غزة - فلسطين اليوم
أثار لقاءٌ مفاجئ عقده الرئيس محمود عباس، مع رئيس وزرائه السابق الدكتور سلام فياض، أول من أمس الجمعة، بعد قطيعة استمرت سنوات، الكثير من التكهنات بشأن إمكان عودته إلى المشهد مجددًا. وكشفت مصادر مطلعة أن اللقاء الذي استمر أكثر من ساعة، تناول الضغوط والأزمات التي تواجهها السلطة الفلسطينية وسبل مواجهتها.
وتتعرض السلطة الفلسطينية إلى ضغوط سياسية ومالية خارجية، وبخاصة في إطار المحاولات الأميركية لتنفيذ مشاريع خدمية في قطاع غزة. وقالت المصادر المطلعة أن هذه الضغوط تركت الرئيس عباس أمام خياريْن، إما العودة إلى قطاع غزة، وتاليًا التعرض إلى ضغوط سياسية في مقابل توفير الأموال اللازمة لحل المشكلات الإنسانية التي يعاني منها القطاع المحاصر منذ 11 عامًا، أو الانسحاب وترك القطاع مفتوحًا أمام خطط ومشاريع تحمل عناوين إنسانية، لكنها ذات مضامين سياسية تتصل بخطة "صفقة القرن" الأميركية للمنطقة.
ويرى كثيرون في الدكتور فياض سياسيًا قادرًا على التعامل مع الضغوط المالية والسياسية الغربية في هذه المرحلة الحساسة، وبخاصة أن الرئيس عباس أوقف الاتصالات مع الإدارة الأميركية، كما يتمتع بعلاقات واسعة مع صناع القرار في أميركا وأوروبا والأمم المتحدة. ويعتقد كثر من المراقبين أن الرئيس عباس بات في حاجة إلى معاونين قادرين على مواجهة التهديدات الأميركية واحتوائها، والحد من أضرارها. لكنهم يضيفون أن عودة فياض للعب دور في السلطة الفلسطينية مرهون بالتفويض الممنوح له لتطبيق رؤيته.
وكان فياض أعلن في وقت سابق رؤية سياسية خاصة تقوم على توحيد القوى والفصائل الفلسطينية المختلفة في إطار منظمة التحرير، واستيعاب التغيّرات التي حصلت في قطاع غزة أثناء حكم حركة "حماس". واعتبر في ورقة منشورة أن على السلطة استيعاب موظفي "حماس" وأجهزتها الأمنية، وأن على منظمة التحرير ضم الفصائل المختلفة في إطارها القيادي الموقت، بما يضمن تحقيق شراكة سياسية فاعلة.
وقالت مصادر في السلطة أن الرئيس عباس يُقدر خبرة الدكتور فياض في التعامل مع الأزمات، وأن اللقاء كان استشاريًا. وأوضح أحد المسؤولين "من المبكر القول أن فياض سيعود إلى قيادة الحكومة"، مضيفًا "لكن، من الواضح أن القطيعة بين الرجلين انتهت، وأن هناك فرصة للعمل المشترك في حال توافر أرضية مشتركة"، وتابع "الافتراق بين الرجلين وقع عندما حدث اختلاف في الرؤية، فالدكتور فياض كان يقود الحكومة في اتجاه مختلف عن رؤية الرئيس، وهذا ما أدى في النهاية إلى حدوث خلاف قاده إلى الاستقالة"، واعتبر "أن الظروف تغيّرت اليوم، وهناك فرصة تلوح في الأفق، لكنها مرهونة بتفاهم كامل حول المستقبل، وهذا التفاهم لم يكتمل حتى الآن".