غزة – محمد حبيب
نفذ جهاز المخابرات العامة الفلسطينية عملية معقدة نفذها من أجل إطلاق سراح اثنين من الرهائن السويديين المحتجزين لدى مسلحين في سورية، أطلق عليها "رد الجميل" حسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية" وفا". حيث حررت الرهينتان السويديتان اللتان كانتا محتجزتين لدى المسلحين في سورية منذ قرابة عامين تقريبا، بعد أن نجح جهاز المخابرات العامة بإطلاق سراحهما، وهما رجلا دين يعملان في إحدى الكنائس التي تدعو للتعايش والمحبة والسلام.
وحسب وكالة الأنباء الفلسطينية فإن "رد الجميل" هو جهد فلسطيني نفذه جهاز المخابرات العامة بتوجيهات مباشرة من الرئيس محمود عباس(أبو مازن)، من أجل رد الجميل لمملكة السويد التي كانت من أوائل الدول التي اعترفت بدولة فلسطين، وشكل اعترافها نقطة تحول في أوروبا، حيث حذت حذوها العديد من الدول الأوروبية، باعترافات من قبل برلماناتها أو حكوماتها.
وأوضح مصدر في المخابرات العامة أنّ العملية تؤكد أن فلسطين دولة يمكن أن تسهم في تحقيق السلام وحماية المدنيين والدفاع عنهم وإيصالهم إلى ذويهم سالمين، وعملية "رد الجميل" تأتي بعد أن تمكنت المخابرات الفلسطينية قبل فترة من تحرير عدد من المختطفين اللبنانيين في عملية عرفت بعملية "تحرير مختطفي إعزاز".
يذكر أنّ الراهبان السويديان تعرضا للاختطاف في سورية في 3-12-2013، وحتى مطلع الشهر الماضي لم يكن هناك أي معلومات حول الراهبين، حيث توجهت السويد مؤخرًا لدولة فلسطين بطلب المساعدة في العثور على المختطفين وتحريرهما إن أمكن، وأصدر في حينه الرئيس عباس تعليمات لجهاز المخابرات العامة بمحاولة المساعدة في الوصول إلى الرهينتين من أجل تحريرهما، وبالفعل توجه وفد فلسطيني للسويد من أجل الاطلاع على التفاصيل للمساهمة في تحرير المختطفين.
وبدأ جهاز المخابرات العامة في حينه بالعمل للوصول إلى المختطفين ونجح في الحصول على معلومة تفيد أن المختطفين أحياء ولم يجر قتلهما، وذلك في عملية وصفها المصدر بأنها "صعبة ومعقدة جدًا، ونظيفة لم يرق فيها دماء ولم تدفع فيها أموال".
وتمكن جهاز المخابرات العامة في الثاني من الشهر الجاري من الحصول على تصوير فيديو للمختطفين السويديين في سورية يؤكد أنهما على قيد الحياة وأنهما يناشدان الرئيس عباس وكل من بإمكانه إطلاق سراحهما، وبذلك تأكد الجانب السويدي أن المختطفين سالمان وأن العملية تسير بالطريق الصحيح.
ووفقا لما ذكرته "وفا"، الخميس الماضي وصلت العملية إلى نقطة الصفر، وكان الرئيس عباس يتابع شخصيًا تفاصيل العملية الدقيقة والمعقدة والتي احتاجت لمتابعة في مختلف الساحات، والتي عمل بها جهاز المخابرات الفلسطينية بأقصى درجات السرية من أجل تحقيق الهدف الوطني والسياسي لهذه العملية.
وأضاف المصدر أنه بدأ تنفيذ العملية ليل الخميس الجمعة 23-24 نيسان الجاري، وكان تنفيذ العملية خطيرًا للغاية حيث كان على رجال المخابرات الفلسطينية استلام المختطفين من المسلحين الخاطفين ونقلهم للجانب الأردني، ومن ثم تسليمهم لخلية الأزمة التي شكلتها المخابرات السويدية من أجل التأكد من هويتهما.
وبيّن أنه بعد ذلك وبترتيبات مع جهاز المخابرات الأردنية الذي قدم الدعم اللوجستي والأمني للعملية، تمكن جهاز المخابرات الفلسطينية ظهر الجمعية في عملية بالغة التعقيد من تحرير المختطفين الاثنين وبالفعل جرى التواصل مع الخاطفين، وإقناعهم بأهمية إطلاق سراح المختطفين السويديين من أجل فلسطين وجرى شرح أهمية هذه العملية بالنسبة لفلسطين، وضرورة رد الجميل للسويد على ما قدمته لفلسطين، واقتنعوا بذلك وجرى الاتفاق على موعد ومكان إطلاق سراحهما، وبالتعاون مع حرس الحدود الأردنية وجهاز المخابرات العامة الأردنية، جرى استلام الرهينتين قرب الحدود الأردنية الفلسطينية ظهر الجمعة، ووصولوا يوم الأحد إلى بيوتهم في السويد.
وتقدم المصدر في المخابرات العامة الفلسطينية بالشكر الجزيل للمخابرات العامة الأردنية وتسجيل الاحترام لها لدورهم الكبير في الإفراج عن المختطفين والمسؤولية العالية التي تحلوا ويتحلون بها على الدوام تجاه القضية الفلسطينية، وتحقيق مصالح الشعب الفلسطيني.
وأبرز أن دور الإسناد الذي لعبه حرس الحدود وجهاز المخابرات الأردنية كان له دور بارز في إنجاح العملية، وفي موقف مشرف وليس غريبًا عن الأشقاء الأردنيين، حيث أُحضر الراهبان بسيارة تعود للخاطفين للمكان المتفق عليه وجرى نقلها إلى الأردن لتنتهي العملية دون أن تسيل قطرة دم واحدة.
وبدورها شكرت وزارة الخارجية السويدية، السبت، كل الدول التي أسهمت بإطلاق سراح المختطفين، وخصت فلسطين بشكر خاص جدًا وكذلك رئيسها شخصيًا على دوره البارز في تحرير الرهائن كذلك شكرت دور الأردن في عملية "رد الجميل".
يشار إلى أنّ الرئيس عباس زار السويد مطلع العام الجاري والتقى خلال زيارته بملك السويد وبممثلي الأحزاب السويدية، وبرئيس الوزراء، وكانوا سعداء باستقبال رئيس دولة فلسطين، وقد عبر عن شكره على مواقف دولة السويد الداعمة تاريخيا لدولة فلسطين.