تنظيم "داعش"

سيطر تنظيم "داعش" علي إنتاج القطن السوري، ما يعني أنّ هناك بعض الشركات المصنعة ستنهي تمويل "داعش"، وأكد الخبراء، أنّ المتطرفين سيطروا علي عدد من الحقول المتواجدة في أنحاء متفرقة من سورية، فأصبح ثلاثة أرباع هذه الحقول في قبضتهم.
وقبل بداية الحرب الأهلية الدائرة، حاليًا، في سورية التي امتدت لأربعة أعوام؛ كانت سورية تعتبر أحد المصدرين الإستراتيجيين للقطن، ولهذا السبب انتابت الشركات المصنعة مخاوف من الاستيلاء الذي نفذه المتطرفون أخيرًا، على إنتاج القطن، فهناك خطر من أن يأخذ القطن الذي هو من إنتاج "داعش" طريقه إلى الأسواق العالمية، عبر تجار الجملة الأتراك الذين يشترونها وفق أسعار مخفضة من التنظيم.
ووفقًا للبيانات التي جمعتها "UIT" جمعية لتجارة المنسوجات الفرنسية؛ فإن تركيـا تعد المورد رقم 2 للإتحاد الأوروبي بالنسبة إلى الأقمشة، ورقم 3 بالنسبة إلى الملابس، وأبرز رئيس الجمعية إيمانويل بوتود ستوبس، أنّ تركيـا تأتي وسط بلاد أخرى من الموردين الرئيسين، مثل الولايات المتحدة واليونان و أوزباكستان و مصــر وطبعًا سوريـة، مبيّنًا أنّ القطن الخام الذي يخرج من الحقول التي تسيطر عليها "داعش" في الرقة ودير الزور؛ أخذ طريقه إلى تركيـا.
وأضاف ستوبس، أن تركيـا رفضت رسميا، قبول ذلك القطن؛ ولكن يبدو أن متطرفي التنظيم وجدوا طريقا آخر يمررون به هذا القطن إلى داخل تركيـا، حيث إن ممثلي "داعش" يفضلون فعل ذلك بدلًا من بيع ذلك القطن الخام إلى وسطاء يؤدون دورهم عبر نقله إلى مراكز المعالجة الواقعة في المناطق الخاضعة لسيطرة الرئيس السوري بشار الأسد، فيما تثار مخاوف من أن هيمنة "داعش" على القطن الخام التي ستنهي صناعة القطن الذي كانت تعتمد عليه الدولة السورية من أجل التصدير.
من جانبه، بيّن مشتر لتشكيلة ملابس راقية من أجل عرضها في دار أزياء كبيرة داخل باريس، أنّ المورد المنتظم أرسل لهم أزرار ملابس من دون علامة لبلد المنشأ، وعلى إثر ذلك طلب من جميع المحال التجارية؛ عدم لمس هذه الأزرار إلى حين التأكد من أن جميع الشهادات سليمة.
وفي السياق، قال الرئيس التنفيذي للجنة الاستشارية الدولية للقطن "ICAC" جوزيه سيتي، اللجنة التي تضم كلًا من الدول المنتجة والمستهلكة للقطن، أنّ الوضع في سورية يصعب معه الحصول على صورة دقيقة لما يحدث على أرض الواقع بسبب الصراع الدائر هناك والمستمر منذ أربعة أعوام، وبحسب تقديرات اللجنة المستقلة؛ كانت سورية قبل الحرب، تنتج حوالي 600,000 طن من القطن كل في العام؛ إلا أنّ ذلك المعدل انخفض إلى نحو 70,000 في الوقت الذي يتم فيه تصدير 3,000 طن رسميا.
وذكر المتحدث الرسمي لمجموعة الملابس الراقية والرياضية "كيرينغ" التي تضم "غوتشي وبوما وسان لورنت"، أنّ الخطر الحقيقي في شأن مشتريات القطن من تركيا لا يدعو إلى القلق؛ نظرا لأن حجم المشتريات من تركيا يمثل جزءًا بسيطًا.