الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومحمد بن نايف

تعتبر زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المملكة العربية السعودية، ومشاركته كطرف أصيل في القمة العربية الإسلامية الأميركية، خطوة مهمة لتعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة من ناحية، ودعم العلاقات بينها وبين الشرق الأوسط ككل من ناحية أخرى، وهو ما اعتبره سفراء سابقون وخبراء بمثابة خطوة لصالح منطقة الشرق الأوسط وقال مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير حسين هريدي، إن زيارة ترامب للسعودية تأتي في إطار الجولة الخارجية الأولى للرئيس ترامب؛ الهدف منها هو التأكيد على التزامات الولايات المتحدة تجاه حلفاءها وشركائها سواء في الأطلنطي أو الشرق الأوسط.

وأضاف السفير حسين هريدي في تصريحات إلى "فلسطين اليوم"، أن الهدف الثاني للجولة التي بدأها في المملكة السعودية، هو إثباته في داخل الولايات المتحدة أو للمسلمين، أن إدارته لا تناصب العداء للمسلمين والإسلام، إنما تريد التوصل إلى شراكة جديدة مع العرب والمسلمين لمحاربة الجماعات الإرهابية وبصفة خاصة تنظيم داعش، وكل الجماعات التي تفرعت عن تنظيم القاعدة، ومن ناحية أخرى التعاون من أجل القضاء على الفكر المتطرف والخطاب الديني التكفيري – هذا بصفة عامة.

وتابع "الزيارة للسعودية لها جانب ثنائي يتعلق بالعلاقات بين البلدين، وهذا يتمحور في مجالين محددين هما المجال الاقتصادي والاستثمارات المشتركة، ومجال الدفاع، وكذلك فيما يخص العلاقات الأميركية الخارجية، بحيث تكون جميعها في نفس الاتجاه من خلال الاستثمارات والتعاون وتعزيز التعاون الاقتصادي، تفعيلاً لما اتفق عليه الطرفان في قمة كامب ديفيد عام 2015.

وأشار حسين هريدي، إلى أن الحدث الأبرز في زيارة الرئيس ترامب للمملكة العربية السعودية هي القمة العربية الإسلامية الأميركية وهي قمة غير مسبوقة، وهناك آمال كبيرة معلقة عليها سواء من الجانب الأميركي أو الدول التي ستشارك فيها، ونأمل أن هذه القمة الاستثنائية تصب ليست في صالح العلاقات الأميركية السعودية فقط، وإنما في صالح المنطقة العربية بأكملها.

وقال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، إن زيارة ترامب للسعودية جيدة ولها دلالات رمزية كثيرة تخص إسرائيل والفاتيكان، لأنها زيارة متكاملة وليست ثنائية فحسب، وبناء عليه يجب أن تتجاوز فكرة الأيديولوجيات المقنعة إلى المصالح المشتركة بين الطرفين.

وأضاف فهمي، أن العلاقات بين البلدين التي تبحثها الزيارة ليست اقتصادية واستراتيجية فقط، ولكنها تمتد إلى التهديدات الإقليمية من جانب إيران، وبناء عليه اعتقد أنه لابد أن يكون هناك صياغة مشتركة إلى وقف حركات رؤوس الأموال التي تستخدم في دعم الإرهاب، وبناءً عليه فالأمر يتعلق بالمواقف المشتركة، لأن الأميركيين يتبنون موقف واضح تجاه الإرهاب، أسوة بمصر والسعودية ودول الشرق الأوسط.

وواصل "الزيارة مهمة بذل فيها السعوديون مجهود كبير، وحاول ترامب من خلالها الخروج لمجال أكثر رحابة وهو الخليج بعكس رؤساء سابقين لأميركا، الذين اكتفوا بالتوجه شمالا ناحية كندا". ولفت إلى أن الساعات المقبلة ستشهد مناقشات حول مشروع السلام بين فلسطين وإسرائيل، وبحث قضية نقل السفارة الأميركية إلى القدس.