واشنطن ـ يوسف مكي
أكّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأحد، أن المفاوضين الأميركيين ذهبوا إلى كوريا الشمالية لإجراء محادثات قبل القمة المقرر عقدها مع نظيره الكوري، كيم جونغ أون، والتي ألغاها ترامب قبل ثلاثة أيام
وصول المسؤولين الأميركيين إلى بانمونغوم
وقال ترامب "وصل فريقنا الأميركي إلى كوريا الشمالية لإجراء الترتيبات قبل القمة بيني وبين كيم جونغ أون"، مضيفا "أعتقد حقا بأن لدى كوريا الشمالية إمكانيات رائعة وستكون دولة اقتصادية ومالية كبيرة يومًا ما، حيث يوافقني كيم جونغ أون بشأن هذا، وسيحدث!".
وذكرت صحيفة واشنطن بوست لأول مرة أن المسؤولين الأميركيين عبروا الحدود إلى كوريا الشمالية، وقالت الصحيفة إن سونغ كيم، السفير الأميركي لدى الفلبين، كان مع أليسون هوكر، الخبيرة الكورية في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، ومسؤول في البنتاغون، والتقى تشوي سون هوي، نائب وزير خارجية كوريا الشمالية.
وفي هذا السياق، قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، إن الوفد الأميركي في محادثات مستمرة مع المسؤولين الكوريين الشماليين في بانمونغوم، وهي قرية تقع على الحدود بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية.
وأوضحت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض، سارة ساندرز إن "فريقاً متقدماً سلفاً" غادر إلى سنغافورة لتجهيز الخدمات اللوجيستية، وذلك قبل إلغاء ترامب للقمة الخميس، والتي كانت مقررة في 12 يونيو/ حزيران.
مون يلتقي كيم جونغ أون
والتقى رئيس كوريا الجنوبية مون جاي، كيم جونغ أون، السبت، في خطوة مفاجئة، وقال مون، الأحد، إن كيم ملتزم بلقاء ترامب وتحقيق نزع السلاح النووي الكامل، وسط تعانقهم وابتساماتهم، التقى مون مع كيم، في الجانب الكوري الشمالي من بانمونغوم، وهو نفس موقع أول اجتماع لهم قبل شهر، وقال مون إن المناخ العم كان مثل أي اجتماع عادي بين الأصدقاء، كما كانت المحادثات صريحة.
وأصدر مكتب رئاسة كوريا الجنوبية شريط فيديو أظهر الرجلين يحتضنان بعضهما، مع ابتسامات عريضة.
تقارب العلاقات بين الجارتين الشمالية والجنوبية
وأظهر العرض التلقائي الذي قدمه كيم، وقبول مون السريع، مدى قرب القيادتين، كما تُوجت هذه العملية بدورة دبلوماسية دامت 24 ساعة، وسط محاولة مون إنقاذ القمة بين ترامب وكيم، وفي مساء السبت في البيت الأبيض، حيث كان مون يطلع الصحافيين على لقائه مع كيم، أشار ترامب إلى أن التراجع عن الانسحاب من القمة أمر ممكن، قائلًا "نُبلي بلاًء حسنًا في ما يتعلق بالقمة مع كوريا الشمالية، تتحرك القمة بشكل جيد، لذا نتطلع إلى 12 يونيو/ حزيران، في سنغافورة، هذا لم يتغير، وسنرى ما سيحدث".
الولايات المتحدة ترغب في انعقاد القمة
من جانبه، قال جيمس كلابر، المدير السابق للمخابرات الوطنية، لشبكة "سي إن إن": "أريد انعقاد القمة، فهي اجتماع ذو قيمة، كما أن كيم سيحصل على ما يريد هنا مع رئيس غير تقليدي وصعب للغاية".
ولفت مايكل هايدين، المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية، إلى أن ترامب كان متأكدًا من أنه سيربح، ويعرف ما سيتنازل عنه وما سيتمسك به.
وأضافت جيني تاون، مديرة تحرير مجموعة المراقبة 38 نورث، قائلة "إنه لأمر ذكي من الناحية الاستراتيجية بالنسبة إلى كيم أن يدعو مون للاجتماع وجها لوجه، فهو يساعد على تصويره في أعين الناس باعتباره رجل دولة ودبلوماسي، إنه في الحقيقة يوازن النغمة التي طرحها نظام كيم ببيانات تهدد بالحرب النووية"، لكنها حذرت من استمرار وجود فجوة بين واشنطن وبيونغ يانغ بشأن القضايا الجوهرية، مؤكدة أن ما يحدث ليس دبلوماسية ولكنه مسرح سياسي".