لندن ـ فلسطين اليوم
لم يسلم فيروس كورونا المستجد من الشائعات التي انتشرت على نطاق واسع حول العالم وساهمت مواقع التواصل الاجتماعي في ترويجها، خصوصًا مع توالي الأنباء بتوصل شركات عملاقة إلى لقاح فعال أثبت فعاليته في مكافحة الوباء.فما بين الادعاء بالسعي إلى زرع شرائح تجسسية في جسد الانسان، وإخفاء أعراض جانبية مخيفة، ورغبة الدول العظمى في تعديل الحمض النووي للبشرية، تدور تلك الشائعات.
زرع شرائح الكترونية انتشرت خلال الفترة الأخيرة ادعاء بأن وباء كورونا غطاء لخطة تهدف لزرع شرائح إلكترونية دقيقة يمكن تتبعها داخل أجسام الناس، وأن الملياردير ومؤسس شركة مايكروسوفت يقف وراء كل ذلك.وعلى الرغم من عدم وجود دليل، كشف مسح أجرته مؤسسة "يوغوف" في أيار وشمل 1640 شخصا، عن أن 28 بالمئة من الأميركيين يعتقدون أن غيتس يريد استخدام اللقاحات لزراعة شرائح إلكترونية داخل أجسام الناس،
بينما ترتفع النسبة إلى 44 بالمئة بين الجمهوريين.تعديل الحمض النووي نصحت مراسلة موقع "نيوماكس" الموالي للرئيس الأميركي دونالد ترامب متابعيها على تويتر، بأن "يحذروا" اللقاح الذي تطوره شركتا فايزر وبيونتيك للأدوية. وزعمت إميرالد روبينسون في تغريدتها أن اللقاح "يعبث في الحمض النووي".وكان الخوف بشأن تغيير الحمض النووي بشكل أو بآخر، أمرا ملاحظا بشكل معتاد في منشورات على موقع فيسبوك.
وقد أثبت ثلاثة علماء مستقلين، إن لقاح فيروس كورونا لن يغير في الحمض النووي البشري. وتضمنت تغريدة روبينسون تأكيدا أن اللقاح الذي يعتمد على تكنولوجيا مرسال حمض النووي، "لم يخضع للاختبار أو تتم الموافقة عليه من قبل".صحيح أنه لم تتم الموافقة من قبل على استخدام لقاح يعتمد على تكنولوجيا مرسال الحمض النووي، لكن دراسات عدة أجريت على البشر لهذه اللقاحات على مدى السنوات القليلة الماضية.
ويقول البروفيسور ألموند؛ إن لقاح فايزر هو أول لقاح يثبت الفعالية المطلوبة للنظر في إمكانية الترخيص بإنتاجه، ويضيف: "مجرد كونها تكنولوجيا جديدة، لا يعني أنه يجب علينا أن نتخوف منها".وتخضع اللقاحات الجديدة لاختبارات سلامة مشددة قبل أن يوصى باستخدامها على نطاق واسع. ففي المرحلتين الأولى والثانية من التجارب السريرية، يتم اختبار اللقاحات على عدد صغير من المتطوعين، للتحقق من سلامتها وتحديد الجرعة السليمة.
وفي المرحلة الثالثة يُجرى اختبارها على آلاف الأشخاص للوقوف على قدر فعاليتها كما تجري عن كثب مراقبة المجموعة التي تلقت اللقاح والمجموعة التى تلقت لقاحا وهميا، تحسبا لأي ردود فعل سلبية أو آثار جانبية. وتستمر عملية مراقبة السلامة حتى بعد حصول اللقاح على الترخيص. أثار جانبية مخيفةوتضمنت تغريدة روبينسون ادعاء آخر كان ضمن أكثر الموضوعات المناهضة للقاحات شيوعا هذا الأسبوع. حيث زعمت أن 75 بالمئة
من المتطوعين في تجربة اللقاح أصيبوا بأعراض جانبية. غير أن فايزر وبيونتيك لم تبلغا عن وجود مخاوف خطيرة تتعلق بالسلامة خلال التجربة.ولا شك بأن هنالك أثارا جانبية للعديد من اللقاحات، لكن غالبيتها ليست مخيفة بقدر ما يروج النشطاء المناهضون للقاحات. وتقول الدكتورة بيني وارد أستاذة الطب الدوائي الزائرة في جامعة كينجز كوليدج بلندن: "على غرار كل اللقاحات، يمكن لهذا اللقاح أن يسبب أعراضا قصيرة المدى، مثل ألم
في موضع الوخزة وارتفاع درجة الحرارة وآلام العضلات والصداع والشعور بالإرهاق".وأشارت البروفيسور وارد إلى أن هذه الآثار الجانبية، هي نفسها التي يصاب بها الكثير ممن يحصلون على لقاح الإنفلونزا السنوي. وغالبا ما تكون هذه الآثار الجانبية خفيفة وتزول بعد يومين على الأكثر، ويمكن تخفيفها عن طريق تناول البارسيتامول أو الأيبوبروفين.وليس واضحا المصدر الذي استقت
منه روبينسون نسبة الـ75 بالمئة هذه، لكنها ربما اختيرت بشكل انتقائي من معدل الآثار الجانبية الخفيفة لدى فئة عمرية معينة في مرحلة مبكرة من التجربة. ولم تنشر بعد البيانات الكاملة بشأن الآثار الجانبية للمرحلة الأخيرة من التجربة، لكن فايزر أكدت أنها لم تسجل أي أعراض خطيرة.
قد يهمك ايضا:
العلماء يتوصّلون إلى طريقة يمكنها أن تحمي من "كورونا" بصورة كاملة