اقتحامات المستوطنين باحات المسجد

حذّرت المرجعيات الدينية في القدس الشرقية المحتلة من مواصلة سلطات الاحتلال العدوان على المسجد الأقصى، مشيرة الى الأعداد غير المسبوقة من المستوطنين والمتطرفين اليهود الذين اقتحموا باحات المسجد في الايام الأخيرة التي صادفت ما يسمى "ذكرى خراب الهيكل". وجاء في بيان تلاه رئيس مجلس الاوقاف الشيخ عيسى سلهب في مؤتمر صحافي في المدينة أمس الأربعاء: "ان إصرار الاحتلال على التدخل في إدارة شؤون الأوقاف والمسجد الأقصى المبارك سيعيد الأمور إلى حالة التأزم، ويجر المنطقة بأكملها إلى ما لا يحمد عقباه.

وقال: إن "الحفاظ على الواقع التاريخي والديني والقانوني هو ثابت من ثوابتنا لا نتنازل عنه". وتابع "أن الاحتلال لا يزال يفكر بمنطق القوة والقهر، ونحن ننظر إليه بعين الخطورة الشديدة".

وطالبت المرجعيات الدينية السلطات الاسرائيلية بوقف اقتحامات المستوطنين باحات المسجد، وعدم منع أو اعتراض أو إبعاد أي مواطن مقدسي من دخول المسجد الأقصى المبارك. وجاء في بيان المرجعيات الدينية ان تحديد أعمار الداخلين إلى المسجد الأقصى المبارك يعتبر تدخلاً سافراً واعتداءً على حرية العبادة نرفضه رفضاً قاطعاً. كما طالب بإعادة مفاتيح باب المغاربة الى دائرة الاوقاف الاسلامية.

وطالبت المرجعيات الدينية الفلسطينيين في اماكن تواجدهم كافة بشد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك للعبادة والرباط وتلقي دروس العلم فيه، وقالت إن "حقوقنا الشرعية الثابتة لا نحيد عنها ولا نتراجع ولا نفاوض عليها تحت أي ظرف".

وابعدت السلطات الاسرائيلية اخيراً، عدداً كبيراً من الفلسطينيين من المسجد ومنعتهم من دخوله لفترات متفاوتة. ومنعت السلطات الجمعة الماضي كل من تقل اعمارهم عن الخمسين من دخول المسجد. وكانت السلطات الاسرائيلية صادرت مفاتيح باب المغاربة، احد اهم ابواب المسجد الاقصى، عقب الاحتلال عام 67، واستخدمته في ادخال مجموعات يهودية الى باحات المسجد.

وكانت زيارات اليهود الى باحات المسجد تجري تحت اشراف دائرة الاوقاف خلال فترة السياحة الاجنبية التي تمتد من السابعة صباحاً حتى الحادية عشرة ظهراً. لكن السلطات اوقفت اشراف الاوقاف على هذه الزيارات، وأخذت تُدخل مجموعات يهودية كبيرة، تحت حراسة رجال الشرطة الاسرائيلية عقب اندلاع الانتفاضة. وشهدت مدينة القدس القديمة وباحات المسجد الاقصى في الايام الاخيرة مسيرات واستعراضات واقتحامات واسعة من قبل مجموعات يهودية ضمت الآلاف. وجرت اقتحامات باحات المسجد بدعوة من "منظمات الهيكل" التي تطالب بإعادة بناء الهيكل المزعوم في باحات المسجد.

من جهة اخرى، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي تصعيد عملياتها ضد الفلسطينيين في مختلف مناطق الضفة الغربية المحتلة، واعتقلت فجر أمس الاربعاء حوالى 20 فلسطينياً بينهم نائب في المجلس التشريعي. وقال بيان صادر عن نادي الأسير ان السلطات اعتقلت النائب حسني البوريني من منزله في قرية قرب نابلس. ومن بين المعتقلين رجل وزوجته في مدينة الخليل، وفتاة من بلدة بيت فجار في محافظة بيت لحم، اعتقلت بدعوى محاولتها طعن جنود.

وفي الخليل داهمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر أمس منزل الاسير محمد عبد الباسط الحروب من دير سامت، جنوب غربي المدينة، وصادرت نقوداً وسيارة، مدعية أن والد الاسير يتلقى اموالاً من حركة "حماس"، بعد العملية التي قام بها قبل عامين وقتل فيها مستوطنين جنوب الخليل. وفي نابلس تواصل سلطات الاحتلال الاسرائيلي للشهر الثاني على التوالي منع المزارعين الفلسطينيين من حصاد عشرات الدونمات المزروعة بالقمح في منطقة جالود جنوب المدينة تحت حجج امنية مختلفة.

في غضون ذلك، أصدرت المحكمة المركزية الاسرائيلية في القدس المحتلة حكماً تصادق فيه على ما سمته الحقوق القانونية لثلاث شركات مرتبطة بالجمعية الاستيطانية "عطيرت كوهانيم" في ثلاثة عقارات كبيرة تقع قرب باب الخليل في البلدة القديمة في القدس المحتلة، حسبما ذكرت صحيفة "معاريف".