لندن - سليم كرم
يكشف ويليام هانسون الكاتب في موقع "الميل أون لاين" عن تجربته المثيرة لتناول شاي ما بعد الظهيرة في أشهر الفنادق، ويشير إلى أن كل فندق الآن يقدم "شاي بعد الظهر"، وربما الفنادق الصغيرة تقوم بذلك الآن، فإذا لم تقدم الفنادق الشاي التقليدي فإنها سوف تتساقط ولن تستطيع المنافسة مع الفنادق المجاور. وبيَّن أنه لا يتحدث عن تقديم الشاي التقليدي مع البرغر والبيض والسندويتشات.
كما يوضح أنه لا يتحدث عن الشاي الذي يقدم مع البسكويت المثلج الذي من المفترض أن يشبه مجموعة ديان فون فورستنبرغ، الذي يقدم في فنادق فئة الخمس نجوم في لندن بهذا البسكويت الذي يبدو وكأنه صنع من قبل طفلة في الخامسة. ويُضيف "ما أتحدث عنه هو الشاي الذي يتزاحم عليه الناس في فندق "ماندارين أورينتال هايد بارك"، لندن، الذي استطاع بنجاح إعادة الاحتفاء بشاي بعد الظهر، وافتتح صالة روزبيري في كانون الثاني/يناير.
ففي قاعة الباستيل الزرقاء التي تقسم إلى قسمين يستضيف كل جزء منهما من 25 إلى 30 ضيفًا، مما يعطي مساحة من الهدوء للضيوف خلال استمتاعهم بالشاي. ومن المثير للاهتمام، أنه كان هناك عدد قليل من السياح يتناولون الشاي من حولنا. كنت أحسب أنهم أشخاص محليين، وهو الذي يعتبر أمرًا نادرًا، فخلافا لما يعتقد السياح، نحن البريطانين لا نتناول الشاي كل يوم. وفي انتظار الشاي كنت محاطا بفروع الشاي الملتوية المنتشرة في جميع أنحاء الغرفة. تتعلق في فروع شجرة مصنوعة من المعدن التي تمثل حديقة هايد المجاورة، وتزين بأشجار فاكهة اليوسفي.
وعندما وصل الحامل الخاص بنا وعليه فناجين الشاي، كانت تحمل بين طياتها كل أنواع السندوتشات والمقبلات. ولا توجد سندوتشات على شكل مستطيلات أو مثلثات كل ما يوجد من السندوتشات دائرية ومغطاة. وفي أي مكان آخر من الممكن أن تأكل كل الكمية الموجودة مع الشاي، إلا أنك هنا من الصعب أن تنتهي من نصف الكمية. فإنها تشتمل على سندوتشات تحتوي عل حشو الدجاج والذرة المقلية والبيض والكمأة والخيار مع جبن كريم، وسمك السلمون المدخن مع الملفوف الأحمر. وكما هو الحال في جميع الأماكن التي تقدم الشاي في لندن، سوف تحصل على تعبئتها وإعادة تعبئتها ولكن في كثير من الأحيان ينتظرون طلبك لذلك.
وفي جانب الحلويات يأتي تغيير جوهري في بروتوكول وإتيكت الشاي التقليدي، فيأتي الكعك في المقام الأخير، ولم يكن لدي أي وقت لتناول الكعك والمعجنات، حيث أن الطباخ قام بعمل مجموعة من المعجنات بول ثيبلمونت التي لا يستطيع تقديمها إلا ذوي الخبرة. كما توجد بعض المعجنات الصيامية التي تناسب المتدينين، وهي معجنات خالية من الشوكولاتة إلا أن هناك أنواع أخرى من التفاح الأخضر والفانيليا.
وطوال فترة ما بعد الظهر توجد حولنا أصناف عديدة من الشاي، مثل شاي نوتر نيبال الأبيض، الذي يتم تناوله مع السندويشات في ماندارين بعد الظهر بالإضافة إلى مزيج من الشاي الأسود، الذي يقدم مع كعكات الفانيليا. ويشرف على صالة تقديم الشاي أحد اشهر الخبراء وهي الملقب "بسيدة الشاي" وهي كيارا غافاجنينغ.
وكيارا، كما هو الحال مع جميع زملائها، تعمل على تقديم خدمة غير تطفلية، والذي يعتبر المعيار الذهبي للخدمة الفاخرة حيث تتوقع احتياجات الضيوف قبل أن يفكر بها الضيف وتقديمها. وعلى سبيل المثال عطس أحد الضيوف، وقبل أن ينهي ذلك كان هناك أحد الموظفين يمسح فوق الطاولة ويقوم بتسليمه مربعًا من المناديل.
ويُضيف "لذا أنصح القراء بإحياء عادة تناول شاي ما بعد الظهيرة وإعطائها البروتوكولات الخاصة بها، فإذا كنت ترغب في الشاي التقليدي يجدر بك التوجه إلى "كلاريدجيس وفورتنوم وماسون أو ريتز"، ولكن إذا كنت- مثلي - وفي بعض الأحيان تحب التغيير وتريد شيئا مختلفا بشكل أنيق ومألوف بشكل جيد عليك بزيارة آلة الشاي في "ماندارين أورينتال هايد بارك" والذي يمثل إعادة إحياء الطبيعة البريطانية الكلاسيكية.