رام الله ـ فلسطين اليوم
أكّد نائب رئيس حركة "فتح"، محمود العالول، الخميس، أن هناك حالة من الاستعصاء تمامًا لأي تقدم في الموضوع السياسي لان الكل يدرك أن الحكومة الإسرائيلية لا تريد صناعة السلام والتطرف هو السائد في المجتمع الإسرائيلي وجاءت تصريحات العالول خلال لقائه مع نخبة من الكتاب والصحافيين في قطاع غزة عبر تقنية "الفيديو كونفرنس"، للحديث عن آخر التطورات والأحداث والمصالحة وملفات أخرى.
وأضاف العالول، أنه ومنذ سنوات نصرخ وحدنا لان الكل يدرك تماما أن الأمة أولوياتها في واد أخر ونحن في واد، وكل أمة لديها قضاياها، مشيرا إلى أن الأمة وضعها صعب جدا واهتمامها بالموضوع الفلسطيني ضعيف وهذا الواقع خلق مناخا لنتنياهو ليعيث فسادا لارتكاب جرائم ويفرض وقائع على الأرض مستغلا أن الفلسطينيين وحدهم وامتهم بعيدة عنهم بمسافات طويلة للغاية.
وتابع العالول "نعيش دوامة مع الإدارات الأميركية المتعاقبة تعطينا وعودا وتتبخر، بذلنا جهدا كبيرا مع الأصدقاء والأشقاء العرب من اجل توضيح الصورة للإدارة الأميركية بشأن عملية السلام، وكان هناك موقف موحد للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والملك عبد الله والرئيس محمود عباس من اجل طرح عملية السلام والموضوع السياسي على الإدارة الأميركية"، وفيما يتعلق بزيارة الوفد الأميركي اليوم، قال العالول إن "المبعوثين الأميركيين يأتون لإسرائيل للاستماع لمجموعة من الأكاذيب والادعاءات ويأتون لنا بها ضاغطين مثل (فتح تحرض أو أبو مازن يحرض أو تعطون أموال للشهداء والأسرى)، معتبرا أن الوفد جاء وطرح بعض القضايا وكان لنا موف حاسم بشأن موضوع الشهداء والأسرى".
وأضاف العالول أن الفرص دائما لا تتكرر ولا بد أن تستثمر والا تضيع، وأتتنا الفرصة فيما يتعلق بما حصل في المسجد الأقصى حيث شكلت فرصتين فرصة لنتنياهو لاستثمارها وتطبيق مخططاته في الأقصى التي لم يكن قادرا على تطبيقها، وفرصة لنا لان نلتقط هذا الموضوع باتجاه تغير هذا الوضع السائد مع الإسرائيليين والأميركيين وشعبنا الفلسطيني.
وقال العالول "ابلغنا الإدارة الأميركية بعدم قبولنا مناقشة القضايا الثانوية، ويجب التركيز على القضايا المتعلقة بالدولة الفلسطينية والوضع النهائي، موضحا أن ما حدث في مدينة القدس هام ومفصلي ويعبر عن قيمة القدس بالنسبة للشعب الفلسطيني والأمة العربية والإنسانية"، وعن مبادرة الرئيس محمود عباس لإنهاء الانقسام، قال العالول" الفرص انتهت ووجه الرئيس عباس نداء لحركة حماس من اجل الأقصى لاستغلال هذه الفرصة والاصطفاف معا جميعا لمواجهة الاحتلال، وان ردود الفعل بشأن مبادرة الرئيس كانت مخيبة للآمال، وصرحنا عشرات المرات أن هذه الفرصة لازالت قائمة لان الوحدة موضوع يجب أن لا يتوقف ونحن مصرون على المصالحة".
وفيما يتعلق بالإجراءات العقابية ضد غزة، قال "أنتم تدركون تماماً لماذا هذه الإجراءات؟، نحن يا إخوان منذ 11 عاما صابرون من اجل إعادة الوحدة ولا نتوقف أبدا عن محاولات وجهود مباشرة مرة من خلال السعودية وقطر ومصر وإيران وتركيا ونبذل جهدا كبيرا للغاية ولم ولن نيأس"، وتابع أن الإجراءات التي اتخذتها حماس بتشكيل لجنة إدارية (حكومة تدير قطاع غزة) كانت تكريسا للانقسام وضرب للأمل باستعادة الوحدة، لأنه صار عندك جزأين في الوطن يدار من إدارتين وهذا تكريس للانفصال في المجتمع الفلسطيني، وهناك جزء كبير من الإجراءات التي نعلن عنها بحق قطاع غزة لم تطبق، وشدد على أنّه "لن نتخلى عن شعبنا في غزة ولا يمكن لعاقل أن يفكر بهذه المسألة أبدا وإنما هي محاولة لتحميل المسؤولية ومحاولة لممارسة شيء من الضغط نمارسه ونحن نتألم للغاية... في اجتماع المركزية الأخير تحدثنا عن ذلك وما يجري من الإجراءات والألم الذي يحدث لكثير من المواطنين وشكلنا لجنة لممارسة تخفيف الإجراءات على المواطن وكيف يمكن أن تتأثر بها القوى الخاطفة لقطاع غزة، ليس فقط حماس التي لا تريد إنهاء الانقسام بل هناك قوى أساسية لا تريد إنهاء الانقسام وأصحاب المصلحة من احتلال والولايات المتحدة"، موجها رسالة لحماس قائلا" تعالوا إلى كلمة سواء لننهي الانقسام والوقوف بوجه الاحتلال".
وأوضح العالول أن هناك ضرورة لعقد المجلس الوطني لتأكيد الشرعيات وتجديد الأطر، لتكون اكثر قوة ومؤهلة اكثر لمواجهة التحديات، مضيفا" فنحن بذلنا جهدا كبيرا من اجل عقد المجلس في اقرب فرصة ممكنة، ونتشاور مع قوى المجتمع المدني والقوى والفصائل من اجل التحضير لاجتماعات المجلس الوطني وقطعنا شوطا كبيرا".
وبيّن العالول أن هناك حوارا وتفاعلا عميقا مع الفصائل والمستقلين من اجل استراتيجيات جديدة وبرنامج سياسي جديد ليشكل ذلك مخرجات للمجلس الوطني، وأكد على أن "معركة القدس هي انتصار في موقعة لكن الصراع مع الاحتلال طويل ومن اجل ذلك الشروط التي حققنا بها الإنجاز لابد من أن تستمر وهي شروط الانسجام ما بين الشارع والقيادة الفلسطينية، مشددا على انه بنفس روح التحدي سنذهب للأمم المتحدة ونطرح قضايا لنقول للعالم أين قراراتك التي تصدرها؟، وكيفية تطبيقها؟، وماذا بشأن جرائم الاحتلال؟، كيف تعترفون بدولة بلا حدود؟، كم كبير من القضايا ستطرح هناك".