قمة "البريكس"

اتفق قادة الدول الخمس الأعضاء في مجموعة "بريكس" اليوم الإثنين، على ضرورة محاربة الإرهاب والفساد، وتعزير التعاون بين الدول من أجل مكافحة شتى صورهما. جاء ذلك في بيان أصدرته القمة المنعقدة في مدينة "شيامين"، في مقاطعة "فوجيان" الصينية، والتي تستمر حتى يوم غد الثلاثاء في 5 سبتمبر/أيلول الجاري.

ودعت الدول الخمس الأعضاء، كافة دول العالم إلى تبني مواقف موحدة وشاملة تجاه الإرهاب، ومحاسبة كافة الأشخاص والكيانات المسؤولة عن دعمه وتمويله. وانتقدت مسودة البيان سياسة الحمائية التجارية، ودعت كافة الدول إلى تجنبها، مشيرة إلى ضرورة استفادة كافة الأشخاص والبلدن من فوائد العولمة الاقتصادية. وأشارت إلى أهمية بناء اقتصاد عالمي مفتوح وشامل، ودعم آليات التجارة متعددة الأطراف.

كما اتفقت دول مجموعة "بريكس" وهي "البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا" على توسيع استخدام العملات الوطنية في عدد من المجالات، بما في ذلك الاستثمارات المباشرة المتبادلة. وفي بيان مشترك صدر عن قمة المجموعة المنعقدة في شيامن جنوب شرق الصين، سجل زعماء "بريكس" عددا من القرارات بينها:

إقامة اتصالات وثيقة من أجل تعزيز التعاون في المجال النقدي، بما في ذلك عبر عمليات مقايضة العمليات، وتنفيذ الحسابات بالعملات الوطنية، والاستثمارات المباشرة بالعملات الوطنية، في حال كان ذلك من مجديا، إضافة إلى دراسة فرص أخرى للتعاون في المجال النقدي.

واتفقت المجموعة على المساهمة في تطوير الأسواق المحلية للسندات بالعملات الوطنية لدول "بريكس"، وعلى إنشاء صندوق للسندات بالعملات الوطنية. وأيدت اقتراح روسيا الخاص بإنشاء قاعدة تابعة لـ"بريكس" للدراسات في مجال الطاقة. كما اتفقت على تعزيز التعاون في محاربة الفساد وإعادة الأصول المهربة إلى الخارج وملاحقة المطلوبين في قضايا فساد.

واتفق أعضاء المجموعة على تحسين آلية التعاون التجاري والاستثماري بينهم، مع توسيع أبعاد التعاون من أجل زيادة قدرة اقتصادات دول "بريكس" على التكامل ولتنويعها. و رحبت دول المجموعة بالتطورات الأخيرة في آلياتها المالية، بما في ذلك إنشاء منظومة تبادل معلومات الاقتصاد الكلي التابع لصندوق الاحتياطيات النقدية الشرطية لـ"بريكس"، والاتفاق حول تعزيز القدرات في مجال الدراسات وتوسيق التعاون مع صندوق النقد الدولي، كما أوصت الدول الخمس بنك التنمية الجديد بالاستفادة من كافة قدراته وتعزيز التعاون مع مؤسسات التنمية متعددة الأطراف، بما في ذلك البنك الدولي والبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية ومجلس الأعمال التابع لـ"بريكس".

وفي سياق متصل، شددت المسودة على أهمية دعم جهود مواجهة قضايا غسيل الأموال والربح غير المشروع والفساد المالي، لما لهما من تأثير سلبي على التنمية المستدامة للدول. وتسجل اقتصادات دول "بريكس" نمواً سريعاً، وتمتلك موارد كبيرة، ويشكل مجموع سكانها قرابة نصف سكان العالم.

وعن تجربة "بيونغ يانغ" النووية، أعربت الدول الخمس عن بالغ قلقها حيال اختبار كوريا الشمالية قنبلة هيدروجينية، واستمرار التوتر في شبه الجزيرة الكورية.

وكان رئيس كوريا الجنوبية مون جيه إن، أعلن أنه سيجري اليوم الاثنين،  مباحثات عبر الهاتف مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. وأفاد القصر الرئاسي الكوري الجنوبي (البيت الأزرق) بأن الكلام خلال المباحثات الهاتفية  سيتركز "على بحث سبل وطرق كبح جماح التطور النووي المتصاعد لكوريا الشمالية واستفزازاتها الصاروخية".