غزة - كمال اليازجي
في الوقت الذي يبتهج فيه اليمين الإسرائيلي بخطة الرئيس الأميركي ، دونالد ترمب، التي تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، محاولًا استغلالها لتطبيق مشاريع ترحيل مماثلة في الضفة الغربية، ظهرت أصوات إسرائيلية تحذر من تداعيات هذه المقترحات، معتبرة أنها مجرد "أوهام خطيرة" قد تنعكس سلبًا على إسرائيل نفسها وليس فقط على الفلسطينيين.
نتنياهو وحكومته يسارعون لدراسة الخطة
تحاول حكومة بنيامين نتنياهو التعامل مع مقترح ترمب بجدية، إذ دعا المجلس الوزاري الأمني المصغر للاجتماع فور عودة نتنياهو لمناقشة كيفية تنفيذ الخطة، فيما أعلن وزير الدفاع يسرائيل كاتس أنه أصدر تعليماته للجيش بإعداد خطة "لترحيل الفلسطينيين بشكل سلس"، مما يشير إلى تحركات رسمية لتحويل هذا المقترح إلى واقع عملي.
انتقادات لاذعة ووصفها بالأوهام
???? في المقابل، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك خطة ترمب بأنها "مجرد خيال"، مشيرًا إلى أنها لم تخضع لأي دراسة جادة، واعتبرها مجرد "بالون اختبار" أو محاولة لكسب دعم سياسي لإسرائيل على حساب الفلسطينيين.
???? ورأى باراك أن تصريحات ترمب تهدف إلى إقناع القادة العرب بدعم مسار جديد لغزة، ربما لإضعاف سلطة حماس، لكنه أكد أن أي محاولة من هذا النوع تفتقر إلى الواقعية وقد تؤدي إلى نتائج كارثية.
قلق بين عائلات الأسرى الإسرائيليين
بينما كان الجدل السياسي محتدمًا، عبرت عائلات المحتجزين الإسرائيليين لدى حماس عن قلقها العميق، حيث يخشى ذوو الأسرى أن تؤدي خطة ترمب إلى تعقيد صفقة التبادل وإعادة إيتمار بن غفير إلى الحكومة، ما قد يعرقل المفاوضات ويؤدي إلى استئناف الحرب.
???? بوعز زلمونوفتش، نجل أحد المحتجزين، قال:
"ترمب يعتقد أنه يعالج الأمر بالصدمة، لكنه لا يدرك خطورة تداعيات خطته. هذا المقترح سيدفع نتنياهو إلى تعقيد صفقة التبادل وإعادة بن غفير إلى المشهد السياسي، مما قد يطيل أمد الأزمة."
???? روبي حين، والد الجندي المحتجز إيتاي، أكد أن الربط بين صفقة الأسرى ومقترح التهجير "قد يخلط الأوراق ويضر بآمال إطلاق سراح المخطوفين"، مشيرًا إلى أن العائلات تعتزم الاجتماع مع ترمب الأسبوع المقبل لمطالبته بإعادة الأمور إلى نصابها والتركيز على إنهاء الحرب وإتمام صفقة التبادل.
انتقادات الصحافة الإسرائيلية للمقترح
???? صحيفة "هآرتس" شنت هجومًا لاذعًا على خطة التهجير، ووصفتها بـ "غير الجدية"، مؤكدة أن ترمب لا يفهم النزاع الإسرائيلي–الفلسطيني، ولا يدرك تعقيداته.
???? هآرتس حذرت من أن "الطرد القسري للسكان المدنيين هو خرق للقانون الدولي وجريمة حرب"، معتبرة أن إسرائيل يجب أن ترفض هذا المخطط، سواء جاء من حاخامات اليمين المتطرف أو من رئيس أميركي سابق.
???? كما شددت الصحيفة على أن الأولوية يجب أن تكون إتمام صفقة الأسرى ووقف الحرب، داعية إلى إعادة إعمار غزة وقبول السلطة الفلسطينية كبديل عن حكم حماس، بدلاً من الانجراف وراء أوهام عقارية مستوحاة من خلفية ترمب التجارية.
???? صحيفة "يديعوت أحرونوت" أشارت إلى أن احتفال اليمين الإسرائيلي بهذه الخطة مفهوم لكنه "مضلل وخطير"، إذ إنه يخلق توقعات غير واقعية، وقد يؤدي إلى تعطيل صفقة الأسرى وعودة بن غفير إلى الحكومة، مما قد يشعل فتيل الحرب مجددًا.
استطلاع رأي يكشف انقسامًا إسرائيليًا
???? وفقًا لاستطلاع أجرته القناة 13 الإسرائيلية، أظهرت النتائج أن:
72% من الإسرائيليين يؤيدون خطة ترمب لترحيل الفلسطينيين.
17% يعارضونها بشكل قاطع.
47% يشككون في إمكانية تطبيقها على أرض الواقع.
66% يرون أن الأولوية يجب أن تكون لوقف الحرب وإتمام صفقة الأسرى.
خلاصة المشهد
بينما يبتهج اليمين الإسرائيلي بفكرة التهجير الجماعي للفلسطينيين، فإن أصواتًا عاقلة داخل إسرائيل، من سياسيين وصحفيين وحتى عائلات الأسرى، تحذر من أن المقترح غير واقعي وخطير، وقد يؤدي إلى تعقيد الأزمة بدلًا من حلها. ومع استمرار الجدل، يبقى السؤال الأهم: هل ستتحول خطة ترمب إلى سياسة رسمية، أم ستظل مجرد "بالون اختبار" سرعان ما ينفجر أمام تعقيدات الواقع؟
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
غرق مئات خيام النازحين نتيجة الأمطار والرياح الشديدة برفح ومواصي خان يونس