لندن ـ سليم كرم
في حين يُعد "البقشيش" أمرًا معتادًا في معظم الدول الغربية، إلا أنَّ الكثير من السياح يقومون بأخطاء كبيرة عندما يحين الوقت لإظهار تقديرهم للخدمة الجيدة أو الاستثنائية؛ لأنهم لا يعرفون كم يجب دفعه، أو يكونون بالفعل غير مدركين للعادات المحلية، الأمر الذي قد يؤدي إلى مواقف محرجة أو غير مريحة، لاسيما عندما لا يعبِّر المبلغ عن نوعية الخدمة المقدمة أو لا يتم منح البقشيش على الإطلاق لشخص ينتظره، أو يعتمد على البقشيش لدفع فواتيره.
في عدد من البلدان، يجب على المصطافين تجنب الإساءة إلى العاملين في مجال الخدمات؛ ففي اليابان، على سبيل المثال، يعتبر البقشيش إهانة.
أما عن الكمية، فيعتمد ذلك على نوع الخدمة المقدمة والجودة والموقع الجغرافي، فالقواعد تختلف بحسب البلد، وإذا كانت الخدمة سيئة للغاية، لا مانع ألا تترك أي شيء على الإطلاق.
ذكر خبير الآداب وليام هانسون William Hanson، مؤلف كتاب "دليل الخداع للآداب The Bluffer’s Guide to Etiquette": "إذا كانت الخدمة أو المعايير سيئة لا تمنح بقشيش؛ إذ سيعتقد الموظفون أنهم كفء لأنهم حققوا رضا العميل، لذا لن يتحسن مستوى الخدمة لديهم".
أما بول فيدجون Paul Fidgeon، أستاذ السياحة في جامعة غرب لندن للضيافة والسياحة، فذكر أنَّ البقشيش يمكن أنَّ يكون حقل ألغام أخلاقي، ولكن قاعدة منح 10% تعد فكرة جيدة يجب اتباعها، مضيفًا: "من الواضح أنَّ هناك اهتمام حول من يجب أنَّ تمنحه بقشيش، والملبغ، وهل يجب أنَّ تمنح بقشيشًا على الإطلاق، فهناك اختلافات كبيرة بين البلدان والثقافات، ونصيحتي من أجل منع حدوث مشاكل، هو إجراء بحث قبل السفر ومحاولة معرفة المزيد عن ثقافة البقشيش وعادات ذلك البلد قبل السفر، وإذا كنت في شك، فإنَّ مكافأة صغيرة تعد علامة على التقدير".
وأضاف أونو شيل Oonagh Shiel، خبير السفر في شيب فلايت Cheapflights.co.uk: "بالنسبة إلى أولئك الذين هم على استعداد للحدّ من الإنفاق في سفرهم بدلًا من خسارة النقدية على رسوم الخدمات، فالقواعد الخاصة بمنح البقشيش في جميع أنحاء العالم لا تزال غير محددة، سواء كنت تدفع باليورو، أو الروبية الهندية أو بالدولار، فنظام البقشيش يمكن أنَّ يشمل عددًا لا يحصى من المبادئ الخاصة بكل بلد، مما يترك العديد من السياح في حيرة، وعلى الرغم من الرافضين، يمكن أنَّ يقود ذلك إلى خدمة أفضل".
وذكر هانسون أنه دفع بقشيش إضافي بلغ 100% بعد تناول الشراب مساءً في بار في فندق في واشنطن العاصمة، مضيفًا: "غني عن القول إنه في وجبة الإفطار في اليوم التالي وكل وجبات الإفطار التي حصلت عليها كانت الخدمة لا تصدق والموظفين أجهدوا أنفسهم لتلبية حاجاتي، المعجنات كانت طازجة، كما كانت الكمية أكبر، على الرغم من أنني لم أريدها، و ظهر أنَّ الجميع كانوا يعرفون اسمي".
وعندما تحدث MailOnline إلى خبراء السفر لمعرفة المزيد حول من يجب أنَّ يحصل على البقشيش في البلدان التي قبلت ذلك، أوضح أنه في هذه الأيام، تميل المطاعم إلى وضع رسوم الخدمة على الفاتورة، ويلاحظ وجودها عادة بالقرب من أسفل، وفي المملكة المتحدة تبلغ رسوم الخدمة الرسمية 12.5%، وإذا لم يتم تضمين رسوم خدمة في الفاتورة، فمن المفترض أن تتراوح ما بين 10 إلى 15% في جميع أنحاء العالم أو ما يصل إلى 20% بالنسبة إلى الخدمة الاستثنائية في البلدان.
وذكر هانسون: "النسبة المتعارف عليها 10% وهذه النسبة المئوية سهلة للناس للعمل بها ولكن في السنوات العشر الماضية رفعتها المطاعم خلسة لتصل إلى 12.5%، وهو الألم إلى جميع المعنيين، ولكن نسبة 10% لا يزال معمول بها".
والقاعدة الأساسية ذاتها تنطبق عادة على خدمة الغرف، والجارسونات، وعاملات نظافة المنازل، وفي الغالب يميل نزلاء الفندق لنسيانهم لأنهم يقومون بعملهم بينما النزلاء يكونون غير موجودين، ولكن بعض الفنادق قد بدأت تذكير عملائها بالعمل الذي تقوم به عاملات النظافة.
فندق ماريوت يضع مظاريف في غرف الضيوف في نحو 1000 فندق لتشجيعهم على ترك بقشيش لعاملات النظافة.
بينما نشرت الرابطة الأميركية للفنادق والشقق الفندقية (AHLA) دليل للبقشيش، إذ ذكر فيه أنَّ على النزلاء ترك من 1 دولار إلى 5 دولارات في ظرف في مكان ملحوظ أو مع ملاحظة.
وذكر السيد هانسون أنَّ عمال النظافة في أفضل الفنادق يتوقعون بقشيش من £ 5 إلى 10 £ في نهاية فترة الإقامة.
تعتمد نصائح كونسيرجيس على طبيعة الخدمة المقدمة من حارس العقار، فإذا حجزت طاولة في مطعم عصري؟ ينبغي أنَّ تمنح البواب جنيهًا أو دولارًا، أما إذا كان الحجز في مكان يصعب فيه الحصول على تذاكر حدث موسيقي أو رياضي فيجب إعطاء الحارس معلومات سرية ويجب منحه ليس أقل 10 دولارًا على الأقل، وثمة خيار آخر هو ترك مبلغ مرة واحدة عند المغادرة.
أما حاملي الحقائب وموظفي الباب، فالبقشيش المتعارف عليه لحاملي الحقائب (بيلمان) في الفندق من جنيهًا إسترليني إلى 5 على الحقيبة أو ما يعادلها بالعملة المحلية، وعندما يوصل الحقائب للغرفة، وإذا كانت أكياس ثقيلة يمنح الحد الأعلى من البقشيش، كذلك الحال إذا قام بشرح كيفية تشغيل التلفزيون ومميزات الغرفة، كما يجب على النزلاء منح بقيشي إضافي إذا قاموا بقرع الجرس، وليس من النادر منح حارس الفندق من 1 إلى 2 جنيهًا إسترليني.
وللحصول على خدمة صف السيارات، يجب منح من 1 إلى 5 جنيهًا إسترليني (أو 1 دولار إلى 5 $) للموظف عند تسليم السيارة.
أما أولئك الذين ينقلون من وإلى الفندق بـ"شاتل باص" فيجب إعطائهم من 1 إلى 2 جنيهًا إسترليني أو 4 -5 جنيهًا إسترليني في حالة الحفلات.
وسائقو سيارات الأجرة عادة ما يمنحون 10% من الأجرة، على الرغم من أنَّ بعض البلدان من الشائع فيها ألا يمنحوا أي بقشيش.
أما المرشدين السياحيين فتعد النسبة المقترحة 10% وهي الأكثر تطبيقًا، حيث ينصح الخبراء بنسبة بقشيش للمرشد سياحي من 10 إلى 20 عن الجولة الكاملة في اليوم.
أما الجولات المجموعة عدة أيام، فينبغي أنَّ تكون نحو 5 جنيهًا إسترليني في اليوم بالعملة المحلية.