"عرائس داعش" حول سيارة "بي أم دبليو"

يولي تنظيم "داعش" اهتمامًا كبيرًا للدعاية التي ينشرها التنظيم، وذلك من أجل تعميم الصور العنيفة والفظائع التي يرتكبها "داعش". وتعتبر هذه الدعاية من أخطر أنواع الدعاية التي تُستخدم، لأنَّ هذه الصور التي ينشرها تنظيم "داعش" يتم استخدامها كأداة لتجنيد الأشخاص المتطرفين. ونشر أحد أتباع التنظيم صورًا تظهر بعد "عرائس داعش" حول سيارة "بي أم دبليو"، كما نُشر أيضًا صورة لمجموعة من السيدات يلوحون ببنادقهم في وقفة مماثلة لنظرائهن من الرجال.

وتعتبر هذه الصور ردًا على ما يُقال بأنَّ نساء "داعش" يقتصر عملهن على البيت وخدمة أزواجهن فقط.

نشر مقاتل آخر من تنظيم "داعش"، التي تم تعليق أو حذف الحساب الخاص به، ألبوم صور يظهر به مجموعة من المتشددين يتمتعون بيوم عطلتهم في الرقة، ويبدو من الصور أنَّهم سعداء ويضحكون.

وعلق أحد المقاتلين": "الإخوة يتمتعون بيوم في الشمس"، وتظهر بعض الصور شبانًا وهم يسبحون، ولم تظهر الصور مكان تجمع هؤلاء المقاتلون.

وأظهرت صور أخرى أطفالًا صغارًا يلعبون في ضوء الشمس، وهم يحملون بنادق "كلاشنيكوف" في نفس حجمهم تقريبًا.

وصرح باحث في كويليام، تشارلي وينتر، بأنَّ هذه الدعاية تحاول أن تعرض حياة المتشددين وأنشطتهم اليومية، وهذه الدعاية  تلعب دورًا مهمًا في بناء صورة لتنظيم "داعش" كطريقة للحياة بدلًا من كونه مجرد تنظيم.

وأضاف: هذه الصور ومقاطع الفيديو تريد أن توصل لنا أنَّ "داعش" ليس مجرد تنظيم للقتال، بل هو دولة، موضحًا أنَّ الصور التي تظهر الأطفال الذين يلعبون في الشارع تؤكد أن الحرب ضد "داعش" لا تُعطل الحياة، وأنَّ الكثير من الأطفال يمارسون حياتهم الطبيعية.

وأوضحت تقارير العام الماضي أن أحد مقاتلي الشباب تم صلبه، في حين تم العثور على مقاتل قطع رأسه بعد أن اكتشفوا أنَّه يدخن السجائر.

وتهدف هذه الدعاية إلى هدف واضح وهو تجنيد الرجال والنساء الأجانب  لاسيما من الغرب، من خلال تقديم حياة مختلفة لهم. وتركز الدعاية على الجانب المادي أكثر، وتجذب الناس من خلال المكاسب المادية، وتركز الدعاية على البلدان التي تفتقد الضروريات الأساسية مثل الغاز والقمح.

وأضاف تشارلي وينتر: الجانب المالي من الأمور التي تهم الكثير من الناس في المنطقة، فإنَّ المكاسب المادية تُعد وسيلة لجذب المقاتلين والذين لا يؤمنون حقًا في الرسالة الأيديولوجية أو الدينية للتنظيم.

وأشار وينتر إلى أنَّ ما يحدث هو عبارة عن دعاية وسيستخدمونها لفترة طويلة،  ففي فصل الشتاء رأينا تقارير مصورة تعرض "داعش" وهو يبيع الغاز، فهذه الصورة كانت تريد أن توصل لنا أنَّهم يبيعون الأشياء بثمن رخيص لأنصارهم.