الشعب السوداني

في خطوة مثيرة، عمّت الاحتفالات أرجاء العاصمة السودانية الخرطوم بعد أن أعلن الجيش السوداني، يوم الجمعة، عن نجاحه في كسر الحصار الذي كانت تفرضه قوات الدعم السريع على مقر القيادة العامة للجيش في الخرطوم، الذي استمر منذ بداية الحرب في أبريل/نيسان 2023. وأكد الجيش في بيان له أن قواته أكملت المرحلة الثانية من عملياتها العسكرية بالتحام قواته من منطقتي بحري وأم درمان مع القوات المرابطة في القيادة العامة.

وأوضح البيان أن قوات الجيش قد نجحت في فك الحصار عن المقر بشكل كامل، مما منحها حرية الحركة وأمّن إمدادات جديدة للمقر. كما أعلن الجيش عن تمكنه من دحر هجوم قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر وطردهم من مصفاة الخرطوم للبترول في منطقة الجيلي، والتي كانت قوات الدعم السريع قد سيطرت عليها منذ اندلاع الحرب.

ورغم هذه الانتصارات العسكرية، نفت قوات الدعم السريع في بيانها أي تقدم للجيش، واصفة ما جاء في البيان العسكري بأنه مجرد محاولة لرفع معنويات القوات السودانية.

في سياق موازٍ، ومع تصاعد وتيرة القتال، قدّم مستشار قائد قوات الدعم السريع، أيوب عثمان نهار، استقالته عبر مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكداً أن قوات الدعم السريع قد انحرفت عن أهدافها الأصلية وبدأت في استهداف المدنيين بشكل منهجي.

وفي تحوّل جديد في الساحة السياسية، اتهم عضوان ديمقراطيان في الكونغرس الأميركي دولة الإمارات بنقض تعهداتها السابقة بعدم تزويد قوات الدعم السريع بالأسلحة، رغم الضمانات التي قدمتها الإمارات والبيت الأبيض بأنها لن تمد قوات الدعم السريع بأي دعم عسكري. وقد أثار هذا الاتهام ردود فعل حادة في الولايات المتحدة، حيث أكد السيناتور كريس فان هولين والنائبة سارة جيكوبس على ضرورة وقف مبيعات الأسلحة لدول تدعم هذه القوات، التي تتهم بارتكاب إبادة جماعية في دارفور.

على الصعيد الدولي، أعلنت سلطات جنوب السودان عن تراجعها عن قرار حجب منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتيك توك، بعد ضغوط شعبية واسعة واحتجاجات عنيفة في العاصمة جوبا. كان القرار قد صدر في وقت سابق بهدف مكافحة نشر "فيديوهات ضارة" في أعقاب الاحتجاجات العنيفة التي شهدتها البلاد في يناير/كانون الأول، وأسفرت عن مقتل العشرات.

أما على مستوى النزاع في السودان، الذي خلف وراءه دماراً هائلًا في جميع أنحاء البلاد منذ أبريل/نيسان 2023، فقد أسفرت الحرب بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي" عن مقتل عشرات الآلاف من السودانيين وتشريد أكثر من 12 مليون شخص. وبحسب تقرير صادر عن كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، لقي 26 ألف شخص مصرعهم في ولاية الخرطوم وحدها بين أبريل/نيسان 2023 ويونيو/حزيران 2024، وهو ما يعكس عمق الأزمة الإنسانية التي يعيشها السودان حالياً.

في ظل هذه الظروف المأساوية، لا يزال الوضع في السودان يزداد تعقيدًا مع استمرار المعارك في العديد من المناطق، وتزايد المخاوف من تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل أكبر، مما يهدد باستمرار أكبر أزمة إنسانية في العالم.

قد يهمك أيضا :

  المدعي العام السوداني يزور موقع المقبرة الجماعية في "أم درمان"

  بنسودا تصل إلى الخرطوم وضحايا دارفور يريدون رؤية البشير في لاهاي