المسيرات الشعبية المناهضة للاستيطان

كشف متضامنون أجانب عن ممارسات بشعة يرتكبها جنود الاحتلال الإسرائيلي بحقهم، خلال المسيرات الشعبية المناهضة للاستيطان ولجدار الفصل العنصري في قرى كفر قدوم وبلعين شمال الضفة الغربية المحتلة.

وصرّح المتضامن الإيطالي باتريك البالغ من العمر 30عامًا، بأنَّ الإصابة التي تعرّض لها خلال مسيرة كفر قدوم الأسبوعية شمال الضفة، لن تثنيه عن مواصلة المشاركة في مسيرات مناهضة للعنصرية الإسرائيلية، مؤكدًا "لن أعطيهم الفرصة لقتلي مرة أخرى".

وأضاف باتريك الذي رفض نقله إلى مستشفى إسرائيلي، وأصر على العلاج في مستشفى رفيديا الحكومي الفلسطيني، قائلًا في تصريح إلى "فلسطين اليوم"، "أصبت أثناء رفعي للعلم الفلسطيني خلال المسيرة، رغم وجودي في الخط الثاني وراء الشبان الفلسطينيين، إلا أنَّ الرصاصة جاءت إلي مباشرة ما يعني استهدافي بشكل مقصود، وكيف لي بعد أن أذهب إلى مستشفياتهم للعلاج، هذا ينقص من تضامني مع الفلسطينيين".

وعن إصابته برصاصة "2.2" في صدره يؤكد "باتريك" أنه لم يستطع رفع قضية على الجنود الإسرائيليين، مشيرًا إلى أنَّ المحامي الإسرائيلي أكد له أنَّ فرصة نجاح القضية ضئيلة جدًا، فالجنود قد يشهدوا برميه للحجارة، على عكس الصحافيين، موضحين له أنَّ وجوده في التظاهرات الفلسطينية غير مبرر لدى السلطات الإسرائيلية.

وتابع باتريك في هذا السياق، "ليس لدي أي مشكلة في خسارة القضية بل على العكس، هذا يقوي موقفي أمام الإيطاليين، لأخبرهم عن ممارسات الإسرائيليين وأفعالهم في فلسطين".

واستأنف "الإسرائيليون يعتبرونني رامي حجارة لكن الفلسطينيين لا يشكون في كوني متضامن مع السلام في المنطقة"، معللًا بذلك عدم ذكر اسمه الحقيقي، موضحًا "أريد العودة إلى فلسطين مرة أخرى كي أنهي مشروعي الذي أعمل عليه، وأخاف أن يمنعني الإسرائيليون من العودة بسبب نشاطي في الضفة".

باتريك الذي يزور فلسطين للمرة الأولى متخصص في المجال الزراعي، وقد جاء إلى فلسطين باحثًا عن أشجار الزيتون التي تشكل إيحاءً غير كونها نبات مثمر، وهذا ما وجده في فلسطين، فهذه الشجرة تعني الصمود والمقاومة للأهالي هنا.

وبيّن أنَّه يشارك المزارعين في قطف الزيتون ويتضامن كل الجمعة مع الفلسطينيين في مسيرة كفر قدوم الأسبوعية، وقد كان موجودًا في مسيرة "ترمسعيا" لزراعة الزيتون شمال رام الله والتي استشهد فيها الوزير الفلسطيني زياد أبو عين، مضيفًا "يظن الإيطاليون أنَّ الصراع في فلسطين بين طرفين متساويين في القوة، وهذا ما ينقله الإعلام لنا هناك، إلا أنَّ ما فوجئت به أنَّ على هذه الأرض طرف يعتدي وآخر يقاوم".

واستطرد "أنا لا أفهم حتى الآن لماذا لم يذهب الفلسطينيون إلى محكمة الجنايات الدولية، لست ضليعًا بالسياسة، ولا أريد معرفتها من القادة، بل من أصحاب هذه الأرض، وأنا أطالب الرئيس محمود عباس بأن يمنحني الجنسية الفلسطينية".

وأردف باتريك قائلًا "نحن كإيطاليين علينا أن نفعل شيئًا، لا أن نأخذ من الإعلام، كل منا يستطيع أن يحقق شيئًا لهذا الشعب، وهناك مشاريع عدة أخطط لها في حال عودتي إلى إيطاليا، أهمها مشروع تواصل بين المزارعين الفلسطينيين والإيطاليين، ومشروع آخر يعتمد على وضع ملصق على علب زيت الزيتون الإيطالي، أوضح للمستهلكين فيها ما يحدث وما يعاني منه الزيتون وأصحابه في فلسطين".