زكية ومحمد على وابنتهما البالغة من العمر 17 شهر رقية على متن قطار

اضطر شابان الى اللجوء الى المنفى بسبب قصة حبهما الشابة التي غيرت حياتهما الى الابد، فبدأت الرحلة في الجبال العالية وسط أفغانستان ثم قضيا فترة وجيزة في طاجيكستان واضطرا أحيانا الى دخول السجن بحثا عن الحماية من أفراد اسرتهما اللتان تسعيان للانتقام منهما بدعوى الشرف، ومضى أكثر من عامين اليوم على هرب الشابين زكية ومحمد على اللذين ينتميان الى طائفتين مختلفتين ضد رغبة اسرتهما، وتمكنا بعد كل هذه المدة من الوصول الى مدينة نيويورك في وقت متأخر الثلاثاء باستخدام تأشيرة لمدة 90 يوما منحتهما لهما السفارة الأميركية في كابول، ويخطط الشابان لطلب اللجوء بمساعدة منظمة الاغاثة الدولية.

وكانت حياتهما قد فقدت أي معنى من الحياة الطبيعية لفترة طويلة هما وطفلتهما رقية البالغة من العمر 17 شهرا، واضطر أفراد اسرة زكية الى ترك قريتهم عندما هربت، وتعقبوها باستمرار، وينظر أهلها الذين ينتمون الى الطائفة الطاجكية السنية الى حبها وزواجها من محمد علي الشيعي الهزاري كعار يستحق قتلها، وأُرّخت تحديات الزوجين في سلسلة مقالات في صحيفة نيويورك تايمز وفي كتاب " العاشقان" الذي كتبه مراسل التايمز رود نورلاند ولم تنته القصة بعد، فحتى لو استطاعا الحصول على اللجوء في أميركا فالمزيد من التحديات ستواجههما فكلاهما أمي ولا يعرفون الكثير من الخبرات فهما اعتادا على العمل والعيش بالقرب من حقول البطاطا في منزلهما في مقاطعة باميان.

وأشار محمد على قبل هروبه من كابول " نحن نتضرع الى الله، فقد حاولنا كل شيء هنا ولكن الوضع لم يتغير، وعلى الاقل هناك سنكون قادرين على العيش في امن وسلام." وفشلت كل محاولاتهم السابقة في طلب اللجوء من خلال السفارات الغربية في كابول بما في ذلك السفارة الاميركية، وقيل لهم أنه يتوجب عليهم بداية السفر من أفغانستان الى طاجيكستان واللجوء هناك، ولكن انتهى الامر بكارثة في عام 2014، فسرق منهما حولي 5000 دولار من ادخاراتهما ومجوهراتهما وهواتفهم المحمولة واضطروا للعودة الى أفغانستان، ويبدو ان عملية حصولهما على تأشيرة أميركية كانت أكثر سلاسة هذه المرة، فقضيتهما تندرج حول بند "الافراج بشرط انساني" وهو برنامج تأشيرة محدود للأشخاص الذين لديهم حالة طوارئ مقنعة، وسهلت لهما المحامية بونام جويتا من وايت أند كيس للمحاماة الامر بالتعاون مع جماعة اغاثة المرأة الأفغانية.

واعتقلت القوات الافغانية محمد بتهمة اختطاف زكية في كابول، وقدمت منظمة اغاثة المراة الافغانية لزكية بيت أمن وساعدتها على التواصل مع محامي للافراج عن محمد، وأوضحت المديرة التنفيذية للمنظمة مانزاها نادري " من أن سيست قضيتهم وتلقوا الكثير من الاهتمام في وسال الاعلام، كنا نعرف أن قضيتهم ستكون معرضة للخطر طالما بقوا في أفغانستان، لا يمكنهم العيش في مكان بسلام هناك، فعائلة زكية تتعقبهم" ، وتابعت أن المنظمة في نيويورك ستساعدهم على التكيف مع حياتهم هناك.