رام الله - علياء بدر
أكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومفوض التعبئة والتنظيم جمال محيسن، أن ثمة خيارين مترتبين على توجه وفد من اللجنة المركزية إلى قطاع غزة، مضيفاً: "إما تكريس الوحدة الوطنية، وإنهاء الانقسام، أو أن تتحمل حركة حماس كل المسؤوليات في القطاع".
وأعرب محيسن في تصريح صحافي الإثنين عن أمله بعودة الوفد بإجابات إيجابية، وليست شكلية فقط قابلة للتطبيق على أرض الواقع، بدءًا بممارسة حكومة الوفاق الوطني دورها، وصولًا لعقد انتخابات تشريعية ورئاسية. وأوضح محيسن، أن الوفد المتوجه للقطاع سيكون برئاسة نائب رئيس حركة فتح محمود العالول، وسيرافقه كل من الأخوة عزام الأحمد وحسين الشيخ والحاج إسماعيل جبر وروحي فتوح وأحمد حلس.
في سياق آخر، أكد محيسن بأن هناك نقلة نوعية نضاليًا ووطنيًا في يوم الأسير لهذا العام، والذي يصادف اليوم الإثنين، حيث سيتم تشكيل قوة ضاغطة على سلطات اﻻحتلال الإسرائيلي لاسترداد حقوق الأسرى في سبيل تحريرهم. وقال محيسن: إن الأسرى سيخوضون إضرابًا عن الطعام احتجاجًا على سياسات سلطات الاحتلال في المعتقلات، لافتًا لتصاعد عدد الأسرى المشاركين، مؤكدًا التمسك بوحدة الحركة الأسيرة في نضالها من أجل استرداد حقوق الأسرى بالتعليم، وزيارات ذويهم، واستمرار وسائل التواصل معهم، وإزالة الصعوبات التي يتعرض لها ذووهم أثناء زيارتهم.
وأضاف محيسن: "نحن نعول على كافة الأسرى للمشاركة بالإضراب مع مراعاة الحالات الصحية"، داعيًا لتوحيد الجهود في مواجهة الاحتلال، وأﻻ يطغى التباين في وجهات النظر داخل الصف الفلسطيني، على الصراع الأساس مع اﻻحتلال، معتبرًا هذه الخطوة بمثابة نقلة نوعية نضالية وطنية في مواجهة اﻻحتلال الإسرائيلي.ورحب محيسن، بإعلان عدد من الفصائل المشاركة في الإضراب، معربًا عن أمله بمشاركة بقية الفصائل التي لم تعلن مشاركتها حتى اللحظة.
وشدّد محيسن على عدم السماح لإسرائيل بإجبار الأسرى على تناول الطعام عبر التغذية القسرية، مؤكدًا متابعة لجان حقوقية للإضراب. وأكد محيسن اهتمام الرئيس محمود عباس المباشر بقضية الأسرى، وإجراء اتصالات مع الجهات الدولية لإجبار "إسرائيل" على الاستجابة لمطالب الأسرى. من جهتها طالبت حركة المقاومة الإسلامية حماس وفد مركزية "فتح"، بحسم أمرهم بين "الشراكة مع أبو مازن في عدوانه على غزة أو الانضمام إلى خيار القطاع المحاصر".
وقال الناطق باسم حماس فوزي برهوم في بيان اليوم الإثنين "إن على وفد مركزي فتح أن يحسموا أمرهم، وأن يختاروا ما بين الشراكة مع أبو مازن في العدوان الرابع والمستمر على غزة وحصار أهلها أو الانضمام إلى خيار غزة المحاصرة الغاضبة الثائرة، خيار الشعب الفلسطيني في مواجهة كل المؤامرات". وكان برهوم قد اتهم رئيس السلطة محمود عباس، بأنه يقود بالوكالة عدوانا رابعا على قطاع غزة، بعد أن شنّ الاحتلال ثلاثة حروب، ولم يحقق خلالها أي هدف أو انتصار.
كما دعا النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة "حماس" مشير المصري وفد حركة "فتح" القادم من رام الله إلى غزة أن" يحمل في جعبته حلولًا لأزمات غزة "والعمل على وقف ما وصفها بـ"المؤامرة" ضد القطاع. وفي كلمة خلال مسيرة جماهيرة نظمتها "حماس" مساء الاحد، بحي التفاح شرق مدينة غزة احتجاجًا على أزمة الكهرباء وخصم الرواتب، طالب المصري بوقف الضرائب "الباهظة" المفروضة على وقود محطة الكهرباء ووقف خصومات رواتب الموظفين.
وبيَّن أن "العدو الإسرائيلي سيدفع ثمنًا باهظا بانفجار مقبل إن لم يكف عن استمراره في حصار لشعبنا"، داعيًا السلطة الفلسطينية إلى التوقف عن ما اسماه بـ"استنساخ مثل هذه التجارب الفاشلة". وشدد المصري على أن "غزة ثابتة وهي جزء من الوطن، وحماس لا تقبل بدولة فلسطينية على قاعدة المفاوضات والاستسلام والاعتراف بالاحتلال، وأن فلسطين واحدة لا تتجزأ".
ونظمت حركة "حماس" مسيرات جماهيرية في المحافظة الوسطى ومدينة غزة رفضًا للحصار المفروض على قطاع غزة واحتجاجا على أزمة الكهرباء في القطاع وخصم الرواتب عن موظفي السلطة الفلسطينية. ففي شرق غزة شارك المئات من المواطنين في وقفة جماهيرية للحركة أمام مسجد المحطة في شارع يافا في حي التفاح، فيما شارك المئات من المواطنين وأنصار الحركة بمسيرة حاشدة انطلقت عقب صلاة المغرب من المسجد الكبير بمخيم البريج وسط القطاع رافعين الرايات واللافتات المنددة بحصار غزة.
ودعت الحركة في كلمة ألقاها متحدث باسمها وسط القطاع، حركة "فتح" إلى اتخاذ موقف من الأزمات "المفتعلة" في قطاع غزة، محملة الرئيس محمود عباس مسؤولية ما يحدث. وأكدت أنها "ستبقى على العهد مدافعة عن غزة في وجه المؤامرة وستبقى صامدة برجالها ونسائها وفصائلها وقواها حتى التحرير." كما قالت.