القاهرة ـ محمود حماد
يعد مطعم "قدورة" للأسماك من الأشهر في عالم المطاعم المصرية، التي تقدم أفضل الوجبات البحريّة دون منافس، لاسيما أنَّه يقدم خدمة متميزة، تكاد تشعر الزبون بأنَّه في منزله. ويمتاز "قدورة" عن سواه بأنَّه يقدم للضيف الخيار من الأسماك الطازجة، حيث يتوفر المطعم على "حلقة" للسمك (أشبه بسوق)، ينتقي منها الزبون نوعه المفضل، ويختار طريقة الطهي، دون الرجوع إلى قائمة طعام. وفي مصر، يعتبر "قدورة" الدليل على أنَّ الكفاح الجدي يمكن أن يؤدي إلى نتائج مبهرة، فصاحب محلات "قدورة" للأسماك، الذي أصبحت فروعه تملأ الإسكندرية والقاهرة الآن، مجرد صياد بسيط، أتى من مدينة رشيد، واستطاع بذكائه وإتقانه وصبره أن يحوّل "دكانه" من مكان متواضع يتناول فيه زملاؤه الصيادون وجباتهم، إلى أكبر مطعم أسماك في مصر. وشهرة "قدورة" تعود إلى قرابة 60 عاماً، حيث لم يستطع أي مطعم أسماك أن يفوقه، أو يتجاوز شهرته، بأطباقه المميزة، ونكهتها الفريدة، وموائده المطلة على كورنيش الإسكندرية في حي بحري، حيث قوارب الصيادين وشباكهم، وفي شارع جامعة الدول العربية في المهندسين في القاهرة. وعن تاريخ "قدورة"، يوضح أحد المسؤولين في فرع المهندسين في القاهرة، في حديث إلى "مصر اليوم"، أنه "تم إنشاء الفرع الأول لمحلات قدورة في عام 1950، عند استقرار الصياد قدورة في الإسكندرية، ويتجول ليبيعها طازجة، إلى أن تمكن من تأجير محل متواضع في الأنفوشي، أسماه قدورة، كان يتكون من طاولات صغيرة عدة، مثّلت بداية رحلة الكفاح الطويلة". وأضاف أنه "مع الوقت تطور المكان، وأصبح له رواد يأتون من كل أنحاء الإسكندرية، ومن مختلف الطبقات، وافتتح قدورة فرعين آخرين له في حي المنتزه، وعلى كورنيش الإسكندرية، وفرعًا أخير في حي المهندسين في القاهرة". ويقدم "قدورة" الطواجن بجميع أنواعها، السبيط والسالمون وصدف البحر، ومن أشهر المأكولات التي يتميز بها المطعم سمك "البوري السنجاري"، أي المشوي بالخلطة، و"الإستاكوزا" بالزبد، وطبق "الملوخية بالجمبري"، وهي أكلة إسكندرانية بامتياز، تقدم مع الطبق الرئيسي، كما يمكن طلب بعض أصداف البحر بالتتبيلة السكندري المميزة. ويتميز المطعم أيضاً بأنواع معينة من السلطات، مثل السلطة البلدي، وسلطة الطحينة، والبابا غنوج، والبنجر (الشمندر) بالطحينة والمايونيز، والجبن القديم، والمخللات. كما يقدم المطعم أنواعاً مختلفة من الشوربة، ومنها شوربة فواكه البحر "سي فود"، وهي مكونة من كابوريا وجمبري وجندوفلي وسبيط، وتقدم بالكريمة واللبن، أو بالكريمة فقط، إضافة إلى أرز الصيادية، والأرز الأحمر، والمكرونة لها أيضاً نصيب من اهتمام "قدورة"، حيث يقدم المطعم ثلاثة أنواع منها، البيضاء، والحمراء، والمشكلة بالجندوفلي وفاكهة البحر. ومن الأكلات الرئيسية "المياس" بالزيت والليمون والبطاطس، و"الجمبري" المشوي والصوص المميز بالثوم، والسمك "البوري بالردة" (النخالة)، وأسماك "الوقار" و"المرجان" و"الدينيس" المقلية، و"الشراغيش" و"البلطي" وسمك "القاروس" على الطريقة السنجاري، وشرائح فيليه "موسى" والسمك "الباربوني" المقلي. أما عن الأسعار، ربما تكون مرتفعة نوعاً ما، ولكن مستوى الخدمة وجودة الطعم، هما ما يدفع عشاق "قدورة" لزيارته، على الرغم من أي شيء، فثمن كيلو "البوري" 80 جنيهاً، وثمن كيلو "الجمبري" الصغير يبدأ من 80 جنيهاً، أما كيلو "الجمبري" الوسط فيبدأ من 145 جنيهاً، و"الجمبري" الجامبو يبدأ من 220، وثمن طبق شوربة البحر، يبلغ 20 جنيهاً، والأرز بالجمبري 15 جنيهًا، في حين يبلغ ثمن طبق الأرز بمفرده 10 جنيهات، كما يمكن أن تتناول وجبة تتكون من طبق شوربة بحر، وأرز، وسمكة تبلغ نحو نصف كيلو، مع السلاطات، بتكلفة 60 جنيهاً. ووفقاً لبعض المترددين على المطعم، فإن الخدمة في "قدورة" سريعة ومحترفة، لكن لو طلب الزبائن مشروبات أو حلويات الطلب الأساسي، تتأخر، لأن كل هم الجرسونات الكثيرين، هو تلبية الأطباق الرئيسية أمام كل الزبائن المتعددين.