القاهره ـ فلسطين اليوم
يستلهم المعرض الفني "نقّار الخشب" من الطائر الشهير سيرة غرامه المعروفة بنقر خشب الأشجار مُستعينًا بمنقاره المُدبب، وهي السيرة التي يقتفيها الفنان المصري عبد الوهاب عبد المحسن عبر مشواره الفني الذي يزيد على 50 عاما في مجال الفن التشكيلي، عبر تقنية الغرافيك والحفر على الخشب، في معرض حاشد يعبّر عن تحولات الرؤى والأفكار ونموها جماليا خلال هذه الرحلة.كرّس الدكتور عبد الوهاب عبد المحسن معرضه، الذي يستضيفه غاليري آزاد بالقاهرة، لفن
الحفر على الخشب، وعنوانه "نقار الخشب...زمن من الحفر على الخشب"، وعنه يقول إن اختيار عنوانه جاء لتتويج الفنون وليدة تقنية الحفر على الخشب التي ألهمت مشروعه الفني، ويعد الفنان المصري معرض "نقار الخشب" من التجارب القليلة التي تتفرغ لفن الغرافيك بشكل كامل، ويعتبر أن هذا الفن رغم أهميته ومواكبته للتكنولوجيا، وسهولة تداوله، فإنه لا يلقى الاهتمام اللائق.وينشغل صاحب المعرض بفكرة استخدام الحفر لخلق تأثيرات تشكيلية، كما ينشغل أيضا بفكرة تعبير الفنان
عن بيئته وتأصيل هُويتها وثيماتها المحلية، ما يجعل في المعرض حضورًا واضحًا لمعالم الطبيعة وتضاريسها ومفرداتها، يقول عبد المحسن: "المعرض به استلهام للطبيعة بإيقاعاتها وألوانها، ويعتبر هذا الاستلهام هو الحبل الذي يصل بين أعمال المعرض التي يفصل بينها سنوات طويلة، فمنها 20 لوحة رُسمت خلال هذا العام، والأخرى أعمال متفرقة هي حصيلة سنوات من العمل منذ عام 1975".ويرتبط الفنان عبد الوهاب عبد المحسن، مواليد عام 1951 بتاريخ علمي متخصص في فن
الحفر، فهو حاصل على درجة دكتوراه الفلسفة في الفنون الجميلة عام 1998، وكان عنوان بحثه آنذاك "الرؤية التشكيلية المعاصرة لرسالة الغفران لأبي العلاء المعري من خلال فن الحفر"، ورغم أن صاحب المعرض خاض مضمار الحفر على العديد من الخامات كالمعادن، والزنك وغيرها، فإن تكريسه لفن الحفر على الخشب في هذا المعرض كان مقصودًا لاقترابه الوجداني من الخشب بوصفه وسيطا فنيا، بكل ما يعنيه هذا الاقتراب من مهارات وتحديات مُتجددة ترتبط بالتصميم
والتحكم في الحفر، وحساسية التفاعل مع العمق والبروز والطباعة.وتتدفق في أعمال المعرض لغة بصرية تتفاعل مع واقعها، عبر مفردات الطبيعة وإيماءات بتحولاتها وإيماءاتها الخاطفة، كما تبرز جذوع الأشجار وموتيفات الأرض، تسودها روح شرقية سواء في الخطوط أو الألوان والبناء، كما تظهر المساحات التصويرية المُتفاعلة مع ملمس الخشب على الورق، بشقوقه وبدائيته التي تُحيل لقوة الأرض وثراء سطحها المسكون بعفوية وتلقائية الملامسة والتعبير الفني، وتنهمر الألوان المتراوحة بين الحارة والهادئة، كأنها صدى لحكايات تتواثب فوق سطح الخشب والورق، وتمتد لأزمنة غابرة في الذاكرة والحلم، وإيقاع الجسد والحياة.
قد يهمك أيضا:
قاسم توضّح أنّ القدس أبرز ما يجذبها في الفن التشكيلي
توربينات الجمعية الملكية لحماية الطيور تهدِّد حياة نقّار الخشب