قوات الاحتلال الإسرائيلي

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي ملاحقة فصائل المقاومة العربية، سواء الفلسطينية أو اللبنانية، على مدار الساعة، عبر كتيبة "القتال الإلكتروني"، المتخصصة في الحرب الإعلامية وملاحقة حركة "حماس" و"الجهاد الإسلامي" و"حزب الله" اللّبناني في شتى الميادين.

وتخصّصت كتيبة "القتال الالكتروني" في الحرب الإعلامية، وتتركز مسؤوليتها في تعقب اتصالات الأعداء (حماس والجهاد وحزب الله، إضافة إلى التنظيمات المستجدة على الساحة السورية)، كما وصفهم الكاتب الإسرائيلي شمعون ايفرغن، في مقال نشره أخيرًا.

وتواصل تلك الكتيبة تعقب محطات الراديو والتلفزة التابعة للتنظيمات المذكورة، والسيطرة عليها وبث رسائل الجيش الإسرائيلي عبرها، على حد ما جاء في مقال ايفرغن، الذي استعرض ممارسات تلك الكتيبة في العدوان الأخير على قطاع غزة.

وأضاف ايفرغن، "في منتصف تموز/ يوليو الماضي انطلقت عملية الجرف الصامد، بعدما أخذت المنظمات الإرهابية في غزة تخرج ترسانتها عبر الأنفاق والآبار، والتي شملت مئات صواريخ الـ(غراد) وصواريخ (فجر 5) الجاهزة للإطلاق باتجاه البلدات الإسرائيلية، جنود كتيبة القتال الإلكتروني التابعة لسلاح التكنولوجيا والمعلومات يتمركزون قريبًا من قطاع غزة، يقومون بعمل جيد وناجح؛ عمل هكذا يمكن وصف الأمر بالتحديد، عمل أنقذ حياة الكثير من الجنود والمواطنين الإسرائيليين".

وتابع "الجمهور لا يعرف شيئًا عن عمل الوحدة"، لافتًا إلى أنَّ قائدها كشف عن قدرتها على المساس بالعدو في أي مكان، وإحباط العمليات، والتشويش على العمليات التنفيذية، والتحرك في البحر والجو والبر، ووراء خطوط العدو، بما في ذلك معالجة التنظيمات الجديدة العاملة في سورية".

وأردف "يدور الحديث عن واحدة من الوحدات الفاخرة والمهمة والأساسية، والأكثر سرية في الجيش الإسرائيلي، والتي يحاول مئات الجنود كل عام الانضمام إليها لتختار من بينهم 20 فقط في نهاية المطاف، ليخدموا بين صفوفها".

وأوضح أنَّ "هدف الوحدة هو تشويش منظومة الاتصالات الإلكترونية للعدو، لاسيما التنظيمات الإرهابية مثل حزب الله  وحماس والجهاد الإسلامي، نشوش القيادة والسيطرة التابعة للعدو في الميدان، ونسيطر على أدواتهم الإعلامية (الراديو والتلفزيون)، ونزرع عبرها رسائلنا، لكي نمس بمعنوياتهم، ونري العدو أننا قادرون على الوصول لأي مكان، ليس هذا أمرًا رادعًا فحسب، وإنما مساس بالقدرة التنفيذية للعدو أيضًا، وبدوافعه للعمل".

وأبرز ايفرغن أنه "لذلك فإن كتيبة القتال الإلكتروني، والموجودة على خط المواجهة الأول مع العدو، تسبب الصداع الفظيع للتنظيمات الإرهابية، الكتيبة تخضع لقيادة الأركان المشتركة مباشرة، وتتلقى الأوامر التنفيذية من كبار مسؤولي المقر، وعلى سبيل المثال في عملية الجرف الصامد، تلقت الكتيبة بنك أهداف من قيادة الأركان المشتركة، وقامت بالتشويش على القدرة التنفيذية للعدو، وساعدت الجنود على تحقيق أهدافهم، وقبل عامين في عملية عامود السحاب، سيطرت الكتيبة على شبكات الراديو والتلفزيون التابع لحماس، وعلى محطات عربية، وزرع إحدى رسائله التي تسربت جيدًا إلى سكان القطاع، حماس تلعب بالنار وتقامر بمصيركم، جيش الدفاع الإسرائيلي يتجه نحو المرحلة الثانية من العملية، ولسلامتكم ابتعدوا عن بنى حماس ورجالها".

وكشف "نجحنا في تشويش منظومة اتصالاتهم، وسببنا لهم الاضطراب الشديد جدًا، العدو يعرف قوتنا جيدًا، ويعرف أننا نستطيع عزله، نحن نتحرك في كل الساحات ووفق الأوامر الآتية من قيادة الأركان المشتركة، ونرفع طول الوقت من مستوى قدراتنا التقنية". 

واستطرد "تأتي قدرات الوحدة ضمن التعبير عن كل المستويات؛ تشويش المكالمات الهاتفية الخلوية بين المخربين العملين في الميدان وقادتهم، ونفكك العبوات والعمليات التي تستهدف الجنود الميدانيين، ونخلق الفوضى وقت الاشتباك، وإسكات وقطع كل إمكان للاتصال والمنظومات الإلكترونية".

وأشار إلى أنه "في هذا المجال أؤكد أن مقاتلي عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحماس، نصبوا عبوات بهدف المساس بدورية تخص الجيش الإسرائيلي على طول الجدار الفاصل وداخل القطاع، وأنها جميعًا لم تنفجر بفضل تحركات جنود الوحدة القتالية الإلكترونية".

وواصل ايفرغن "التحركات الهادئة والسرية للوحدة تجعل التنظيمات الإرهابية تضرب رأسها في الجدار من شدة الحيرة في إيجاد السبل الخلاقة لكي تتغلب على التشويشات والإحباطات التي تحدث لهم، سيطرة جنود الوحدة على محطات الراديو والهواتف النقالة وقنوات التلفزة تجعل التنظيمات الإرهابية تخلع سراويلها من العجز والاستسلام".

وتابع "يهتم ضباط من الوحدة في الأعوام الأخيرة بكشف جزء من تحركاتها، عبر الحديث مع متخصصين تقنيين بهدف تجنيد الأفضل من بينهم للكتيبة، عبر فريقها التخصصي، فالرصيد البشري مهم جدًا، وتمويل المرشحين للانضمام للوحدة ثقيل جدًا، فهي وحدة ميدانية بكل معنى الكلمة، مما يعني تدريبات جسدية وقدرات تقنية ومعنويات عالية جدًا، والقيادة في ظروف صعبة وبساعات خارج إطار الدوام، يتدربون ويتمرنون على استخدام الأجهزة الإلكترونية المتطورة، ولمدة نصف عام، ويتعلمون..

 جنديًا في الكتيبة، جزء منهم يتحدثون اللغة العربية، وهي ضرورية للتصنت على العدو، إننا لا نتهاون في هذا الموضوع، ننتقي الأفضل".

وأضاف "أنا لا استهتر بالعدو، فهو يتلقى العلم من إيران، ويشبه الأمر لعبة الشطرنج، هم يحاولون أن يتعموا عنا ويستخلصوا العبر من عملياتنا، ولكننا ننجح دومًا في سبقهم ومفاجأتهم على جميع الساحات (البر والبحر والجو)، لسنا ملتزمين بالمنصات، بل نتسلل إلى العدو الذي يتحدانا، وكالعادة تقاس الأمور بنتائجها".

ونقل ايفرغن، في ختام مقاله، عن قائد الوحدة، "كتيبة القتال الإلكتروني تتهيأ أيضًا للأعداء الجدد الذين انضموا إلى المعركة، والذين يجلسون على الجدران على امتداد الحدود مع إسرائيل، وإليك مثالاً يتعقب مقاتلو الوحدة تنظيمات الإرهاب المتطرفة العاملة في سورية مثل جبهة النصرة وداعش وآخرين، ولدينا القدرة على الوصول إلى خارج حدود دولة إسرائيل، والتعامل مع العدو، ولدينا أماكن ثابتة ومتنقلة، ننتشر في الميدان بأسرع وقت ممكن، ونحن دائمًا مع القوات المتقدمة، الجنود متيقظون مركزون وأصابعهم على الزناد ويعرفون أن كل ثانية هي ثانية مصيرية، ويفهمون عظم المسؤولية التي تقع على عاتقهم".