مصر تؤكد لـ"حماس" رفضها صفقة القرن الأميركية

أكدت مصر لحركة «حماس» أنها «ترفض في شكل مطلق» ما بات يعرف بـ «صفقة القرن» للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، والتي ينوي الرئيس الأميركي دونالد ترامب طرحها خلال الأيام أو الأسابيع القليلة المقبلة، وفي غضون ذلك، شن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، هجومًا عنيفًا على إيران، محملًا إياها مسؤولية «الظلمات التي حلّت» على الشرق الأوسط بسبب بنائها إمبراطورية معادية لإسرائيل.
 
وقال نتانياهو في خطاب أمام المؤتمر السنوي لـ «لجنة الشؤون العامة الأميركية- الإسرائيلية» "إيباك" في واشنطن، الثلاثاء «يجب أن نوقف إيران، سنوقفها». وانتقد مجددًا الاتفاق النووي الإيراني، موضحًا أنه حذر إدارة الرئيس السابق باراك أوباما من أن الاتفاق لن يجعل إيران عضوًا مسؤولًا في المجتمع الدولي، لافتًا إلى أن توقعاته كانت في محلها، وأن الاتفاق جعل طهران «أكثر تطرفًا»، كما جعل العالم أكثر خطورة. ولم ينس أن يشيد بالرئيس الأميركي بعد أن هدد بالانسحاب من الاتفاق ما لم يتم تعديله.
 
وفي غزة، كشفت مصادر فلسطينية، أن رئيس جهاز الاستخبارات العامة المصرية الوزير عباس كامل أكد لوفد «حماس» الذي زار القاهرة أخيرًا بقيادة رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، أن مصر «ترفض في شكل مطلق» الصفقة الأميركية التي تنتقص من حقوق الشعب الفلسطيني وثوابته الوطنية، وتدعم إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وترفض قرار ترامب اعتبارها «عاصمة لإسرائيل».
 
وأضافت المصادر أن وفد الحركة، الذي مكث في القاهرة ثلاثة أسابيع وعاد إلى غزة قبل أيام، أكد لكامل ومسؤولي الاستخبارات العامة أن «أحدًا لم يعرض علينا الصفقة، ونحن نرفضها تمامًا، ولن نقبل بأن يكون قطاع غزة إلا جزءً من فلسطين، وشبه جزيرة سيناء جزءً من مصر... كما نرفض الوطن البديل أو التوطين، أو دولة في غزة». وأوضحت أن الوزير كامل أكد للوفد أن «مصر لن تتنازل عن شبر واحد من أرض سيناء التي ستبقى مصرية، كما ستبقى غزة فلسطينية».

وكان وفد «حماس» عقد مع مسؤولين مصريين سلسلة اجتماعات، بينها اجتماعان مع كامل وفريق فلسطين في الاستخبارات العامة المصرية، ناقش خلالها الطرفان أربعة ملفات هي: «صفقة القرن»، والمصالحة، والأوضاع المعيشية المأسوية في القطاع، والعلاقات الثنائية وأمن الحدود بين القطاع ومصر وفي سيناء.
 
وقالت المصادر إن العلاقات الثنائية تعززت كثيرًا، وانتقلت من مرحلة الشك وعدم اليقين إلى مرحلة الثقة المتبادلة، موضحة أن مصر باتت على قناعة تامة بأن القطاع «أصبح مصدرًا للأمن والأمان والاستقرار بالنسبة إلى مصر، وليس مصدرًا للتهديد والقلق والتوتر»، مضيفة أن وفد الحركة أكد أن «لدى الحركة قرارًا إستراتيجيًا بأنها لن تكون يومًا ضمن أي تحالف ضد مصر، بل ستعمل على تعزيز علاقتها معها ومع المحيط العربي والإسلامي» من أجل «بناء شبكة أمان عربية وإسلامية للقدس والقضية الفلسطينية».
 
وقالت المصادر إن الحركة طلبت من مصر «عقد مؤتمر إنقاذ وطني في القاهرة، بمشاركة كل الفصائل والمكونات الفلسطينية، لوضع إستراتيجية سياسية لحماية المشروع الوطني». وأضافت أن لدى الحركة «قرارًا إستراتيجيًا بإتمام المصالحة في إطار الشراكة الوطنية والتكاتف بغية حماية المشروع الوطني ورفض كل الصفقات والمؤامرات المشبوهة وإفشالها من خلال موقف فلسطيني موحد». وأشارت إلى أن المسؤولين المصريين «أكدوا استمرار دعمهم المصالحة»، على رغم أنها تعاني من تعثر وصفته بعض الأوساط بأنه «موت سريري».
 
لكنها تابعت أن القاهرة «لن تدعو وفدي فتح وحماس إلى حوار بعدما عُقدت جولات عدة» أثمرت توقيع اتفاق في 12 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، سلَّمت بموجبه «حماس» الوزارات والمعابر وغيرها من المرافق والمؤسسات إلى السلطة.