غزة - فلسطين اليوم
افتتحت وزارة الثقافة في غزة اليوم الثلاثاء، مؤتمرا بعنوان "العرب وقضايا التطبيع"، وذلك بالتعاون مع رابطة المثقفين العرب وكلية العودة الجامعية، وبحضور الدكتور أنور البرعاوي وكيل وزارة الثقافة، والدكتور هشام المغاري عميد كلية العودة الجامعية، والدكتور باسم نعيم وعدد من الأكاديمين والشخصيات ولفيف من الحضور.
وبدأت أعمال المؤتمر بقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء والسلام الوطني الفلسطيني وعرض جدول الأعمال على الحضو، ورحّب الدكتور هشام المغاري رئيس المؤتمر بالحضور ورؤساء الجلسات واللجان الفرعية، مؤكدا على أهمية هذا المؤتمر في مواجهة التطبيع وإبراز مخاطره على القضية، وأوضح أن المؤتمر سيناقش أشكال التطبيع ويطرح بعض الحلول لمواجهتها من قبل الخبراء والباحثين، مؤكدا على ضرورة مناقشة هذه القضية في الوقت الراهن خاصة في ظل الحديث عن صفقة القرن.
وفي ذات السياق تحدث ضيف المؤتمر من تونس الدكتور منصف المرزوقي الرئيس التونسي السابق من خلال كلمة مسجلة عن مفهوم التطبيع وبدايته، وأشار إلى أن التطبيع دفع الحكومات العربية لتكوين علاقات طبيعية مع اسرائيل في ظل العلاقة غير الطبيعية بين اسرائيل والفلسطينيين، كما أكد أن علاقات التطبيع مخالفة للقوانين الطبيعية ومن المفترض أنها غير صحية، وبالتالي مصيرها الفشل.
أقرأ أيضًا :
الغزاوي والرويضي يبحثان اعتماد القدس عاصمة دائمة للثقافة الإسلامية
بدوره تحدث الدكتور أنور البرعاوي وكيل وزارة الثقافة عن الموقف الفلسطيني العربي الرافض تجاه قضية التطبيع، موضحا أن هذا هو الموقف الطبيعي للأحرار في العالم، وقال إن اسرائيل لن تتقبل إلا نفسها ولن تكون قادرة على الاندماج الطبيعي مع الشعوب، لكن هجفها التشويه الثقافي والمعرفي والتواصل الزائف لخدمة اهدافها، كما بيّن أن التطبيع يهدف إلى سرقة الموروثات الفكرية للشعوب ، والسيطرة عليها بدعوى التبادل الثقافي، مؤكدا أن الوعي لدى الشعوب مطلوب لمواجهة هذه الألاعيب واسقاط التطبيع بشكل تام.
من جهته قال الأب مانويل مسلم عضو الهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة المقدسات في كلمة مسجلة، أن اسرائيل تحاول جرنا نحو حرب دينية بانتهاك حرمات المسجد الأقصى، وأكد أن الشعوب العربية ستكون وقود هذه الحرب، وستسقط نظرية المطبعين وأهدافهم ويتوحد الموقف العربي الرافض للتطبيع بين كافة الشعوب، موضحا أن اسرائيل في أوج خوفها توهم الحكومات العربية باستمرار حكمهم وازدهاره وأن القضية الفلسطينية ستكون عبئا على كاهلهم ، لذلك يجب تصفيتها أن أرادوا الحفاظ على مصالحهم.
وأكد مسلم أن من أراد إعطاء اسرائيل الحق في أرض العرب، لا يحق له التشدق بالدفاع عن فلسطين، أو زارة مقدساتها قبل أن يحصل الفلسطينيون على العدالة، واختتم كلمته بأن على العرب استخدام أموالهم وبترولهم لدحر اسرائيل ومحاربتها، وإلا فإنها ستضرب عواصمهم ومدنهم وتنقلب على رؤوسهم.
وتحدث الدكتور منير شفيق أمين عام المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، عن الموقف العربي تجاه التطبيع من حيث المبدأ، مؤكدا أن التعاون مع العدو خيانة وأمر مدان عربيا ودينيا وإنسانيا، وفق قوله، وأشار إلى أن التطبيع يوضح حالة التراجع العربي والخوف على المصلحة الخاصة للحكومات المطبعة، موضحا أن التطبيع يأتي في حالة ضعفهم واعتقادهم أن اسرائيل ستدافع عنهم وهو ما ستثبت الأيام عكسه .
وفي ختام الجلسة الافتتاحية استنكر الدكتور أكرم حمدان رئيس رابطة المثقفين العرب، مبادرات الدول العربية مع العدو الاسرائيلي والتطبيع الذي لن يعود إلا بالخراب، وأكد على رفض أي محاولة للتقرب مع العدو الذي يواصل اعتداءه على الفلسطينيين ، ويحاول اشعال نار الفتنة بين شعوب المنطقة .
يشار إلى أن المؤتمر سيتناول على جدول أعماله عدة مواضيع، أبرزها النظرة الشرعية للتطبيع، والآثار الاقتصادية المترتبة عليه، إضافة إلى مناقشة التطبيع في الميزانين الثقافي والإعلامي، والحديث عن مقاطعة الاحتلال بين الواقع والمأمول .
قد يهمك أيضًا :