منظمة الأمم المتحدة

أقرّت الأمم المتحدة "يوم الغفران" اليهودي عيدًا رسمي في المنظمة الدولية، في نجاح جديد سجلته الدبلوماسية الإسرائيلية.

واعتمدت اللجنة الخامسة، التابعة للجمعية العامة، المعنية بالشؤون الإدارية وشؤون الميزانية، قرارًا، دون تصويت عليه، يقضي باعتبار يوم "كيبور" (يوم الغفران)، عيدًا رسميًا في الأمم المتحدة.

وأعرب المندوب الإسرائيلي لدى اللجنة الخامسة، عن شكره، لمرونة أعضاء الأمم المتحدة في هذا الصدد، مبرزًا أنه " لم تكن هذه المهمة بالسهلة، ولكنها أتت نتيجة لجهود هذه اللجنة حيث أصبحت الأمم المتحدة أكثر تنوعًا وشمولاً وتسامحًا".

وأضاف "يود وفد بلادي أن يشكر الدول الأعضاء الاثنتين والثلاثين، التي ائتلفت للاعتراف بيوم كيبور كعيد رسمي"، مشيرًا إلى أنَّ "هذه الدول تمثل أكثر من تسعمئة مليون شخص، من المناطق الجغرافية كافة".

وتابع "لقد طرحنا معًا رسالة التصالح والرحمة في يوم كيبور، وهي قيم عالمية مشتركة لدى جميع الأشخاص والأديان والمعتقدات. وهذا مهم للمعتنقين للديانة اليهودية، الذين يعيشون في مئة وعشرين من الدول الأعضاء، إضافة إلى أكبر مجموعة يهودية تعيش في نيويورك".

وينص القرار على الاعتراف بيوم "الغفران" كعطلة رسمية محلية في الأمم المتحدة، إضافة إلى الاعتراف بأهمية يوم "فيساك"، ويوم "ديوالي"، ويوم "جوربوراب"، وعيد الميلاد الأرثوذكسي.

وأكّد المتحدث باسم رئيس الجمعية العامة جان فيكتور نكولو، سابقًا، بأن لديه رسالة تحمل تواقيع 32 دولة، تطالبه بجعل يوم كيبور (عيد الغفران) اليهودي عيدًا رسميًا للأمم المتحدة.

وأشار، إلى أنه من بين الدول التي وقعت الرسالة ألبانيا، وأندورا، وجزر البهاماس، وكندا، وكوستاريكا، وقبرص، والسلفادور، وإثيوبيا، وغواتيمالا، وهندوراس، وساحل العاج، وملاوي، وبنما، ورواندا، وجزر سيشل، والفلبين، وجنوب السودان، وتوغو، وأوروغواي، وغرانادا، وسورينام.

وتعتمد إسرائيل، وقلة من أنصارها داخل المنظمة الدولية، أسلوب المقارنة مع الأعياد المسيحية، كعيد الميلاد، وأعياد المسلمين كعيدي الفطر والأضحى، التي تم إقرارها أعيادًا رسمية للمنظمة الدولية، بما أنَّ اليهودية هي الدين السماوي الثالث والمعترف به من طرف أتباع الديانات المسيحية والإسلام، فمن باب عالمية المنظمة وعدم التمييز، ترى الدول الموقعة على الرسالة أنه يجب أن تعتمد المجموعة الدولية "يوم كيبور" عطلة رسمية، تغلق فيها أبوابها في كل مكان في العالم.

يذكر أنَّ السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة رون بروسر بدأ حملة في أيار/مايو الماضي، وخاطب سفراء 192 دولة، أي الدول الأعضاء في المنظمة الدولية كافة، يطلب منهم تأييد هذه المبادرة، التي لا تعني فقط الاعتراف بعالمية العيد اليهودي الأهم، بل أيضًا "لإتاحة الفرصة للموظفين اليهود بالاستمتاع بيوم مقدس دون الذهاب إلى العمل".

وكانت الجمعية العامة قد اعتمدت القرار 51/211 لعام 1997، بإدراج عيدي الفطر والأضحى في قائمة العطلات الرسمية للأمم المتحدة، ليس فقط لأنهما عيدان مهمان لـ 56 دولة، بل لأن الأمم المتحدة تكون شبه فارغة في هاتين المناسبتين، بسبب امتناع موظفي هذه الدول ودبلوماسييها كافة عن الحضور إلى المقر، أو عقد إجتماعات، وبالتالي يصبح الاحتفال بالمناسبتين اعترافًا وتكريمًا لأكثر من ربع أعضاء المنظمة الدولية، الذين ينتمون للقارات والأعراق والأجناس كافة.

ويحتفل اليهود بيوم "كيبور" في أيلول/سبتمبر أو تشرين الأول/أكتوبر من كل عام، وهو يوافق اليوم العاشر من الشهر الأول في التقويم اليهودي، مخصص للصلاة والصيام فقط.