العدوان على غزة

استبعد وزير المال الإسرائيلي، رئيس حزب "يش عتيد" يائير لبيد، الذي أقاله بنيامين نتنياهو من الحكومة الإسرائيلية، مما أدى لانهيارها والذهاب لانتخابات مبكرة في 17 آذار/مارس المقبل، إمكان الوصول لاتفاق سلام مع الفلسطينيين، في الأعوام العشر المقبلة.

وكشف لبيد، مساء الخميس، ما أسماه بخطته السياسية للمرحلة المقبلة، مستثنيًا بالمطلق تحقيق تسوية سياسية مع الفلسطينيين، ومشيرًا، في كلمته التي ألقاها أمام مؤتمر "الدبلوماسيين"، الذي تنظمه صحيفة "جروزليم بوست"، إلى أنّه "يتوجب على إسرائيل أن تعمل وتسعى للانفصال عن السلطة الفلسطينية، عبر وساطة دول عربية والمجتمع الدولي".

وأضاف "ليس سرًا أنّ خلافات في الرأي سادت علاقتي مع رئيس الوزراء، بعضها مرتبط وعلى علاقة بالجبهة الدبلوماسية، وبعد عضويتي في المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، لا يمكنني وصف توجهنا السياسي، وللأسف فأنا لست الوحيد الذي يعتقد ذلك، فنتنياهو أيضًا لا يمكنه وصف توجهه السياسي، أو تفصيل خطته السياسية، لأنه لا يوجد خطة أصلاً، وأنا اليوم أريد أن أطرح خطي السياسي، وأدعو رئيس الوزراء أن يقوم بالمثل، حتى يتمكن الشعب من الاختيار بين الخطتين".

وفي باب استبعاده لإمكان تحقيق أيّة تسوية مع الفلسطينيين، أوضح أنَّ "هذا الأمر كان ممكننًا لو كانت هناك ثقة بين الطرفين، لكن وبعد 100 عام من الصراع، لا توجد أية ثقة بين طرفي النزاع، لذلك ادعوهم (الفلسطينيين)، وأقول لهم، أعطونا 10 أعوام من الأمن والأمان، حينها وبعدها يمكننا الحديث عن الثقة".

وادّعى لبيد أنّ "اليمين واليسار كانا على خطأ في عقيدتهم واعتقادهم السياسي، فقد اخطأ اليسار حين اتهم إسرائيل بالمسؤولية عن فشل المفاوضات، مفترضًا أنّه لو سمع الفلسطينيون كلمة (نعم) فسيتحقق السلام، وفي المقابل أخطأ اليمين حين قال بأنه من الأفضل أن لا نقوم بشيء، وأن لا نفعل شيئًا، وأن لا نوقع اتفاقًا".

وأبرز أنه "يتحقق الحل النهائي بضمان حدود واضحة بيننا وبينهم، حدود ديموغرافية وجغرافية وأمنية، ونحن هنا لا نتحدث عن السلام، بل عن اتفاق ثابت ومتين، يؤدي في النهاية إلى انفصال واضح بين الشعبين، اللذين لا يمكنهما العيش سويًا على أرض إسرائيل، لكن اتفاق الانفصال لن يوقع مع الفلسطينيين مباشرة، لأنه يتوجب علينا ألا نغير المواضيع التي نتحدث عنها، بل أن نغير الجهة التي نتحدث إليها، لذلك يجب علينا أن نتحدث مع العالم العربي المعتدل، الذي دونه لن يتمكن الفلسطينيون من التوصل إلى صفقة، دون أن يحصلوا على غطاء ودعم الدول العربية، لأنهم سيشعرون بأنهم خانوا الإسلام، لاسيما أنهم يشاهدون ما يفعله الإسلام المتطرف ضد المعتدلين".