غزة - كمال اليازجي
أكدت شهادات العديد من الجرحى الذين أصيبوا خلال مسيرات العودة أن الغالبية العظمى من الجرحى كانوا بعيدين عن جنود الاحتلال ولا يشكلون أي خطر عليهم عندما تعرضوا للقنص.
وعلى الرغم من أن جيش الاحتلال أقر بأن أيًا من جنوده لم يتعرض للإصابة خلال مسيرات العودة فإنه لا يزال يمعن في قنص الشبان والأطفال من مسافات بعيدة، لا لشيء سوى للقتل بهدف القتل فحسب.
ابتسم الشاب (أ.م) ابن الخامسة والعشرين، رغم شعوره بالألم الشديد وهو يروي تفاصيل إصابته بينما كان يسحب السلك الشائك شرق بلدة جباليا الجمعة الماضي.
وقال الشاب الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لـ"الأيام": "كنا عشرة أشخاص تقدمتهم أنا، عندما بدأنا بسحب السلك، وكان جنود الاحتلال يراقبوننا من تلة مرتفعة، من دون أن يطلقوا النار"، مشيرًا أن ذلك شجع شبانًا آخرين على التقدم والمساعدة في سحب السلك.
وأضاف الشاب الذي يسكن في مخيم جباليا "بعد لحظات سمعنا دوي إطلاق نار وفجأة سقطت على الأرض، ولم استطع الوقوف على ساقي وعلمت بإصابتي عندما شاهدت الدماء تسيل مني".
واستطاع العشرات من الشبان الذين شاركوا في الجمعة الخامسة لمسيرات العودة، التي أطلق عليها جمعة "الشباب الثائر"، قص وسحب مساحات واسعة من الأسلاك الشائكة التي ينصبها جنود الاحتلال في عمق اراضي المواطنين.
وأكد انه سيتوجه مجددًا للمشاركة في مسيرات العودة فور تماثله للشفاء، معربًا عن أمله ألا يتم بتر ساقه، حيث أخبره الأطباء أنه قد يتم ذلك، إذا لم تستجب للعلاج.
وقال الشاب منير أبو سلطان ,24 عامًا الذي كان يستعد لمغادرة المستشفى الإندونيسي السبت، إنه لم يشارك في وحدة قص السلك، لكنه كان سباقًا في غرس أعلام أقرب ما يكون للجدار الحدودي.
أضاف، لـ"الأيام" إنه شعر بالمسؤولية الكبيرة يوم الجمعة الماضي عندما تم تسميتها بـ"جمعة الشباب الثائر".
وقال أبو سلطان الذي كان قد أصيب بقنبلة غاز مسيلة للدموع في الظهر ووصفت إصابته بأنها طفيفة، كان يجب أن يكثف الشباب من ثورتهم، الجمعة، مؤكدًا أنه في ذلك اليوم كانت مشاركة واسعة وجرأة كبيرة في مواجهة الاحتلال.
واكتظ المستشفى الإندونيسي في جباليا، السبا، بالعشرات من الشبان الجرحى، فبعضهم أصيب خلال الأسابيع الماضية، وغالبيتهم أصيب خلال الجمعة الأخيرة.
قال الشاب محمد أبو غنيم (2, عامًا الذي يرقد منذ أسبوعين في المستشفى جراء إصابته بعيار ناري متفجر في ساقه، إنه تابع الأحداث التي وقعت يوم الجمعة الماضية بعين من الحسرة لعدم تمكنه من المشاركة.
وأضاف أنه استمع للمذياع بينما كان يتجول في حديقة المستشفى، ويراقب وصول المصابين لقسمي الاستقبال والطوارئ، معربًا عن حزنه لعدم المشاركة في جمعة الشباب الثائر.
وقال "لولا إصابتي لكنت من الأوائل الذين اقتحموا الحدود"، مشيرًا إلى اعتزازه بجرأة الشباب الذين اقتحموا السلك الشائك وتمكنوا من اجتيازه.
وأوضح الشاب أبو الرعد الذي رفض نشر اسمه واكتفى بذكر لقبه أنه كان يُسّير طائرة ورقية حملت شعلة بهدف إسقاطها فوق أراض زراعية، عندما قنصه أحد الجنود.
وأشار، أنه أصيب بعيار ناري متفجر في ساقه اليمنى ويرقد حالياً في المستشفى الإندونيسي، في انتظار إجراء عملية جراحية، مؤكدًا أن يوم الجمعة الماضي، كان مميزاً من حيث الحماسة والجرأة التي عمل فيها الشبان المتظاهرون.
يذكر أن مركز عدالة ومركز الميزان لحقوق الإنسان في غزة، قدم الأسبوع الماضي إلى المحكمة العليا الإسرائيلية مطالبين بمنع جيش الاحتلال من استخدام القنّاصة والرصاص الحيّ كوسيلة لتفريق المظاهرات في قطاع غزّة.
وجاء في الالتماس أن جيش الاحتلال ينتهك القانون الدوليّ كما ينتهك مبادئ القانون الدستوري الاسرائيلي ساري المفعول على الجيش في هذه الحالة.