطوبة وهطول الأمطار
درجة الرطوبة في الهواء تؤثر على قدرتنا على التنفس ومرونة الجلد. الرطوبة المرتفعة يمكن أن تؤدي إلى الجفاف أو زيادة التعرق، ما يؤدي إلى تعب الجسم وزيادة خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالحرارة. كما أن انخفاض الرطوبة يمكن أن يسبب جفاف الجلد ومشكلات في الجهاز التنفسي. أما الأمطار، فهي تعد مؤشراً مهماً للتأثيرات الصحية، خصوصًا إذا كانت مصحوبة بضباب أو عواصف رعدية، ما يؤدي إلى تقليل الرؤية في البيئة المحيطة.
4. الأشعة فوق البنفسجية وجودة الهواء
التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية يمكن أن يسبب حروق الشمس، شيخوخة الجلد، وحتى السرطان. ولهذا، يستخدم مؤشر الأشعة فوق البنفسجية لقياس مستوى خطر التعرض. من جهة أخرى، جودة الهواء هي أحد العوامل التي تؤثر بشكل كبير على صحتنا. تعرضنا للملوثات مثل الأوزون وثاني أكسيد الكبريت يمكن أن يؤدي إلى مشكلات صحية في الجهاز التنفسي والدورة الدموية.
التعامل مع الطقس للحفاظ على الصحة
الوعي بالعناصر المختلفة للطقس ومعرفة تأثيراتها الصحية يُمكّننا من اتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على صحتنا. على سبيل المثال، في الطقس الحار، يجب تجنب الأنشطة البدنية المكثفة في الهواء الطلق واستخدام الملابس المريحة. في الطقس البارد، يجب ارتداء طبقات من الملابس للحفاظ على حرارة الجسم. كما يُنصح باستخدام واقي الشمس في الأيام المشمسة وتجنب التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية.
من خلال التعامل بشكل احترافي مع تغيرات الطقس، يمكننا التكيف مع هذه المتغيرات والحفاظ على صحتنا البدنية والنفسية في مختلف الأوقات.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
درجة الحرارة اليوم "الأرصاد" تضع روشتة طقس الثلاثاء لـ"الموطنين"
حالة الطقس في فلسطين اليوم الثلاثاء 12 نوفمبر /تشرين الثاني 2024