واشنطن - رولا عيسى
كشفت دراسة حديثة أن معظم السبل الدعائية التي يستعين بها تنظيم "داعش"، تهدف الى إثبات أنه دولة حقيقية بدلًا من تمجيد أعمال العنف.
وأوضح مركز "كويليام" البحثي لمكافحة التطرف، أن التنظيم المتطرف يحاول أن ينشر دعاية لنفسه كدولة عابرة للحدود قابلة للبقاء والاستمرار والعمل.
وأجرى المركز البحثي على مدار شهر، دراسة لجميع الإعلانات والبرامج الإذاعية والمنشورات التي أطلقها التنظيم، والتي تتولى مسؤولية طرحها مجموعات إعلامية تعمل لدى التنظيم.
وخلص التقرير إلى أن الفرق الإعلامية لدى "داعش"، تصدر نحو 900 تقرير منفصل وقوانين ومقاطع فيديو وبرامج إذاعية في شهر واحد.
وأفاد التقرير بأن أكثر من نصف دعاية التنظيم تركز على حياة المدنيين، والدولة المقامة في الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم، كما تسلط الضوء أيضًا على الخدمات المحلية والشؤون الدينية والنشاط الاقتصادي.
وأورد التقرير: "يعزز النشاط الاقتصادي، والمناسبات الاجتماعية، والحياة البرية الوفيرة، والقانون والنظام الثابتين، والحماس الديني المتقد، أسس جاذبية تنظيم داعش في أعين المدنيين، وبهذه الطريقة، يتمكن من جذب المؤيدين بناء على نداء أيديولوجي وسياسي" .
وصرّح مؤلف التقرير والباحث البارز في "كويليام" تشارلي وينتر، لصحيفة "الإندبندنت" البريطانية: "أثارت حجم الدعاية التي يطلقها داعش يوميًا دهشتي، إذ يستعين التنظيم بما لا يقل عن40 وسيلة دعائية منفصلة يوميًا، مما يعزز من فكرة أنها دولة بها أنشطة وفيرة، وهذه هي براعة التنظيم في الدعاية، فهو أمر استراتيجي للغاية، ومحاولة على نطاق صناعي لخلق صورة للحياة الاعتيادية التي تستمر داخل حدود التنظيم، ووسيلة لحشد التأييد في الداخل".
وأضاف: "هناك الحاجة إلى تفهم ما يفعله داعش بقدر المستطاع، وسنتمكن فقط من الحصول على استراتيجية لتحدي أمر ما، في حالة تفهمنا الشيء الذي نواجهه".