دمشق – خليل حسين
شنّ الطيران السوري والروسي غارات مكثفة فجر الأربعاء على مواقع تنظيم "داعش" في منطقة آبار النفط شمال غرب تدمر بالتوازي مع قصف جوّي مدفعي وثقيل على عشرات القرى المتداخلة بين ريفي حماة وإدلب خلفت وراءها عشرات القتلى ودمارا" كبيرا" في المنازل في حين أعادت سلطات دمشق ترتيب أجهزتها الأمنية في الحسكة بعد سلسلة الإعفاءات لقادة الأجهزة الأمنية فيها على خلفية الاشتباكات التي وقعت في القامشلي بين القوات الحكومية والأكراد منتصف الشهر الماضي.
وسقطت قذيفتا هاون مصدرهما الغوطة الشرقية على حي مساكن برزة في دمشق استهدفت إحداهما كلية الشرطة السورية دون أن تتسبّبا بسقوط ضحايا حيث اقتصرت الأضرار على الماديات. وفي حي جوبر على الأطراف الشرقية لدمشق قال مصدر ميداني لـ "فلسطين اليوم" أن اشتباكات متقّطعة جرت بين القوات الحكومية والمجموعات المسلحة فجر الأربعاء بعد محاولة هجوم مجموعات من جيش الإسلام للتقدم والسيطرة على نقطة متقدّمة للقوات الحكومية في الحي لكن سرعان ما عاد الهدوء إلى المنطقة بعد فشل المحاولة.
وفي عمق الغوطة الشرقية قال مصدر ميداني إن القوات الحكومية سيطرت على نقطتين للمجموعات المسلحة في بلدتي دير العصافير والركابية بعد اشتباكات عنيفة تحت غطاء جوي من الطيران الحربي سقط خلالها العديد من القتلى بين الطرفين.
واقرّت وسائل إعلام محسوبة على المعارضة المسلحة بخسارة عدد من النقاط على جبهة بلدة دير العصافير والركابية ومنطقة حوش العدمل بعد معارك عنيفة دارت لعدة ساعات متواصلة مؤكدة سيطرة القوات الحكومية على عدة نقاط جديدة في جبهة بلدة زبدين بالقطاع الجنوبي لغوطة دمشق الشرقية لتضاف إلى نقاط سيطرت عليها قبل أربعة أيام.
ورغم عقد اتفاق أولي يوم الاثنين 9 مايو/ أيار الجاري يقضي بوقف الأعمال القتالية بين طرفي النزاع في الغوطة الشرقية في ريف دمشق “جيش الاسلام من جهة وفيلق الرحمن وجيش الفسطاط من جهة أخرى” وبعد الضغط المكثف من الأهالي لايزال التوتر بين الفصائل العسكرية سيد الموقف حيث لاتزال الطرقات الرئيسية من وإلى مدينة دوما باتجاه بلدات الغوطة الشرقية مغلقة تماما أمام المدنيين رغم تطبيق المرحلة الأولى للاتفاق بنسبة 80 بالمئة وانسحاب جيش الإسلام من بلدة مسرابا ودخول الفعاليات المدنية وقيادة الشرطة للبلدة وإزالة السواتر الترابية المتواجدة بين بلدات مسرابا، وحمورية.
وفي قدسيا شمال غرب دمشق اندلعت اشتباكات بين القوات الحكومية ومجموعات المعارضة المسلحة بعد محاولة الأولى التقدم والسيطرة على أحد نقاط المسلحين في حي النازحين على أطراف البلدة. والجدير بالذكر أن بلدة قدسيا تخضع بشكل كامل لسيطرة المعارضة المسلحة التي منعت الأسبوع الماضي وزير المصالحة في الحكومة السورية علي حيدر من دخول البلدة.
وفي جنوب البلاد قال مصدر عسكري سوري إن القوات الحكومية "دمرت مقرا لتنظيم "جبهة النصرة" و3 عربات مزودة برشاشات وجرار ومربض هاون في درعا البلد".واضاف المصدر أن القوات الحكومية قتلت القائد العسكري في "لواء توحيد الجنوب" أحمد قطيفان التابع للجيش السوري الحر في حي الاربعين بمنطقة درعا البلد.
إلى ذلك نعت حركة أحرار الشام ثلاثة من مقاتليها في المعارك الدائرة بريف درعا الغربي ضد لواء شهداء اليرموك بينهم “أبو بكر هاون” الامير العسكري للواء عثمان بن عفان.وفي حلب قال مصدر ميداني إن الطيران الحربي السوري شن ظهر اليوم غارتين على حي بني زيد وسط المدينة دون أن ترد معلومات عن حجم الخسائر بينما تواصلت الاشتباكات بين القوات الحكومية والمسلحين التابوعين لها من جهة وقوات المعارضة المسلحة على جبهة خان طومان بالريف الجنوبي ما أدى إلى سقوط خسائر بشرية بين الطرفين. وتحدثت وسائل إعلام محسوبة على المعارضة المسلحة عن مقتل 94 مسلحاً من "جبهة النصرة" والفصائل المسلحة الأخرى منهم أكثر من 35 مسلحاً من "الحزب التركستاني"، وإصابة العشرات خلال معارك خان طومان منذ الخامس من الشهر الجاري وحتى الاربعاء.
وذكرت مصادر كردية أن 111 مدنياً بينهم 34 طفلا" و42 امرأة قتلوا وأصيب 727 مدنيا بينهم 290 طفلاً و205 امرأة بينهم عشرات الحالات الحرجة في القصف الصاروخي والمدفعي للمجموعات المسلحة على حي الشيخ مقصود في مدينة حلب، خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
وفي حمص يستميت الطيران الحربي السوري والروسي في الدفاع عن آخر ما تبقى من حقول وآبار النفط بيد القوات الحكومية بعد خسارتها لحقل الشاعر يوم الأربعاء الماضي حيث قال مصدر ميداني سوري لموقع "العرب اليوم" إن الغارات الجوية لم تتوقف خلال الساعات العشرة الماضية على مواقع تنظيم "داعش" والتي اسفرت عن تدمير عشرات المصفحات والعربات للتنظيم وسط حقل الشاعر ومحيط حقل جزل والمهر شمال غرب تدمر بنحو 70 كلم.
واضاف المصدر أن القوات الحكومية مدعومة بمقاتلين من صقور الصحراء استعادت السيطرة على التلال الغربية المحيطة بحقل المهر بعد اشتباكات عنيفة سقط خلالها 5 قتلى في صفوف القوات الحكومية و8 على الأقل من تنظيم "داعش".
وفي حماة أطلقت ميليشيا «جيش الفاروق» و«جيش العزة»، العديد من صواريخ غراد على نقاط عسكرية في تل سكيك، وعلى بلدة سلحب بريف حماة الغربي، وبحسب بيانات تبنى فيها التنظيمان عمليات إطلاق الصواريخ التي اقتصرت أضرارها على الماديات.
إلى ذلك قال مصدر عسكري سوري إن وحدات من الجيش وبتغطية جوية وجهت صباح الأربعاء ضربات مكثفة على مقرات وتجمعات لتنظيم "جبهة النصرة" وخطوط امدادهم في قرى أم حارتين وعطشان وسكيك في ريف حماة الشمالي وبلدة التمانعة بريف إدلب الجنوبي" ما أدى إلى سقوط 30 قتيلا على الأقل وتدمير عربتين مزودتين برشاشات متوسطة و3 آليات بعضها محمل بالاسلحة والذخائر".
هاوقال مصدر أمني في حماة لموقع "العرب اليوم" إن القوات الحكومية قامت بإخلاء قرية جرجيسة بالريف الجنوبي الشرقي والتي دخلتها قبل فترة، وذلك بعد اتفاق بينها وبين أهالي المنطقة على إخلاء القرية فيما بقيت الحواجز الحكومية في محيطها .
وفي الحسكة قال مصدر أمني رفيع المستوى لموقع "العرب اليوم" أنه تمت إعادة العميد علي ذياب إلى مهامه كرئيس لفرع الامن العسكري بعد انهاء تكليفه نهاية الشهر الماضي على خلفية احداث القامشلي الاخيرة في حين تم تكليف العميد مهنا دباح محمود رئيسا لفرع امن الدولة بالحسكة بدلا عن العميد جميل العبيد الذي أنهي تكليفه بعد الأحداث الأمنية التي شهدتها القامشلي.
وشهدت مناطق جنوب الحسكة الأربعاء اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية من طرف وبين تنظيم داعش من طرف اخر في محاولة من الأولى لاستعادة السيطرة على القرى التي خسرها في الفترة الماضية.
وذكر مصدر محلي ان الاشتباكات تركزت في قرى العلوة وكشكش زيانات والدشيشة الممتدة على الطريق الواصل بين الشدادي ومركدا وفي الوقت ذاته اندلعت اشتباكات عنيفة في محيط قرية الفدغمي على طريق الشدادي مركدا الشرقي.
وأكد مصدر في قوات سورية الديمقراطية ان القوات اعلنت صباح الأربعاء حملة عسكرية جديدة بالتعاون مع طيران التحالف لاستعادة القرى وتوسيع طوق الامان لمدينة الشدادي التي شهدت استهدافا" مدفعيا" عنيفا" من تنظيم داعش الذي استخدم هذه القرى كنقاط ارتكاز لاستهداف قوات سورية الديمقراطية الذي خسر الكثير من عناصره.
وفي السياق ذاته اكدر مصدر محلي ان طائرات التحالف كثفت صباح الأربعاء غاراتها الجوية على مواقع داعش في المنطقة واوقعت خسائر كبيرة في صفوفها خاصة في محيط قرية الفدغمي وحسب المصدر تم دفن عدد كبير من القتلى في قرية السعدة الواقعة بين ناحية مركدا وبلدة الصور مؤكدا ان داعش مازال يتمركز في هذه القرى ولم تتمكن قوات سورية الديمقراطية لغاية الان من التقدم رغم الغطاء الجوي الكثيف لطائرات التحالف.
وكانت وحدات الحماية الكردية" الفصيل الاكبر في قوات سورية الديمقراطية " ارسلت تعزيزات الى المنطقة نهاية الشهر الماضي وتحدثت بعض المصادر عن تلقي القوات كميات من الذخيرة مقدمة من امريكية تحضيرا لعملية عسكرية قد تتجه لفتح طريق دير الزور الحسكة.
وحسب المعلومات فان قوات النخبة السورية التي ظهرت فجاة في مسلسل الاحداث الميدانية جنوب غرب مدينة الشدادي وتحديدا في ابو خشب والمالحة لم تتدخل في العمليات العسكرية الحاصلة على محور مركدا ولم تقدم اي دعم لقوات سورية الديمقراطية.
إلى ذلك كشفت مصادر كردية مطلعة لـ "العرب اليوم" ان قوات سورية الديمقراطية وبالتعاون مع التحالف الدولي تعمل وبشكل مكثّف على استعادة وتحرير مدينة الرقة من تنظيم "داعش"، وان تحرير هذه المدينة يشكل بداية نهاية وجود التنظيم في سورية "مؤكدة ان قوات سورية الديمقراطية باتت على بعد 30 كلم شمال شرق مدينة الرقة في منطقة المالحة وان قواتها بدأت بالتقدم باتجاه المدينة من الخط الشمالي او ما يعرف بطريق تل ابيض وان طائرات التحالف الدولي قصفت فجرالأربعاء قرية الهيشة 55 كلم شمال مدينة الرقة والتي تشكل احدى قواعد تنظيم داعش كما قصفت تلك الطائرات مستودعا" للأسلحة في مزرعة حطين غرب مدينة الرقة 5 كم .
وانتقدت بعض الاوساط الكردية تلك التحضيرات مطالبة قادة قوات سورية الديمقراطية بالتوّجه الى منطقة عفرين في ريف حلب بدلا" من زج ابنائهم في معركة الرقة مع تنظيم داعش والتي سوف تسفر عن مئات القتلى والجرحى ".
في هذه الأثناء واصلت قوات الاسايش وعناصر الانضباط التابعة للادارة الذاتية عمليات اعتقال الشباب لسوقهم الى مراكز التدريب لاداء واجب الدفاع الذاتي حيث يتم تنفيذ حملات اعتقال مفاجئة على الحواجز ومداخل الاحياء الواقعة تحت سيطرتهم.
وفي سياق متصل بدأت إدارة المرور في الادارة الذاتية / الترافيك / بمنح رخص قيادة السيارات في مدينة راس العين وحسب مصدر مقرب من الاكراد سيتم الزام السائقين واصحاب الاليات في مناطق سيطرتهم بالحصول على رخصة قيادة صادرة عن الترافيك مع سريان مفعول الشهادة الصادرة عن فرع مرور الحسكة حتى انتهاء مفعولها على ان يتم تجديدها عن طريقهم حصرا .