القدس المحتلة ـ فلسطين اليوم
رداً على الإجراءات الاحتلالية في المسجد الأقصى المبارك، المتمثلة في السماح لحوالي 20 فرقة من المستوطنين اليهود باقتحامه والصلاة في باحاته، وفي اعتقال ستة من المرابطين الفلسطينيين المتهمين بالتصدي لهذا الاقتحام، استجاب عشرات ألوف المصلين لدعوة الرباط في جنباته، وأدى أكثر من 27 ألف مصلٍ، أمس الجمعة، صلاة عيد الأضحى المبارك، في رحابه. وأنهوا الصلاة بتوزيع الحلوى.
وقد شهدت البلدة القديمة من مدينة القدس، تدفقاً كبيراً للعائلات الفلسطينية من القدس ومن مناطق فلسطينيي 48، منذ ساعات الصباح الأولى، للمشاركة في صلاة العيد. وبسبب الحرص على الصحة التزموا بتعليمات الوقاية لمنع تفشي فيروس كورونا المستجد. فاقتصرت الصلاة على الباحات المكشوفة، فيما بقيت أروقة المسجد المسقوفة مغلقة وحافظ المنظمون على التباعد الجسدي بين المصلين وارتداء الكمامات.
وقال مفتي القدس والديار الفلسطينية، الشيخ محمد حسين، في خطبة العيد، إن «المسجد الأقصى المبارك هو مسجد للمسلمين وحدهم لا يشاركهم فيه معتد أو ظالم». وفي إشارة إلى سلطات الاحتلال الإسرائيلي، أضاف الشيخ حسين: «يظنون، وخاب ظنهم وطاش سهمهم، إنهم بغطرستهم وقوتهم وإمداد العالم الظالم لهم، أنهم سيحققون بالمسجد الأقصى موطئ قدم لهم، خابوا وخسئوا».
ودعا مفتي القدس، الفلسطينيين، إلى الوحدة، قائلاً: «عليكم بالوحدة ثم الوحدة؛ فلا خيار لكم أمام الأخطار التي تهدد قدسكم ومقدساتكم وأرضكم وحقوقكم إلا الوحدة». ووجه التحية إلى الشهداء والأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلية.
كانت قوات الاحتلال قد أقدمت على عدة إجراءات قمعية في الليلة قبل الماضية وصباح أمس، فسمحت للجماعات الاستيطانية بتنفيذ الاقتحامات، بحجة إحياء «ذكرى خراب الهيكل». ووفرت شرطة الاحتلال الحماية لكل مجموعة كانت تتألف من 20 مستوطناً، وبلغ عدد هذه المجموعات قرابة 20 مجموعة. واعتدت شرطة الاحتلال على بعض النساء المرابطات في ساحات المسجد الأقصى، واللواتي تصدين لاقتحامات المستوطنين، مما تسبب في صدامات بين عناصر منها وبين الشبان الفلسطينيين في عدة مناطق في مدينة القدس. واعتقلت ستة من المقدسين المرابطين في الأقصى. ونشرت قواتها عند باب المغاربة، المستخدم للمستوطنين. واستنفرت قواتها الخاصة في محيط الحرم وساحاته.
وقد خرج المصلون في عدة بلدات في الضفة الغربية، أمس، إلى مسيرات ضد الاحتلال والاستيطان والمساس بالأقصى، بعد صلاة العيد. وأدى عشرات المواطنين صلاة العيد على مدخل قرية حارس غرب سلفيت، بعد أن منعتهم سلطات الاحتلال من الوصول إلى أراضيهم المهددة بالمصادرة المحاذية لمستوطنة «رفافا» المقامة على أراضيهم غرب القرية. وأقام جيش الاحتلال الحواجز الإسرائيلية على مداخل القرية، وشدد من إجراءاته العسكرية وانتشار شرطته وتحرير مخالفات للمواطنين، وإغلاق مدخلها الرئيسي. وقال أمين سر حركة فتح، إقليم سلفيت، عبد الستار عواد، إنه سعيد بأن الأهالي منعوا الجنود من الوصول إلى الأراضي المهددة، «من أجل إيصال رسالتنا وهي أن الأرض الفلسطينية لنا، وسنقوم بحمايتها، والتصدي لسرقتها ووقف انتهاكات جيش الاحتلال وقطعان المستوطنين على اختلاف أنواعها».
وفي قرية زبوبا، غرب جنين، أصيب عدد من المواطنين، في ساعة متأخرة من الليلة الماضية، بحالات اختناق، جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي. وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال اقتحمت القرية، وسيرت آلياتها في شوارعها، ما تسبب باندلاع مواجهات مع الشبان، أطلقت قوات الاحتلال خلالها الأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط، وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى إصابة العديد من المواطنين بحالات اختناق.
وفي مدينة الخليل، منعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، أمس الجمعة، آلاف الفلسطينيين من أداء صلاة عيد الأضحى، في المسجد الإبراهيمي. وقال رئيس البلدية، تيسير أبو سنينة، في تصريحات صحافية، إن قوات من جيش الاحتلال، أعاقت وصول المصلين للمسجد الإبراهيمي، ومنعت إقامة الصلاة في ساحاته وسمحت فقط بدخول 35 مصلياً لأداء الصلاة، بذريعة «كورونا». ووصف إجراءات الاحتلال بأنها «غير قانونية». وقد احتج آلاف الفلسطينيين على الإجراء الإسرائيلي عند بوابات المسجد في البلدة القديمة من الخليل.
المعروف أن المسجد الإبراهيمي يقع في البلدة القديمة من الخليل، التي تخضع لسيطرة إسرائيل الاحتلالية. ويسكن فيها نحو 400 مستوطن بالقوة، حيث يحرسهم نحو 1500 جندي إسرائيلي، وفي المسجد قبور وأضرحة للأنبياء إبراهيم، وإسحاق، ويعقوب، ويوسف (عليهم السلام). وفي عام 1994، أقدم المستوطن اليهودي باروخ غولدشتاين، على اقتحام المسجد خلال صلاة التراويح في رمضان، وراح يطلق الرصاص عليهم من الخلف فقتل 29 مصلياً فلسطينياً، وهم يؤدون الصلاة. وعلى أثر ذلك، قسّم الاحتلال المسجد الإبراهيمي، الذي يُعتقد أنه بُني على ضريح نبي الله إبراهيم عليه السلام، إلى قسمين، قسم خاص بالمسلمين بمساحة 45 في المائة، وآخر باليهود بمساحة 55 في المائة.
قد يهمك أيضا :
اتفاق إسرائيلي ـ فلسطيني على إغلاق المسجد الأقصى أمام المستوطنين