رام الله – وليد ابوسرحان
وأبرز سفير دولة فلسطين السابق لدى المملكة العربية السعودية جمال الشوبكي، في أكثر من مناسبة، أنَّ "الدعم السعوديّ، سواء السياسي أو المالي، للقضية الفلسطينية لا غنى عنه، بل يعتبر أحد ركائز السياسية السعودية".
ورأى الشوبكي، الذي عاش في السعودية لأعوام، كسفير لدولة فلسطين، أنَّ "أحد الثوابت في السياسة الخارجية السعودية هو دعم القضية الفلسطينية، وذلك يعود لاعتبارات عدة، أهمها العقائدية الدينية، فالقدس هي توأم مكة المكرمة، حسب العقيدة الإسلامية، كما أنَّ العروبة تشكل رابطًا مهمًا بين المدينتين، وبالتالي السعودية وفلسطين.
وكان الشوبكي، أشار في أكثر من مناسبة فلسطينية إلى أشكال الدعم السعودي للفلسطينيين، والمتمثلة في توفير 5% من رواتب الموظفين الفلسطينيين لصالح الصندوق القومي. ومبادرة الملك عبد الله في العام 2002، والتي حظيت بإجماع عربي وإسلامي. كما أنه أشار إلى أنَّ "السعودية هي آخر دولة عربية يمكن أن تطبع مع إسرائيل، وتعد العلاقة مع إسرائيل من المحرمات عند المملكة العربية السعودية".
ولا يغفل الكثير من الفلسطينيين رعاية الملك عبد الله بن عبد العزيز لاتفاق مكة ما بين حركتي "فتح" و"حماس"، كمحاولة لدعم الفلسطينيين، ودعم المصالحة، بعد أحداث العام 2007 في قطاع غزة، والتي اعتبر أنها كانت فرصة ضائعة. ومحاولة السعودية كسر الحصار الذي فرض على حكومة الوحدة الوطنية، التي قادتها "حماس" بعد انتخابات 2006.
ووقع اتفاق مكة برعاية الملك عبد الله بن عبد العزيز بين "فتح" و"حماس" في مدينة مكة في 8 شباط/فبراير 2007، بعد مداولات لمدة يومين، وتم الاتفاق على إيقاف أعمال الاقتتال الداخلي، وتشكيل حكومة وحدة وطنية.
وشارك في المداولات التي سبقت الاتفاق العديد من الشخصيات الفلسطينية من الطرفين (فتح وحماس)، كان من بينهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء في حينه إسماعيل هنية، ورئيس المكتب السياسي لـ"حماس" خالد مشعل.
وعلى الرغم من أجواء التفاؤل الكبيرة التي رافقت التوقيع على الاتفاق، إلا أنَّ التوتر بقي موجودًا في الأسابيع التي أعقبت التوقيع. على أي حال انهار الاتفاق مع أحداث منتصف حزيران/يونيو 2007، في قطاع غزة، والتي انتهت إلى أن تؤول السلطة في القطاع إلى حركة "حماس".
ويعتبر موقف المملكة السعودية من قضية فلسطين من الثوابت الرئيسة لسياسة المملكة منذ عهد الملك عبدالعزيز، بدأ من مؤتمر لندن عام 1935، المعروف بمؤتمر المائدة المستديرة، لمناقشة القضية الفلسطينية، إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الراحل.
وقامت المملكة بدعم ومساندة القضية الفلسطينية في مختلف مراحلها وعلى جميع الأصعدة (السياسية والاقتصادية والاجتماعية) وذلك من منطلق إيمانها الصادق بأن ما تقوم به من جهود تجاه القضية الفلسطينية إنما هو واجب يمليه عليها عقيدتها وضميرها وانتمائها لأمتها العربية والإسلامية.