جماعة "الحوثيين"

كشف الوزير والجنرال السابق في جيش الاحتلال الإسرائيلي افرايم سنيه، أنَّ النفوذ الإيراني في اليمن، المتمثل في جماعة "الحوثيين"، دفع السعودية للتقارب مع إسرائيل، على حد زعمه.

وأضاف سنيه، "في الأسبوع الماضي، 5 كانون الأول/ديسمبر، التقى مندوب الجهاد الإسلامي الفلسطيني في اليمن أحمد بركة، مع زعيم المتمردين الحوثيين في الدولة؛ فما هو القاسم المشترك بين هذين الاثنين؟، ولماذا ينبغي أن تقلقنا هذه المقابلة أصلًا؟".

وأشار، في مقال له السبت، إلى أنّ "القاسم المشترك بين هذين التنظيمين هو كونهما مدعومين عسكريًا وسياسيًا من طرف النظام الإيراني، ويظهر هذا اللقاء ذلك القاسم المشترك، الجهاد الإسلامي كان وسيبقى التنظيم الإرهابي الفلسطيني المقرب من إيران، وفي الحقيقة أن هذا المخلوق عندما قرر النظام في إيران في العام 1994 إفشال اتفاقات أوسلو؛ كان الجهاد الاسلامي هو من ابتدأ فترة العمليات داخل إسرائيل، وانضمت إليه حماس بعد فترة، إلى يومنا هذا ما زال محكومًا وممولًا ومشغلًا من طرف (فيلق القدس)، التابع للحرس الثوري".

وأردف "الحوثيون هم قبيلة شيعية تسيطر على شمال اليمن، وعناصرها مدربون ومسلحون من طرف تنظيم حزب الله، والمعروف أنه يستخدم من الإيرانيين، والسبب للقلق هو أن الحوثيين يوسعون، منذ أسابيع، تخوم سيطرتهم في اليمن، بعد أن هزموا جيش السلطة، والجماعات السنية المؤيدة للقاعدة، والسيطرة الأكبر للحوثيين كانت على مدينة الميناء اليمني الحديدة، وشاطئها، على الساحل الجنوب غربي للسعودية، والميناء النفطي رأس عيسى".

واعتبر أنَّ "سيطرة الحوثيين على تلك المناطق تثير قلقًا استراتيجيًا، فإيران، وللمرة الأولى في تاريخها، تسيطر على المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، على مضيق باب المندب تحديدًا، الذي يفصل آسيا عن أفريقيا، الشاطئ الغربي لليمن قريب أيضًا من الشاطئ الغربي للسعودية ومن مرافقه الاستراتيجية، لدينا هنا تهديدًا مضاعفًا، سواء على حرية التنقل في المضيق أو على الأمن السعودي الداخلي".

وأبرز أنَّ "الإيرانيين يعملون، وبتفوق سياسي وعسكري، عبر الأقلية الشيعية، في المقاطعات الشرقية للسعودية على شاطئ الخليج، وقد يفتحون جبهة أخرى مثل هذه الجبهة غرب الدولة".

وفي شأن السعودية، بيّن أنّ "سيطرة الحوثيين على غرب اليمن (والقاعدة تسيطر على وسط وشرق الدولة)، تمثل خطرًا مباشرًا، وإسرائيل أيضًا لا يمكنها أن تبقى غير مبالية بالبؤرة الإيرانية الجديدة على الممر البحري، الذي يربطها بآسيا وأفريقيا".

وعن التصرف الذي يجب على إسرائيل اتّخاذه حيال هذا التطور، أبرز أنّه "ازدادت الحاجة إلى التنسيق مع السعودية، على الرغم من وجود قنوات سرية في هذا الشأن، لكن الوضع الجديد من شأنه أن يبرر اتصالًا مباشرًا وعلنيًا، وأكثر تركيزًا، ولكن وعلى ضوء الرفض التام للمبادرة العربية للسلام من طرف الحكومات الإسرائيلية وسياسة الحكومة القائمة في الموضوع الفلسطيني، فإن الفرصة لحدوث ذلك هي صفر".

واعتبر أنَّ "هناك أمرًا واحدًا تستطيع الولايات المتحدة القيام به، فمقابل اليمن من الناحية الأخرى للمضيق تقع أريتريا، وفي العقد الأخير، اتبعت الولايات المتحدة سياسة تتضمن إضعاف وعزل إريتريا، وهذه سياسة ينبغي دراستها من جديد على ضوء الوضع الإقليمي الجديد"، لافتًا إلى أنَّ "إريتريا ليست ديمقراطية جيفرسونية، ولكنها لا تختلف بذلك عن الغالبية العظمى من الدول الأفريقية، وهذا هو الوقت الأنسب لإخراجها من عزلتها، وتمكينها من الانضمام من جديد إلى الأسرة الدولية".

وشدّد على أنه "يجب ألا ننسى أن ليس فيها موطئ قدم للإسلام المتطرف، وأن التعايش الديني موجود فيها ومستقر، وعندما تكون السودان الدموية من جنوبها، واليمن الجديدة من شرقها؛ تستطيع أن تلعب إريتريا دورًا إيجابيًا في البحر الأحمر".