واشنطن ـ يوسف مكي
كشف, المسؤول العسكري الأعلى للقوات الأوروبية, وقائد القوات الأميركية, في أوروبا الجنرال "فليب بيدولوف", أن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين", تعمد خلق أزمة لاجئين في أوروبا لسحق وكسر القارة على حد تعبيره بالتعاون مع الرئيس السوري بشار الأسد.
وتابع, أن الإثنين "بوتين والأسد" تعمدا قصف مراكز المدن من أجل دفع الناس إلى الهجرة، وأنهما إستخدما الهجرة كسلاح في محاولة لكسر عزيمة أوروبا، وقال الجنرال "فيليب" أمام لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ " لا أستطيع ايجاد سبب لاستخدام نظام الأسد والقوات الروسية للأسلحة العشوائية سوى بالتسبب بأزمة لاجئين وجعلهم مشكلة شخص أخر."
وإعترف, سفير روسيا في لندن "الكسندر ياكوفينكو" بالصلة وكتب على وسائل التواصل الإجتماعي أن وقف إطلاق النار في سورية والذي سيشمل القوات الروسية سيساعد في التخفيف من أزمة الهجرة في الإتحاد الأوروبي، وحذرت الأمم المتحدة أمس أن اليونان على حافة أزمة إنسانية، في الوقت الذي وقف القادة الأوربيون وراء سياسة وقف درب المهاجرين من دول البلقان التي استخدمها أكثر من مليون شخص للوصول الى ألمانيا العام الماضي.
وإعتبرت, مقدونيا بلد لعبور اللاجئين في الصيف الماضي، واليوم لا تسمح سوى لبضع عشرات من الناس أن تعبر الي اليونان في اليوم، وأتت الضربة الكبيرة من النمسا للحد من طلبات اللجوء، وما يزال (2000) شخص يصلون الى الجزر اليونانية يوميا، وخلال الأيام المزدحمة يصل الأمر الى وصول (100) ألف مهاجر، في الوقت الذي ما زال آلاف منهم ينامون على قارعة الطريق وفي المحطات والساحات.
وأضاف, رئيس الوزراء السلوفاكي الثلاثاء, "روبرت فيكو": " لقد وصلنا إلى وقت ستُضحي فيه اليونان من أجل مصلحة الاتحاد الاوروبي."وتابع, أن رئيس الوزراء اليوناني هو من جلب الازمة بسبب فشلة في انشاء مراكز معالجة مكلفة من الاتحاد الأوروبي، وأضاف " على اليونان أن تتحمل المسئولية لأنها لم تفعل شيء لحماية حدودها مع تركيا."وأكد, الرئيس التنفيذي لمنظمة انقاذ الطفل "جانتي سوريبتو" على أن الاطفال اليوم يشكلون ثلث اللاجئين، وأن العائلات تحاول أن تلحق بالآباء والأزواج الذي نجحوا في الوصول إلى ألمانيا الشهر الماضي.
وواصل المستشار النمساوي "فيرنر فايمان" أمس الضغط على دول البلقان لوقف الفوضى غير المنظمة بسبب إزدحام طرقها بالمهاجرين، وقال أن بلاده لن تصبح غرفة إنتظار لألمانيا، وطلبت أثينا من الاتحاد الاوروبي معونة تبلع (370) مليون يورو كمساعدات عاجلة ليتم تحويلها من الاموال التي عادة ما تذهب للإغاثة الانسانية في أفريقيا لإنقاذ ما يصل الى (100) ألف شخص.
وحذرت الحكومة اليونانية من أن بلادها ستصبح مثل لبنان في أوروبا مستودع للمهاجرين، وأشار المتحدث باسم وكالة الامم المتحدة للاجئين "أدريان أدواردز" إلى أن الازدحام يؤدي الى نقص في الطعام والمأوي والماء والصرف الحي، وكما شاهدنا اليوم هناك الكثير من المشاحنات والعنف التي أصبحت لعبة في يد مهربي البشر.
ووصل في كانون الثاني/يناير و شباط/فبراير حوالي (131) ألف مهاجر الى أوروبا، ووضحت وكالة حدود الاتحاد الاوروبي "فرنتكس" أن هذا الرقم كان أعلى بحوالي (30) مرة من نفس الفترة في عام (2015).وعززت القوات المقدونية تواجدها على الحدود أمس بنشر طائرات الهليكوبتر وخراطيم المياه، وصدت يوم الاثنين الماضي المهاجرين باستخدام الغاز المسيل للدموع بعد أن استخدموا علامات الطريق لكسر البوابات، وتقطعت السبل أمس بحوالي (15) شخص على أربعة امتار في على الحدود بين مقدونية واليونان بعد محاولة فاشلة لعبور الحدود المحصنة.
وشرح طفل من أفغانستان يبلغ من العمر (16) عاما ويسمى "ياس كود" بأن الشرطة المقدونية تضعهم هنا، واليونانيون لا يردوننا." ودعا رئيس المجلس الاوربي "دونالد توسك" أمس إلى العودة الى فتح الحدود بعد اجتماع مع السيد "فايمان"، وأيدت "انجيلا ميركل" قرار الإغلاق بقيادة النمسا، ونفت أن تكون الحالة على الحدود اليونانية مشابهة للفوضى التي حصلت في بودابست العام الماضي والتي أدت إلى ألمانيا بفتح أبوابها أماما السوريين.
وأوضحت "ميركل" إن هناك أماكن للإقامة في اليونان يمكن أن تخصص للاجئين، ولا يحق للاجئين أن يطلبوا اللجوء في دولة بعينها في الاتحاد الأوروبي." وأدى إعتراف "ميركل" الأخير إلى رفعها ثماني نقاط في إستطلاعات الرأي الشهر الماضي ليصل تأييدها الى (54)%، مما يشير الى أنها نجت من عاصفة من الإنتقادات العلنية التي واجهتها بسبب قصة سياسة اللجوء. ومنعت الأسبوع الماضي النمسا, اليونان من المشاركة في إجتماع البلقان للرد على الأزمة ما سبب في عاصفة دبلوماسية، ووصف رئيس الوزراء اليوناني "اليد فايمان" بأنه يعاني من حالة من الذعر السياسي."
وحذر وزير الخارجية المقدوني الذي يسعى الى عضوية بلاده في الإتحاد الأوروبي " أدى صعود اليمين المتطرف فوق الـ (30)% قبل الانتخابات الى تحركات مختلفة، وستؤدي الجهود الرامية الى كبح المهاجرين الى حالة صراع خطير في منطقة البلقان." وأضاف: " لو سألتموني فإن أسهل شيء على مقدونيا أن تفعله هو ببساطة أن تسمح لكل المهاجرين بالعبور إلى أوروبا الغربية، وهذا هو بالتحديد ما يحاول الإتحاد الأوربي الحد منه."
وكانت أزمة اللاجئين السورين سببت عدة إشكاليات في القارة الأوروبية ,وخلق نوع من الأزمات بين دول أوروبا, خصوصًا التي يتم عبور اللاجئين منها إلى ألمانيا وغيرها.