رام الله – وليد أبو سرحان
تمنى والد الشاب محمد سعيد مسلم، الذي أعدمه تنظيم داعش بإطلاق النار على رأسه من قِبل فتى لم يتجاوز عمره 13 عامًا، أن يواجه أبناء زعيم التنظيم أبوبكر البغدادي المصير نفسه، مؤكدًا أنه تم إجبار نجله على الاعتراف بـ"العِمالة" لإسرائيل.
وبث تنظيم داعش، مساء الثلاثاء الماضي، تسجيلاً مصورًا تناقلته مواقع تواصل اجتماعي، يظهر فيه عملية إعدام مسلم، واصفًا إياه بـ"الجاسوس" التابع للموساد الإسرائيلي.
وأظهر التسجيل الشاب وهو يدلي باعترافات بشأن ارتباطه بالموساد، وفي نهاية التسجيل قام فتى بإطلاق رصاصات عدّة صوب مسلم.
وذكر سعيد، والد الضحية: أتمنى أن يحدث لأبناء أبوبكر البغدادي ما حدث لابني، حتى يشعر بما أمُر به الآن، لو تشكل الآن جيش لمحاربة داعش، سأتطوع أنا وأبنائي الثلاثة فيه من أجل مسح هذا التنظيم عن وجه الأرض، علمت عن قتل ابني من خلال وسائل الإعلام.
وحتى الآن لم يتمكن سعيد كما يقول، من مشاهدة ذلك الجزء من التسجيل المصور والذي يُظهر فتى صغيرًا وهو يطلق النار على ابنه محمد (19 عامًا).
لكنه أشار إلى أنه شاهد الجزء الذي يظهر فيه ابنه وهو يؤكد أنه تم إرساله من قِبل الموساد الإسرائيلي للتجسس على داعش.
وذكر الوالد "أستطيع أن أؤكد لك أن ما جاء من أقوال على لسان ابني إنما تم تحت التهديد، فكيف يعقل أن ولدًا عمره 19 عامًا يعمل لصالح الموساد؟ ابني لم يسبق له أن سافر خارج البلاد، وهو بالنسبة لي ما زال طفلاً".
وأشار إلى أنه توقع هذا المصير لابنه بعد أن نشر داعش، الشهر الماضي، مقابلة مكتوبة يؤكد فيها محمد إنه تم إرساله من قِبل الموساد للتجسس على التنظيم.
وأضاف: كنا نتوقع ذلك فنحن نعلم أن داعش تنظيم كافر لا يتصف بالرحمة، وتنظيم مجرم يتوجب أن يتعاون الجميع من أجل القضاء عليه.
ومضى قائلاً: ابني محمد شريف ولن يستطيع داعش تلويث سمعته، نحن على يقين أننا على صواب، وأن هذا التنظيم على باطل.
وذكر الوالد أن المرة الأخيرة التي تواصل فيها مع ابنه كانت قبل شهرين عبر برنامج التواصل "واتس آب"، حينها قال له محمد إنه في دير الزور (شرق سورية)، وأطلق لحيته وأطال شعر رأسه، وظهر وهو يحمل رشاشًا من نوع كلاشينكوف، وسكاكين، وقنابل.
وبحسب الوالد، أبلغه ابنه بأنه تعرف على داعش من خلال الإنترنت، وأن عناصر التنظيم أرسلوا له المال للقدوم إلى سورية، وقالوا له إنه إذا جاء سيلقى المعاملة الجيدة والمنازل والأموال، ولكنه أشار إلى أنه بعد أن وصل إلى هناك لم يجد أي من هذه الأمور وأنه يفكر في العودة.
وتابع مسلم: منذ ذلك الحين لم نسمع منه شيئًا، ولكن قبل نحو شهر اتصل بنا شخص، أعتقد أنه من داعش، وقال إنه يتحدث من تل أبيض (بلدة تابعة لمحافظة الرقة)، وأبلغنا أن محمد بخير، وأنه معتقل من قِبل التنظيم لأنه حاول الهروب عبر الحدود التركية.