القدس المحتلة ـ ناصر الاسعد
فجّرت اتهامات حركة "حماس" لجهاز المخابرات الفلسطيني، بالمسؤولية عن حادثة تفجير موكب رئيس الوزراء رامي الحمد الله، في غزة الشهر الماضي، جدلا واسعا، وأطلقت سلسلة من البيانات الحكومية والفصائلية والأمنية والعائلية، الرافضة لرواية الحركة، وتركزت جميعها على هوية متهم محدد وانتماءاته.
واتهمت حكومة الوفاق الوطني، حركة حماس بسرد رواية تنتمي إلى "صناعة التبرير"، و"غسل النفس الاصطناعي والمسرحي" من المسؤولية عن جريمة محاولة الاغتيال وجريمة (إعدام المصالحة الوطنية).
وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة، يوسف المحمود إن "المفاجأة في ما قدمته حماس، كانت إصرارها على الخروج السافر عن كل الخطوط والأعراف الفلسطينية. وذلك عبر (التلفيق الملعون) الذي قدمته، وأشارت خلاله إلى ربط شعبنا الأصيل البطل ومؤسساته بالمجموعات الإرهابية في سيناء والعمل ضد جمهورية مصر العربية، في محاولة (صبيانية) لضرب العلاقة مع الأشقاء في جمهورية مصر العربية، عبر اختراع شخصية (أبو حمزة الأنصاري) الذي هو (أحمد صوافطة)، وتبين أنه عامل بسيط من مدينة طوباس، اعتقل منذ أعوام في سجون الاحتلال، على خلفية انتمائه إلى الجهاد الإسلامي، ولم ينتسب في حياته إلى مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية".
كان الناطق باسم داخلية حماس إياد البزم، اتهم المخابرات الفلسطينية بالوقوف خلف الانفجار الذي استهدف موكب الحمد الله، في 13 مارس/ آذار الماضي في قطاع غزة، وتسبب في انهيار المصالحة الفلسطينية إلى حد كبير.
وقال إياد البزم، الناطق باسم الوزارة في مؤتمر صحافي في غزة، إن "التحقيقات أوصلت إلى شخصية معروفة باسم أبوحمزة الأنصاري، وهو مؤسس (المنبر الإعلامي الجهادي) ومديرُه، والذي من خلاله يتم إدارة الخلايا التخريبية وتوجيهها وتبادل المعلومات. وتم تجنيدُ الخلية التي نفذت محاولة اغتيال أبونعيم وتفجير الموكب، وربطها من خلال المنبر الإعلامي الجهادي. وبعد تحقيقاتٍ واسعة ومعقدة تم التعرفُ على هوية (أبوحمزة الأنصاري)، وهو المدعو أحمد فوزي سعيد صوافطة، من الضفة الغربية، ويعملُ لصالحِ جهاز المخابراتِ العامة في رام الله بتعليماتِ الضابط حيدر كمال حمادة، وبإشراف العميد بهاء بعلوشة". وعرضت الداخلية خلال المؤتمر، فيديو لعدد من المعتقلين. وجاء إعلانها، بعد أكثر من شهر على قتلها المشتبه الرئيسي في محاولة الاغتيال، وهو أنس أبو خوصة (26 عاما) أثناء محاولة اعتقاله.
وفورا، استنكرت عائلة الأسير في سجون الاحتلال الإسرائيلي، أحمد فوزي صوافطة، ما صدر عن حماس، مؤكدة "أن كل الأكاذيب على نجلها محض خيال، ومحاولة لخلط الورق وقلب الحقائق في الساحة الفلسطينية، وبث سموم الحقد" وحملت عائلة الأسير أحمد صوافطة في بيان لها، حركة حماس، مسؤولية كل تبعات الإساءة لنجلها، حيث إنه معتقل في سجون الاحتلال، وهو أسير سابق أيضا، قضى زهرة شبابه في سجون الاحتلال على خلفية انتمائه للجهاد الإسلامي.
لكن الجهاد الإسلامي خرجت ببيان ثالث، تنفي فيه ما ورد على لسان الناطق الحكومي في الضفة بشأن علاقة صوافطة بالجهاد، وقال مصدر رسمي إن "حركة الجهاد إذ تعبر عن عميق اعتزازها بعائلة صوافطة المجاهدة، وما قدمه أبناؤها من تضحيات، فإنها تؤكد أن صلة أحمد فوزي صوافطة قد انتهت، بعد فصله من الحركة في عام 2007 أثناء وجوده في السجن".
واعتبرت الحركة: "محاولة بعض الجهات ربط أحمد فوزي صوافطة بحركة الجهاد الإسلامي، هي إشاعات مُغرضة لخلط الأوراق، والعبث بأمن المحافظة، ومدينة طوباس، والإساءة للحركة، ومحاولة زجها في صراعات داخلية لم تكن هي في مقدمتها، ولن تكون في آخرها".