واشنطن ـ يوسف مكي
كشف وزير الاستخبارات لدى الاحتلال الإسرائيلي يوفال شتاينتز، أنَّ مسؤولين بارزين من حكومة الاحتلال توجهوا إلى فرنسا للمساعدة في درء صفقة نووية سيئة وخطيرة مع إيران, خصوصًا بعد تجاهلها من حليفتها الولايات المتحدة.
وأكد شتاينتز في تصريحات صحافية، أمس الاثنين، أنَّ الحوار مع فرنسا بشأن البرنامج النووي الإيراني ثبت في الماضي أنه كان مثمرًا ويجعل بعثة اللحظة الأخيرة الدبلوماسية لباريس في هذا الأسبوع جديرة بالاهتمام.
وكانت فرنسا لعبت دورًا رئيسيًا في تعزيز اتفاق مؤقت مع إيران في أواخر عام 2013، ما أدى إلى تجميد أجزاء مهمة من البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف أعباء العقوبات الغربية.
وتحاول ما تسمى بمجموعة الـ"P5 + 1" وهم بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة وألمانيا التوصل إلى اتفاق نووي نهائي مع إيران قبل انتهاء المهلة في نهاية الشهر الجاري.
وصرَّح الرئيس الإيراني، حسن روحاني، السبت الماضي، بأنَّ تحقيق الصفقة شيء ممكن قبل الموعد المحدد, مشيرًا إلى وجود اتفاق مبدئي المفترض أن يؤدي إلى اتفاق نهائي بحلول نهاية حزيران / يونيو الذي من شأنه إيقاف دائم لبرامج طهران النووية مقابل رفع العقوبات, مؤكدًا أنَّ برنامج بلاده يهدف فقط الى توليد الطاقة.
وكان شتاينتز ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي يوسي كوهين، يجتمعان مع وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، ودبلوماسيين كبار آخرين شاركوا في محادثات إيران, وكانت فرنسا أكثر تطرفًا من الولايات المتحدة على طاولة المفاوضات، ويقال إنَّها تطالب بقيود أكثر صرامة من الوفود الغربية الأخرى.
وأوضح السفير الإسرائيلي السابق في ألمانيا, شمعون شتاين، الذي كان اطلع على جهود مجموعة الـ"P5 + 1" مع إيران، أنَّ رحلة شتاينتز لفرنسا هي مسار طبيعي للعمل نظرًا إلى معارضة الاحتلال والطريقة التي تتقدم بها المحادثات.
وأضاف شتاين إنَّ خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الكونغرس في 3 آذار / مارس استنفد أساسًا الخيار الأميركي للاحتلال، ويحاول الآن ممارسة تأثيره ضد الصفقة كلما كان ذلك ممكنًا, مؤكدًا أنَّ فرنسا أصبحت حليفًا محتملًا من وجهة نظر "إسرائيل".
وأشار إلى أنَّ فرنسا تحل محل بريطانيا بوصفها البلد الأوروبي الأكثر تشددًا تجاه إيران, في إطار التنديد بتصور إسراع الأميركيين إلى إبرام اتفاق واستعدادهم لإتباع أساليب ملتوية لذلك.
وتابع "إنه من الطبيعي في إطار اهتمام نتنياهو بالتوصل إلى اتفاق مع إيران أن يتحول إلى فرنسا، فهي الحلقة الضعيفة بين المجموعة.
ورفض شتاينتز مناقشة ما يمكن أن يحدث إذا تم تمرير الصفقة الآن على الطاولة, وأكد "ليس لدينا خطة بديلة، ليس لدينا سوى خطة واحدة أساسية وهذا في محاولة لمنع صفقة سيئة مع إيران أو على الأقل في محاولة لجعلها أكثر معقولية وإغلاق بعض الثغرات والفجوات التي من الممكن أن تجعلها أسوأ".
وحث المفاوضون النوويون الإيرانيون, في طهران الاثنين، القوى العالمية لإيجاد "موقف مشترك" لتحقيق اتفاق نووي نهائي متوازن.
وأبرز نائب وزير الخارجية عباس عراقجي، أنَّ إيران شهدت نقص في التنسيق بين مجموعة الدول الست في أحدث جولة من المحادثات.
وأوقفت الولايات المتحدة وإيران المفاوضات النووية في لوزان، سويسرا، الجمعة الماضي للتشاور, لكنهم يستئنافون المحادثات يوم الأربعاء.
وتوصلت إيران والولايات المتحدة لتقدم كبير في المحادثات لكن لا يزال هناك فجوات, وصرح الرئيس روحاني، السبت الماضي، بأنَّه "لا توجد مشكلة لا يمكن حلها".