لقد رحل «سيد ياسين»
آخر تحديث GMT 20:22:32
 فلسطين اليوم -
هجوم صاروخي ومسيّر يستهدف القاعدة الأميركية في حقل كونيكو بريف دير الزور وسماع انفجارات قوية الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل رقيب من "لواء جفعاتي" خلال معارك شمالي قطاع غزة الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن قبل اختراقه الأجواء الإسرائيلية المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت بتهم ارتكاب جرائم حرب في غزة الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان انتقادات حادة من منظمة الصحة العالمية لإسرائيل بسبب عرقلة عمل فرقها الطبية في غزة وحرمان مستشفى كمال عدوان من الإمدادات القوات اليمنية تستهدف سفينة في البحر الأحمر وتؤكد استمرار العمليات ضد السفن المرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي تصاعد حملات الاعتقال الإسرائيلية بالضفة أكثر من 11,700 مواطن قيد الاعتقال وسط تنكيل وتدمير واسع النطاق شرطة الاحتلال يعتقل 20 عاملا فلسطينيا من الأراضي المحتلة عام 48 شهيد في النصيرات وقصف مدفعي وجوي يستهدف شمال القطاع
أخر الأخبار

لقد رحل «سيد ياسين»

 فلسطين اليوم -

لقد رحل «سيد ياسين»

بقلم مصطفى الفقي

كان علامة بارزة على جيل بأكمله، فلقد استقطبت شخصيته أبناء الجيل كله، لأنه كان- رغم تخصصه فى «علم الاجتماع»- واحدًا من أبرز شيوخ «علم السياسة»، كما ضرب بسهم فى معارف متعددة، فكان مثقفًا رفيع الشأن له فى «العلوم السلوكية» كما له فى كافة «الدراسات الإنسانية»، وكان مفكرًا يعتز بذاته ووطنه ويتصرف بشموخ وكبرياء فى كافة مواقف حياته، وقد ربطتنى به صلات وثيقة وعلاقات طويلة، فعندما عدت من «لندن» حاملًا درجة الدكتوراه فى سبتمبر 1977 فوجئت به يتصل بى على غير معرفة مباشرة، ويقول لى إنه قد علم بحصولى على هذه الدرجة الرفيعة، وإن موضوع الدراسة يستهويه كعالم يقف على الحدود بين علمى «السياسة والاجتماع»، لذلك فإنه يدعونى- باعتباره مديرًا لمركز الدراسات الاستراتيجية بالأهرام- إلى حوار موسع مع أعضاء المركز وضيوفه حول موضوع الرسالة، الذى يدور حول «الأقباط فى السياسة المصرية»، متخذًا «مكرم عبيد باشا» نموذجًا، فهو المجاهد الكبير وسكرتير عام «حزب الوفد» منذ رحيل «سعد زغلول» وخلافة «مصطفى النحاس» له وصولًا إلى الصدام التاريخى المعروف بين الصديقين «النحاس» و«عبيد»، حتى إن الأخير أصدر كتابه الأسود بمباركة من «القصر» وإغراء من الداهية «أحمد حسنين باشا»، رئيس الديوان، لشق عصا الحزب والثأر لحادث 4 فبراير عام 1942، ولقد تلقيت دعوة الراحل العظيم «سيد ياسين» بامتنان، وتأملت كيف يسعى ذلك الأستاذ العظيم، ومعه رفيقه د. «على الدين هلال»، وبالقرب منهما د. «سعد الدين إبراهيم»، كيف يسعون إلى إبراز طاقات أبناء جيلهم وإعطائهم الفرص ودفعهم دفعًا إلى الأمام فى إيمان متجدد بالتواصل بين الأجيال، وقد حضرت إلى مقر المركز فى صحيفة «الأهرام» فى الموعد المحدد ومعى أطروحة الدكتوراه بلغتها الإنجليزية، وقدمت عرضًا وافيًا لمحتوياتها والرسم البيانى للعلاقة الطردية بين تمثيل الأقباط فى «البرلمان» المصرى وبين درجة فوز «حزب الوفد» فى الانتخابات المختلفة، واستخلصت نتائج الدراسة، واستمعت إلى تعليق الأستاذ «سيد ياسين»، الذى أغدق علىَّ يومها تقديرًا أكثر مما أستحق، كذلك استفدت من تعليقات زملائى من الخبراء والباحثين فى المركز وكانت بداية تعاون بينى وبينهم، ومنذ ذلك المساء وأنا أضع «سيد ياسين» فى مقام المعلم، وهو الحقوقى وأستاذ «علم الاجتماع» وفارس «الدراسات السياسية» وصاحب الكتابات الرصينة والمبادرات البَنَّاءة، فقد كان بحق «ناظر مدرسة البحث العلمى» فى «العلوم الاجتماعية»، وكانت له إسهاماته المرموقة فى «المركز القومى للبحوث الاجتماعية»، حيث اتسمت دراساته بالموضوعية والحياد الأكاديمى، مع التواضع أمام مَن هم أقل منه والزهد فى المناصب والتمسك دائمًا بقيم العالِم الذى يحترم مبادئه، وفيًا لأفكاره، صادقًا فى معتقداته، ولقد كان لديه تقدير خاص للحقبة الناصرية، مع إقراره فى ذات الوقت بأخطائها، فكان ذلك الرجل الكبير مؤمنًا بالزعيم دون دروشة، مع إحساس حقيقى بالطبقات الكادحة وفقراء «مصر»، وقد قام بالتدريس فى الجامعات المصرية والأجنبية، كما تولى إدارة «منتدى الفكر العربى»، الذى أنشأه الأمير «الحسن بن طلال» فى «الأردن»، وقد حصد جوائز الدولة المصرية من أصغرها إلى أكبرها، وأعطى اهتمامًا خاصًا لدراسة المجتمع الإسرائيلى، وجعل الدراسات الفلسطينية مركز اهتمام بـ«الأهرام» عبر السنين، ولقد زاملته خلال الخمسة عشر عامًا الماضية فى عضوية «المجلس الأعلى للثقافة»، وراعنى دائمًا شخصيته الموسوعية وقدرته على الحديث فى الموضوعات المختلفة وإيمانه العميق بالثورة التكنولوجية وإحساسه الدائم بأهمية رعاية الشباب وتقديم خلاصة تجربته للأجيال الصاعدة، كما جمع ذلك العالِم المستنير فى أبحاثه الاجتماعية بين الدراسات النظرية والتطبيقات العملية، فكان يؤمن بالأرقام والمسح الميدانى والبحوث «الإمبريقية»، وكان يتصل بى بين حين وآخر يطلب خدمة بسيطة أو توصية عادلة، وكنت دائمًا طوع إشارته، خصوصًا فى سنوات محنته الصحية والظروف الصعبة التى اضطرته إلى العمل حتى آخر أيام عمره! فلم يتقاعس «سيد ياسين» عن مواصلة رسالته، حتى اقترب من سن الخامسة والثمانين، والفكر لا ينضب والعقل لا يتوقف والقلب لا يزال رحبًا حانيًا يتسع للجميع، أما إذا غضب فإنه ينتفض كالأسد الهصور ويزأر فى وجه مَن أمامه، مهما كان منصبه أو سلطته، وكان يتشاور معى أحيانًا وأنا أجلس بجانبه فى التصويت على جوائز الدولة حتى تكون أصواتنا شديدة الموضوعية بعيدة عن الهوى تدفع إلى الصفوف الأولى ببعض المُهمَّشين ممن لا سند لهم إلا الموهبة المكتومة والمكانة المؤجلة!.

إن رحيل «سيد ياسين» يطوى صفحة ناصعة فى تاريخ الفكر المصرى المعاصر، ويغلق فصلًا كاملًا من الأستاذية المتألقة دائمًا، وسوف يظل «سيد ياسين» شمعة مضيئة أكثر منه دمعة حزينة، لأن الرجل أدى واجبه باقتدار وانتصر دائمًا للحق وآمن إيمانًا عميقًا بالوطن ومستقبله وانحاز لشعبه وعاش راهبًا فى محراب علمه خادمًا لأمته.. رحمه الله بقدر ما أعطى من معرفة وأنار من ضوء وغرس من مبادئ وألهم من فكر!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لقد رحل «سيد ياسين» لقد رحل «سيد ياسين»



GMT 03:22 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

رسالة مفتوحة إلى رئيسة وزراء نيوزيلندا

GMT 06:08 2018 السبت ,15 أيلول / سبتمبر

تكريم السادات

GMT 06:06 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

المكتشف الأول والعامل المجهول

GMT 05:39 2018 الأربعاء ,31 كانون الثاني / يناير

"محمود كارم" وسبيكة المكارم!

GMT 05:44 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

25 يناير 2011

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday