رام الله - ناصر الأسعد
واصل المتظاهرون شرق قطاع غزة تحديهم لقوات الاحتلال يوميًا، وفي أكثر من موضع، كان آخرها ما حدث شرق مدينة خان يونس، فلم يكتف هؤلاء المتظاهرون بتدمير وتخريب مئات الأمتار من الأسلاك الشائكة والموانع المعدنية، التي وضعتها قوات الاحتلال شرق المدينة، إذ سحب الشبان هذه الموانع، وساروا بها مئات الأمتار غربًا، حتى أوصلوها لمخيم العودة.
ونجح المتظاهرون في إزالة الأسلاك في غضون أقل من ساعة، على الرغم من استغراق قوات الاحتلال في وضعها وتجهيزها نحو أسبوعين، وكلفها ذلك أكثر من عشر عمليات توغل، شاركت فيها جرافات ودبابات ووحدات هندسية، وجرت بحماية وغطاء من الجو، وبسيطرة من أبراج المراقبة.
وأكّد الشاب ياسر عبد الحميد، أن الأسلاك التي حطموها لم تمنعهم من التقدم ناحية خط التحديد، وأخذها لا يفيدهم بشيء، لكنهم ورغم ذلك حرصوا على إزالتها، بل وسحبها داخل قطاع غزة، وهذا كان له هدف ورسالة واضحة، أنه لا توجد موانع يمكن أن تقف أمام المتظاهرين، وأن المشاركين في مسيرات العودة سيواصلون تحديهم للاحتلال بكل الطرق والوسائل الممكنة.
وأوضح عبد الحميد أن قناصة الاحتلال ومواقعه، وكاميراته وتجهيزاته لم تمنع المتظاهرين من تحطيم السياج وفعل ما يشاؤون، فتحت غطاء دخان الإطارات أو من دونها، يستطيعون فعل المزيد من الأمور، ومتى أرادوا تجاوز خط التحديد يفعلون ذلك، وقد حدث هذا أكثر من مرة.
وأوضح الشاب عبد الله سليمان، أن المشاركين في مسيرة العودة قرروا إبقاء الأسلاك في محيط المخيم، وعدم نقلها، ونشرها في محيط الخيام، حتى تبقى تحت أعين قوات الاحتلال، وتغيظهم ليل نهار.
وكشف سليمان أن مقاومة الاستنزاف، عبر تحطيم السياج، وتخريب معدات وتجهيزات الاحتلال التي توضع على طول الحدود الشرقية للقطاع يجب أن تستمر، فهي شكل من أشكال مقارعة المحتل، وتكبيده خسائر يومية في المعدات، وإجباره على استنفار طواقمه من أجل إصلاح الأضرار التي يحدثها المتظاهرون.
ونوه إلى أن قوات الاحتلال تتفاجأ في كل يوم بأمر جديد يقوم به المتظاهرون، ومازال بجعبتهم الكثير من الأمور ليفاجئوا بها الاحتلال، خصوصًا وأن مخيمات العودة مستمرة ومفتوحة.ولجأت إسرائيل مؤخرًا لتعزيز إجراءاتها على الحدود من خلال إقامة سلسلة من السواتر الترابية المرتفعة، والممتدة على طول خط التحديد، والتي تحولت إلى مواقع يختبئ خلفها القناصة، ممن يطلقون النار باتجاه المتظاهرين.