الاحتفال بأعياد الميلاد المجيدة في مدينة بيت لحم

تعجّ مدينة بيت لحم مهد السيد المسيح عليه السلام بالزوار من كافة أنحاء العالم للاحتفال بأعياد الميلاد المجيدة، بينما يحرم غالبية مسيحيو قطاع غزة للسفر إليها حيث لم يفرق الاحتلال بين مسلمي غزة ومسيحييها في حصاره الخانق على القطاع فمنع المسيحيين من هم بين سن السادسة عشر والخامسة والثلاثين من زيارة الأماكن المقدسة ببيت لحم ،حيث يمارس الاحتلال يمارس سياسة انتقائية في إعطاء تصاريح لمسيحيي غزة للسفر إلى مدينة بيت لحم للاحتفال بالميلاد.

وساهمت هذه السياسة الممنهجة تجاه مسيحي القطاع في تهجيرهم، فقبل عشر سنوات كان يعيش فيه نحو 3 آلاف شخص وانخفض هذا الرقم إلى 1800 لأسباب عدة منها: "إجراءات الاحتلال العنصرية لجهة عدم إصدار تصاريح لكل أفراد العائلة فمن خرج من غزة خلال الفترة الماضية لم يعد إليها، كما سحب من خرج من القطاع باقي أفراد أسرته، كما ان الحصار الإسرائيلي دفع الكثير من العائلات المسيحية للخروج من القطاع"، وفق عضو الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة المقدسات وراعي كنيسة اللاتين في غزة السابق، الأب مانويل مسلم، وما ميّز هذا العيد هذا العام انه حمل جملة من الرسائل السياسية والدينية الدعوة إلى الوحدة وتعزيز التلاحم المسيحي الإسلامي بين كافة أطياف المجتمع ،حيث شاركهم الصلاة هذا العام المطران بولس ماركوتسو النائب البطريركي.

وأكد الأب جبرائيل رومانيلي على أهمية الحضور المسيحي في قطاع غزة واعتبرهم جزء أساسي من المجتمع، مشيرًا إلى أنه "إحنا كمسيحيين رغم أن عددنا قليل في قطاع غزة لكن وجودنا مهم جدًا في قطاع غزة ونحن جزء مهم من المجتمع"، مشددًا على أهمية الاحتفال مع أهل غزة بميلاد المسيح مشددًا أن زيارة وفد ديني مسيحي إلى قطاع غزة يحمل رسالة لأهل غزة مسيحيين ومسلمين "أننا يجب أن نعيش بحضورنا وان الله سيحمينا وسيكون لنا مستقبل أفضل"، فوجود البطريرك الديني والوفود الدينية المسيحية في قطاع غزة ترك أثرًا إيجابيًا في نفوس المسيحيين الذين لم تتح لهم الفرصة للاحتفال بالأعياد في بيت لحم كما أنه صوتهم إلى العالم الخارجي.

وأفادت هنادي ميساك أنه على الرغم من الزيارة التقليدية للبطريرك أو نائبه في كل عام من الأعياد للصلاة معهم في قطاع غزة إلا أنها تترك أثرا كبيرًا لديهم، مضيفة : " هذه رسائل أرسلها لنا الله أن هناك الكثير من الناس تشاركنا وضعنا في قطاع غزة والحصار المفروض علينا وأنهم يشعرون بآلامنا ويصلون معنا في هذه الظروف الصعبة"، وعن أمنياتها في الأعياد تحتفظ ميساك برسائل المحبة والسلام التي تام لان تعم ليس فقط المجتمع الفلسطيني وإنما أيضا كافة المجتمعات.

وتعطي زيارة أي مسؤول ديني مسيحي إلى قطاع غزة دفعة إيمانية للشعب المسيحي في غزة ويؤكد على الوجود المسيحي، وكشفت الراهبة نبيلة صالح أن "هذه الزيارة تعتبر بمثابة تعضيد للوجود المسيحي في غزة"، معربة عن أملها أن يعم السلام في كل ربوع العالم وخاصة في غزة التي تحتاج للسلام مؤكدة أن السلام يبدأ من الداخل ومن المحبة والأخوة والتعاون والحفاظ على وحدة المجتمع الفلسطيني، وأن ينتهي الحصار عن كل الموجودين في قطاع غزة مسحيين ومسلمين.

وتقتصر الأعياد المسيحية في قطاع غزة على الصلاة في الكنائس والزيارات العائلية خاصة لأولئك الذين لم يتسنى لهم الاحتفال بالأعياد في بيت لحم مهد السيد المسيح، ويذكر أن أعداد المسيحيين في قطاع غزة قلت كثيراً، خلال السنوات العشرة الأخيرة، ويوجد في القطاع  نحو 1200 مسيحي ومسيحية، ينتمي غالبيتهم لطائفة الروم الأرثوذكس، ونحو 20 شخصاً للطائفة المعمدانية، والبقية للبطريركية اللاتينية. بينما كانت أعدادهم في منتصف التسعينات تزيد عن 5 آلاف. وبسبب تدهور أوضاع القطاع الأمنية والسياسة والاقتصادية، غادر الكثير منهم غزة، واستقروا في مدن (بيت لحم، وبيت ساحور، ورام الله)، وعدد في الدول الأوروبية.