واشنطن - فلسطين اليوم
أكّد المبعوث الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، أنّ السلطة الفلسطينية "ستتعرض لحكم تاريخي قاسٍ إذا رفضت خطة السلام الأميركية (صفقة القرن)"، لافتًا إلى أن “أحدًا لا يستطيع أن يقول بصدق إنه ضد الخطة لأنهم لم يروها”،مضيفا “طلبنا من الجميع أن يتحلوا بالصبر وألا يصدروا حكمًا مسبقًا على الخطة”.
ورأى غرينبلات في حديث إلى مجلة "المجلة" أنه بمجرد أن يطَّلع الجميع على الخطة، سيعلمون لماذا استغرقنا كل هذا الوقت في إصدارها، آملا أن "يتمتع الجميع بعقلية متفتحة حتى يمكن إجراء حوار مفيد بمجرد صدور الخطة".
وبشأن رفض السلطة الفلسطينية اللقاء معه ورفضها خطته قبل صدورها، قال غرينبلات “من الصعب فهم لماذا قد ترفض السلطة الفلسطينية خطة لم ترها. يستحق الفلسطينيون كرامة وفرصة وأسلوب حياة أفضل، وأضاف" نأمل أن تتصرف السلطة الفلسطينية بمهنية وتلقي نظرة جادة على الخطة، وتحكم عليها وفقًا لأسس موضوعية، وأن تتناولها بأسلوب بنّاء، معتقدا أن"التاريخ سوف يُصدر حكمًا قاسيًا على السلطة الفلسطينية لرفضها فرصة يمكن أن تعطي للفلسطينيين شيئًا مختلفًا تمامًا، شيئًا إيجابيًا للغاية، مقارنةً بما لديهم اليوم" وفق قوله.
وكان غرينبلات قد قال في تصريحات إعلامية سابقة، إن القيادة الفلسطينية متشبثة بإرث قديم ومبادرات سابقة لم تنجح. وسألته المجلة هل هذا هو الوقت المناسب لإطلاق خطة سلام مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، في حين أنه هو نفسه معاصر ووريث لتلك الموروثات ذاتها؟ وأجاب مبعوث ترمب "لن يكون هناك وقت مثالي قط للسعي إلى صناعة السلام، ونأمل أن تتمكن القيادة من ترك نقاط الحوار المتكلسة جانبًا لفترة كافية لكي تقرأ وتدرس خطتنا".
غرينبلات واحد من أربعة مسؤولين فقط في الإدارة الأميركية على علم بخطة الرئيس للسلام في الشرق الأوسط، نفى أن تكون الخطة تقتصر على الجانب الاقتصادي أو أن تكون خطة “سلام اقتصادي”، كما يقول البعض، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أن فريقه يؤمن أيضًا بأن الجانب الاقتصادي في الخطة له أهمية بالغة، من أجل الحصول على سلام مستدام، وأن الفلسطينيين يجب أن يحصلوا على فرص أفضل كثيرًا وأسلوب حياة أفضل، و”هذا ما سوف تقدمه الخطة الاقتصادية”، ولفت إلى أن الرؤية الاقتصادية التي يقدمها “لا يمكن أن توجد دون المكون السياسي، وكذلك لا يمكن للمكون السياسي أن ينجح دون العنصر الاقتصادي، حيث يكمل كل من العنصرين الآخر ويدعمه”.
وأشاد مبعوث الرئيس الأميركي بالمبادرات السابقة للسلام خصوصًا المبادرة العربية، قائلًا “لقد عمل كثير من الأشخاص الأذكياء والموهوبين في هذا الملف على مدى أعوام كثيرة. وكانت مبادرة السلام العربية جهدًا طيبًا. وأذكر أني قرأتها منذ عدة أعوام وشعرت بإلهام كبير بسبب الإمكانيات التي كانت تحملها”.
وتابع غرينبلات “تستند خطتنا إلى منطق وحقائق عام 2019، وقررنا تطوير الأفكار والحلول بعمق أكبر حتى يتمكن الجميع بالفعل من استيعاب الفوائد الجَمَّة التي يمكنهم تحقيقها إذا شرعنا في تنفيذ خطتنا، بالإضافة إلى التسويات المطلوبة للوصول إلى السلام”.
وقال غرينبلات إنه على مدار العامين الماضيين، أجرى مع فريقه كثيرًا من المباحثات مع قادة في المنطقة من أجل استطلاع الأفكار والرؤى، وأن الفريق المفاوض سمع ما كان لديهم بشأن القضايا المتعلقة بالخطة، كما أشار إلى تطلعه إلى حوار بنَّاء مع قادة إقليميين حول تفاصيل الخطة الأميركية للسلام بمجرد صدورها، مؤكدا وجود الكثير من القادة الموهوبين في المنطقة وأهمية مشاركاتهم.
وعن رأيه في القضايا الأخرى التي تواجه المنطقة، يقول غرينبلات الذي امتهن المحاماة ويعمل مع ترمب منذ 22 عامًا، إنه “بحكم العادة، يشير كثيرون إلى أن حل النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني هو عملية السلام في الشرق الأوسط. ولكنها تسمية خاطئة، ما النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني إلا واحد من النزاعات القائمة في المنطقة، وحله لن يضع حدًا لصراعات أخرى مثل الحرب الأهلية المأساوية في سوريا، وأزمة اليمن، و(حزب الله)، وانعدام الاستقرار في ليبيا، والإرهابيين في صحراء سيناء في مصر، والنظام الإيراني الذي يقمع شعبه ويشعل الإرهاب حول العالم”، وأضاف “مع ذلك، سوف يسمح إنهاء النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني للبعض في المنطقة بالمُضي قدمًا وقد يؤدي إلى مزيد من التعاون والفرص الاقتصادية بين شعوبها”.
قد يهمك أيضًا :